الكورة ــ فريد بو فرنسيس
يعيش قضاء الكورة أزمة مائية كبيرة تتجلى في نقص القدرة على توفير الخدمات المائية للمواطنين، كتوفير مياه الشرب والخدمة المنزلية ومياه الري. وهو كغيره من المناطق اللبنانية، يعيش تداعيات هذه الأزمة، على رغم أن أعمال إنقاذ وتحسين أوضاع مياه الشفة في القضاء قد انطلقت، ولو بشكل غير كاف، بعدما بدأت وزارة الطاقة والمياه بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار، وبتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية العربية، بتنفيذ «مشروع شبكة مياه الشفة في الكورة»، انطلاقاً من مصفاة التكرير في بلدة كوسبا ووصولاً الى كل خزانات المياه العامة في القضاء.
وبحسب رأي الكثير من الأهالي، أن هذه الخطوة غير كافية وتلزمها متابعة دقيقة وسريعة، إذ إن المشروع الذي ينفذ حالياً لا يطال داخل البلدات والقرى، التي في معظمها بحاجة الى تجديد الشبكات الداخليه فيها، بعدما اهترأت الشبكات القديمة، الأمر الذي يحول دون وصول المياه الى منازلهم. يشتمل المشروع فقط على ربط القرى والبلدات الكورانية بخط أنابيب لمياه الشفة على مداخل البلدات تحت الطرق العامة للقضاء.
ولقد شارفت الأعمال التنفيذية للمشروع على نهايتها، وكانت قد انطلقت على الخط العام، من خزان مياه بلدة كوسبا مروراً ببلدات كفرصارون وكفرعقا ووصولاً الى بلدة أميون، فيما يجري العمل حالياً على خطوط جر أخرى تشمل بلدات: بطرام، عابا، بشمزين، عفصديق، كفرحزير، كفرعقا، بصرما، أميون ودارشمزين.
وتكمن أهمية هذا المشروع في أنه يوفر حماية كاملة لمياه الشفة، عبر استعمال قساطل حديد ذات مواصفات عالية الجودة، تحميها من الاختلاط بالمياه المبتذلة، أو تعرضها للهدر، الأمر الذي كان يحرم الكثير من المواطنين من الاستفادة منها.
ويقول رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط: «إن هذا المشروع حيوي لأنه يوفر مياهاً نظيفة للقضاء ويبعدها عن الاختلاط بالمياه الآسنة، ويحدّ من هدرها بسبب الاهتراء الذي أصاب الشبكات الحالية. ولكن هذا العمل لا يفي بالنتيجة المطلوبة، ويبقى حلاً جزئياً لمشكلة مياه الشفة في الكورة، وخاصة إذا لم يُعمل بسرعة على إنشاء شبكات مياه جديدة داخل البلدات والقرى الكورانية. ويجب أن تزاد كمية ضخ المياه الى ستمئة متر مكعب بدلاً من ثلاثمئة متر في الساعة، بحسب ما هو معمول به حالياً، وذلك نظراً إلى تزايد الاشتراكات والاستهلاك».
وأضاف العويط: «هناك حالات اهتراء في معظم الشبكات داخل القرى الكورانية ونحن بحاجة الى شبكات جديدة فرعية متوسطة، وهناك قرى عديدة لا تصل إليها المياه بشكل كاف، مثل بلدة داربعشتار والبلدات المجاورة التي تتغذى من نبع إسكندر، وأيضاًَ قرى أعالي الكورة مثل عين عكرين ورشدبين وبنهران التي تتغذى من نبع الغار».
وطالب العويط بالإسراع في الإفراج عن مشاريع الكورة النائمة في أدراج الوزارات، وخاصة أن هذه المشاريع تحوي سدوداً وخزانات للمياه، من شأنها أن تنهي أزمة المياه في الكورة، علماً بأن معظم هذه المشاريع قد وُفّر التمويل اللازم لها.