واصل وفد اللجنة الدولية الأوروبية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الذي يضم نواباً من البرلمان الأوروبي وحقوقيين وإعلاميين زيارته للمناطق اللبنانية، وكانت محطته أمس مدينة صيدا التي زارها الوفد «كعاصمة المقاومة الوطنية وكمدينة الصمود والتحالف اللبناني ـــــ الفلسطيني» على حدّ قول المنظّمين للزيارة في تجمع المؤسسات الأهلية. وشملت الزيارة النصب التذكاري للشهيد معروف سعد وضرائح شهداء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 في ساحة الشهداء وبلدية صيدا.
وعلى تمثال الشهيد معروف سعد في منطقة البوّابة الفوقا، حيث وضع الوفد إكليلاً من الزهر، كان في استقبالهم رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد الذي ألقى كلمة، شكر فيها الوفد على زيارته مدينة صيدا، وتضامنه الدائم والمستمر مع الشعبين اللبناني والفلسطيني في كفاحهما ضد العدوانية العنصرية الصهيونية، وقال نستقبلكم اليوم، ونحن نفتقد صديقاً عزيزاً كان من ضمن المؤسّسين، وأحد الوجوه البارزة لهذه الحركة الأخ «ستيفانو كارييني»، وأشكركم لأنكم تقدرون هذا الرجل الذي كان دائماً يقف إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني.
ورأى النائب سعد أن سبب معاناة الشعب الفلسطيني في لبنان، وخصوصاً أهالي مخيم نهر البارد هو عدم وجود صيغة تفاهم لبناني فلسطيني على مستوى السلطة اللبنانية وهو مؤسف.
وفي ظل انشغال القادة والقوى الفلسطينية في خلافاتها الداخلية، أكد سعد أن هذه الخلافات تنعكس سلباً على أوضاع الفلسطينين في الداخل والخارج، داعياً الجميع إلى الانتباه إلى مصالح الشعب الفلسطيني وإلى صياغة اتفاق حقيقي وجدي يحفظ الحقوق الوطنية الفلسطينية مع السلطة اللبنانية.
النائب في البرلمان الإيطالي «جاكو زينيري» قال نحن نفخر اليوم بوقوفنا أمام نصب المناضل الراحل الشهيد معروف سعد، الذي دافع دائماً عن حقوق العمال وعن حقوق الشعب الفلسطيني، وإن مجيئنا اليوم إلى عاصمة الجنوب بعد عام من الحرب على لبنان هو لننقل إليكم تضامن الشعب الإيطالي مع الشعب اللبناني».
وفي بلدية صيدا، استقبل الوفد رئيس البلدية عبد الرحمن البزري الذي استغرب عدم إنشاء لجنة تحقيق دولية حقيقية، وعدم قيام محكمة دولية لمحاسبة جزّاري صبرا وشاتيلا، معتبراً أن هذه المجزرة كانت الأبشع في تاريخ لبنان وراح ضحيتها المئات من اللاجئين الفلسطينيين إبّان الاحتلال الصهيوني للبنان عام 1982.
وفي سياق متصل، قام الوفد بزيارة إلى معتقل الخيام وكان في استقبالهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد حيدر، وقد اطّلع خلالها الوفد على آثار الدمار الذي خلّفه العدوان، لينتقل بعدها إلى مدينة بنت جبيل حيث زار قاعة شهداء المدينة، وأعرب أعضاؤه من هناك عن «شعورهم بالمرارة أمام ما حصل في لبنان من همجية إسرائيلية بموافقة ومباركة من المجتمع الدولي، الذي يدّعي الحرص على السلام في العالم»، مؤكّدين أن «هذا السلام حدوده تقف عند مصالح الإدارة الأميركية المتضامنة وباستمرار مع إسرائيل».
من جهة ثانية، قام عضو هيئة الرئاسة في البرلمان الإيراني الدكتور شاهين محمد صادقي على رأس وفد من السفارة الإيرانية في بيروت بجولة جنوبية، كانت محطتها الأولى في بلدة قانا، حيث قابلتهم عوائل شهداء المجازر الصهيونية، وبعد تلاوة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء وضع الوفد إكليلاً من الورد على الأضرحة، لينتقل بعدها إلى عيتا الشعب ومارون الراس وبنت جبيل. وكان للنائب الإيراني تصريح، رأى فيه «أن همجية العدو الإسرائيلي لم تستطع أن تهزم إرادة المقاومة لدى اللبنانيين»، مشدداً على «وقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب اللبناني».
(الأخبار)