فتقا ــ جوانّا عازار
انطلاقاً من كون المعلّمين القوّة التغييريّة في المجتمع ضد الحواجز التي تعوق التغيير، أُطلقت المرحلة الثانية من المشروع الوطني لخدمة المجتمع، في دار سيّدة الجبل في فتقا ــ كسروان
نظمت الهيئة الوطنيّة لدعم المدرسة الرسميّة دورة تدريبية بالتعاون مع مؤسّسة الحريري، المركز التربوي للبحوث والإنماء، نقابة المعلّمين، واتّحاد المؤسّسات التربويّة الخاصّة. وتسعى الدورة إلى إطلاق مفهوم خدمة المجتمع من داخل الصفّ وتطويره إلى ثقافة مدرسيّة، التعمّق في أهداف مادّة التربية الوطنيّة وغاياتها وخدمة المجتمع ودور العمل التعاوني والجماعي في تطوير المشروع، توثيق وتطوير العناصر الستّة لمشروع المجتمع وهي التعلّم المتكامل، خدمة حقيقيّة فعّالة، الإعداد، التحقيق أو التنفيذ، التفكير وإعادة التفكير والعرض والاحتفال، إضافة إلى إدراك المعاني الخفيّة وراء ثقافة اجتماعيّة معيّنة.
وتشارك في المرحلة الثانية للمشروع 147 مدرسة رسميّة وخاصّة، بعدما استقطبت المرحلة الأولى في العام الماضي 120 مدرسة هي المجموعة المؤسّسة. وتتابع المشروع لجنة تنسيق تجتمع دورياً للبحث في المشاريع والتنظيمات. وقد تطرقت منسّقة المشروع نيكول عيد أبي حيدر وممثّل المدارس الكاثوليكيّة في اللجنة التنفيذيّة للمشروع الدكتور نصر الخازن إلى «خدمة المجتمع: من داخل الصفّ الى الثقافة المدرسيّة». وتتيح الخدمة للمعلّمين الانخراط الحقيقي إلى جانب الطلاب، الربط بين المعايير المنهجيّة والتطبيق الفعلي، تعزيز العلاقات الاجتماعيّة داخل المدرسة. كذلك تسعى إلى تدريب الطلاب على مفهوم المواطنيّة وما يتّصل بها، وتسمح لهم باكتشاف حيّز كبير من المهارات والقدرات الشخصيّة التي تجعلهم أكثر اندفاعاً نحو مجتمعهم.
وتحدث كل من ممثّل المدارس الانجيليّة جان عتر والممثّل عن مدارس المقاصد الدكتور كامل دلال عن «العمل الفريقي وخدمة المجتمع». وجرى التأكيد على تكريس مبدأ عمل الفريق، والاعتماد عليه للديناميكيّة التي يخلقها، والفرصة التي يتيحها للنقاش والتحاور وتبادل الآراء. وتمّ التعريف بالعمل الجماعي وقيمته وشرح 17 قانوناً متصلاً به.
وتناول ممثّلا المركز التربوي للبحوث والانماء ميشال بدر وحنّا عوكر «التربية الوطنيّة والمدنيّة في خدمة المجتمع»، فتوقفا عند طرق التدريس وتعزيز مهارات التواصل في مادّة التربية الوطنية والتنشئة المدنية، باعتبارها المادة الأنسب مدخلاً إلى مشروع خدمة المجتمع.
وتخلّلت الدورة نشاطات تطبيقيّة مع «Lebanese Adventures» اعتمدت أسلوب اللعب مع المعلّمين الذين وضعوا أنفسهم مكان التلامذة، وشاركوا في ألعاب تُعزز العمل الجماعي والتواصل والإبداع لإيجاد حلول للمشاكل المطروحة، فتصل الرسالة إلى الأساتذة من خلال هذه الألعاب.
أما الدكتور مصباح رجب فتطرق إلى «البعد الاجتماعي للتراث وخدمة المجتمع» مركّزاً على الحضارات وإطارها العام ومكوّناتها الخفيّة.
واختتمت الدورة بتوزيع شهادات المشاركة على المعلّمين، بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني الذي رأى «أنّ المشروع يقرّبنا بعضنا من بعض»، لافتاً إلى أنّ المجتمع يحتاج إلى جهود المعلّمين لتكريس الشخصيّة الإنسانيّة السويّة عبر التربية السليمة.