الطيبة ــ داني الأمين
عاد سامر محمد نجم ظهر السبت الفائت نجماً شهيداً إلى بلدته الطيبة، وسط حشود لم تشهدها البلدة في تاريخها، وفي موكب سيّار انطلق من أمام مستشفى الرسول الأعظم ضم المئات من أهالي البلدة ومعارف الفقيد الذين يقطن أغلبهم في الضاحية وحي الزيدانية (مار الياس) حيث كان يسكن الشهيد. وما إن وصل الموكب الى مدخل بلدة الطيبة حتى كانت الحشود الغفيرة قد ملأت الشارع العام وأسطح البيوت المجاورة له، يتقدمهم مسؤول الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، والنائب علي حسن خليل ممثلاً حركة أمل، والنواب محمد رعد وحسن فضل الله ومحمد حيدر والشيخ عبد الكريم عبيد، وتبارت النسوة في رمي الورود والأرز مطلقة الزغاريد للعريس الشهيد، وبعض هؤلاء النسوة قدمن من بيروت خصيصاً لتشييع الشهيد، فأم حسن نجم من سكان الضاحية لفّت نفسها بالسواد وجمعت الورود قائلة «أتيت لأرمي الورود على نعش الشهيد ابتهاجاً بالانتصار وبسالة الشهيد وكل شهداء المقاومة، فهم من أتاحوا لنا العودة إلى قرانا». وزُفّ الشهيد سيراً على الأقدام الى أن وصل جثمانه الى وسط البلدة قرب الحسينية حيث ألقى الشيخ قاووق كلمة قال فيها إن «جماهير المقاومة احتشدوا ليودعوا بطلاً من أبطال النصر في تموز الشهيد سامر نجم. اليوم تودع المقاومة ولبنان مقاوماً ومجاهداً من صنّاع نصر هذه الأمة وصنّاع هزيمة اسرائيل، نحتشد هنا لنعلن أن الشهيد هو بطل من أبطال المقاومة الإسلامية على مقربة من فلسطين لنشهد للأمة كلها أن الشهيد هو من خيرة شبان لبنان وخيرة شباب كل الأمة. أيها الشهداء يا ليتنا كنا معكم، وها هنا كل الأودية تشهد على بطولاتكم، واليوم عاد أحد أبطال المواجهة في مارون الراس، من دون منة من أحد فكان التبادل إنجازاً وطنياً بامتياز للوطن وللأمة ولفلسطين أيضاً حيث كان جسد الشهيد، وهذا تأكيد لنجاح استراتيجية المقاومة وصدق وعدها ووعد أمينها العام السيد حسن نصر الله، فالعدو ظن أنه باحتجاز أجساد الشهداء وأبطال المقاومة يستنزف انتصارات المقاومة، لكن بعد الوعد الصادق أصبح ملف الأسرى عبئاً على الكيان الاسرائيلي وأضحى لبنان على طريق انتصار جديد»، وبيّن قاووق أن «كل سيادة لبنان منقوصة وكل حرية وكل كرامة مغتصبة ما دامت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا محتلة، والمقاومة لا يشغلها أي استحقاق عن إرادتها في انتزاع مزارع شبعا، فالمقاومة بمعادلتها تضمن عودة هذه التلال الى الوطن، وكيف يمكننا أن نتساهل أمام محاولات أميركا التسلل الى لبنان من خلال الاستحقاق الرئاسي، فهدف أميركا خدمة المشاريع الاسرائيلية، والمقاومة واعية تماماً، وهي جديرة بأن تحمي إنجازاتها من دون أن تسمح لأميركا أن تحقق أي مكاسب، والاستحقاق الرئاسي هو محطة أساسية ومصيرية لهزيمة اسرائيل وأميركا، وسيعلم بوش أن لبنان لن يكون ساحة للانتصارات لتعويض خسارته في العراق، ولبنان اليوم يقف أمام انتصارين مقبلين، هما عودة الأسرى وتحرير لبنان من الوصاية الأميركية».
وقد أمّ إمام البلدة الشيخ حسين قازان وعدد كبير من رجال الدين الصلاة على جثمان الشهيد قبل أن يوارى الثرى في جبانة البلدة.
ويذكر أن الشهيد سامر نجم، وهو من القوات الخاصة الذين شاركوا في عملية الأسر في عيتا الشعب، استشهد في مارون الراس مع الشهيد محمد دمشق بعدما فجّر دبابتي ميركافا وجرافة إسرائيلية، وقد كان على أبواب الزواج بصبية من بنت جبيل، فجهز ثياب العرس، كما يقول صديقه، على اعتبار أن حفل زواجه سيكون بعد عدة أيام، فكان عرس استشهاده.