القاهرة ــ الأخبار
كشفت مصادر مصرية، لـ«الأخبار»، النقاب عن تعهّد مصري رسمي تبلّغه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أمس، إثر لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، ويقضي بقيادة مصر تحرّكاً عربياً داعماً لحكومته، من أجل مساعدتها في تجاوز أزمة الاستحقاق الرئاسي المقبل.
وإثر اللقاء الذي جمعه بالرئيس مبارك، أشار السنيورة إلى أنه لمس تأييد الرئيس المصري لحكومته «الشرعية والدستورية»، والذي «أكّد دعمه غير المحدود لوحدة لبنان، وسعيه المستمر مع الدول العربية الشقيقة من أجل توفير الدعم اللازم للبنان».
وفي إطار الأجواء التي رافقت اللقاء، لفتت مصادر مصرية الى أن الحديث تناول «عدداً من القضايا العربية والإقليمية، مع التركيز على الشأن اللبناني، بما يحقّق التوافق بين جميع أبناء الشعب اللبناني تجاه قضاياه الداخلية».
بدورها، أعلنت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية أن المجتمعين تطرّقوا إلى «جهود مصر والدول العربية، في إطار مساعدة لبنان على تخطّي أزمة الاستحقاق الرئاسي الذي يجب حسمه قبل نهاية شهر نوفمبر ( تشرين الثاني) المقبل»، لافتة إلى أن رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط حضرا اللقاء عن الجانب المصري، فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الثقافة طارق متري وسفير لبنان لدى القاهرة خالد زيادة ومستشار رئيس مجلس الوزراء محمد شطح والمستشارة الدبلوماسية للسنيورة رولا نور الدين.
وفي التصريح الذي أدلى به، إثر اللقاء، أعلن السنيورة عزمه على إعادة إعمار مخيم نهر البارد، على أساس «أن يعود سكانه إليه، وأن تكون الدولة اللبنانية صاحبة السلطة الوحيدة فيه»، مشيراً إلى أنه سيعقد اجتماعاً في بيروت، الإثنين المقبل، لدعوة الدول المانحة للمساهمة في إعادة إعمار هذا المخيم.
ووصف السنيورة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بـ«الخطوة التي يمكن البناء عليها وتطويرها»، مشدّداً على ضرورة «السعي للتوصّل إلى اتفاق حول مسألة انتخاب رئيس الجمهورية»، و«العمل بحدود ومسؤولية وانفتاح ورغبة في التوصّل إلى اتفاق» لإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري المحدّد، حفاظاً على «صورة لبنان وديموقراطيته والتزامه بالدستور».
وحول تأليف حكومة وحدة وطنية، رأى السنيورة أن «هذه الفكرة حازت قدراً كبيراً من النقاش والمطالبات، خلال الأشهر الماضية»، معرباً عن اعتقاده بأن «ما تمّ سماعه من مبادرات وأفكار جديدة، ولا سيما المبادرة التي تقدّم بها الرئيس بري، تركّز على أنه يمكن صرف النظر عن هذا الموضوع في هذا الوقت».
ورداً على سؤال متعلّق بالاجتماع الدولي، في الخريف المقبل، لإحياء عملية السلام، اكتفى السنيورة بالقول: «كل ما نسمعه ونقرأه حول هذا الاجتماع كلام غير واضح، ولا نستطيع أن نعطي رأياً في هذا الشأن من دون معرفتنا بالتفاصيل».
وحول تشكيل آلية لمراقبة الحدود مع سوريا، قال: «إننا شديدو الحرص دائماً على أن ننسج مع الشقيقة سوريا علاقات أخوية وحميمة ودائمة، وهذا هو موقفنا، وقد عبّرنا عنه في أكثر من مناسبة، ونحن بلدان شقيقان متجاوران»، و«لدى لبنان وسوريا مصلحة في أن تكون بينهما علاقات صحيحة ووديّة، مبنية على الاحترام المتبادل»، مطالباً بـ«ضبط حقيقي للحدود، وممارسة صحيحة من قبل سوريا لضبط هذه الحدود عبر كل الوسائل»، بما يضمن عدم جعل لبنان «موطناً لتسرّب البضائع والأسلحة ودخول الأشخاص بشكل غير شرعي».
وفي هذا الشأن، أعرب رئيس الحكومة عن أمنياته في «أن تتخذ مواقف حازمة وحاسمة لضبط الحدود»، إذ إن «تحديد هذه الحدود أمر ضروري بين كل بلدين شقيقين، على غرار الخطوات التي اتخذتها جميع الدول العربية، الأمر الذي يسهم في تصحيح العلاقات وتصويبها».