strong>أحيا المسلمون الشيعة في لبنان اول من أمس ذكرى العاشر من محرم بمسيرات في عدد من المناطق، كان ابرزها المسيرة الحاشدة لحزب الله في الضاحية الجنوبية والتي انتهت باحتفال على جادة السيد هادي نصر الله، تحدث فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله
استهل السيد حسن نصر الله كلمته بالحديث عن معاني استشهاد الامام الحسين. وتطرق الى حرب تموز التي وصفها بأنها «أعتى حرب صهيونية على بلد عربي منذ قيام دولة إسرائيل الغاصبة». وأشار الى انه «بعد هذا الانتصار التاريخي من الطبيعي أن تكبر المؤامرات»، لافتاً الى تهديد الرئيس جورج بوش بـ «محاسبة» حزب الله وايران وسوريا، وقال: «بوش يريد أن يعاقبكم لأنكم صمدتم، وانتصرتم. في العصر الأميركي ممنوع أن تنتصروا وأن تكون قاماتكم مرفوعة وشامخة، في العصر الاميركي مسموح فقط بالحياة للأذلاء والخاضعين، للذين يقبلون الأعتاب»، موضحاً «أنّ المخطط الأميركي المعد للانتقام من حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق هو الحرب الأهلية والفتنة الداخلية».
وأكد نصر الله عزم المقاومة «على الصبر وعدم الانجرار إلى أي قتال داخلي وإلى أي فتنة داخلية»، وتوجه الى "أهلنا في كل المناطق اللبنانية وفي مدينة بيروت بكل أحيائها»، قائلاً: «لا يخيفكم أحد ولا يرعبكم أحد ولا يستغلكم أحد، المقاومة مقاومتكم، أنتم أهلها وجمهورها وناسها، وسلاحها للدفاع عنكم وعن كرامتكم».
وإذ نبه الى «انّ أكبر محنة تواجه أمّتنا هي ما يعدّ من فتن للإيقاع بين السنة والشيعة»، دعا الى إلى «تأليف أطر جدية ولقاءات جادة بين القادة والحركات والعلماء لمناقشة كل نقاط الالتباس ومعالجتها، مثل الوضع في العراق، ومسألة الهلال الشيعي، والاتهام بمشروع نشر التشيع، والاتجاهات التكفيرية التقتيليّة التي تسارع إلى سفك دماء الآخرين لمجرد الاختلاف في الرأي». وأشاد بتصريحات المرشد العام لـ «الإخوان المسلمين» الشيخ مهدي عاكف «والذي كان شجاعاً وواضحاً وتوحيدياً».
وتطرق نصر الله الى وضع المقاومة في الجنوب مؤكداً جهوزيتها، وقال: «من يظن أن المقاومة ضعفت أو يئست أو تعبت واهمٌ واهمٌ واهمٌ». وأكد أن المفاوضات في شأن الاسرى «دائرة من أجل تحريرهم»، وأن قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة «ستبقى حيّة»، داعياً الى «تأسيس مقاومة واحدة وطنية تحرر ما بقي من أرضنا المحتلة، ونحن حاضرون أن نكون سنداً وداعماً وجزءاً أساسياً من هذه المقاومة»، مؤكداً أن « هناك مسؤولية على الدولة في أن تحفظ الحدود وتدافع عن الحدود وتمنع الأكل الإسرائيلي اليومي للأرض اللبنانية».
وفي الوضع الداخلي، شدّد نصر الله «على مطالب المعارضة المحقة وتصميمها على مواصلة حركتها الإصلاحية في سبيل بناء دولة المشاركة والوحدة والتعاون والتكاتف من اجل إخراج لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية»، معتبراً أن «من يظن أنّه يستطيع وحده أن يخرج لبنان من مشاكله ومصائبه واهم». وأكد «أننا مصرون على تجنب أي صدام وأي فتنة ورفض الاحتكام إلى السلاح» مشيراً الى أن الشهداء الأربعة من الشيعة والسنة الذين سقطوا يوم الثلاثاء «هم شهداء مظلومون»، داعياً إلى «التحقيق ومحاسبة المتورطين في القتل واستخدام السلاح، وهذا هو السبيل الصحيح». وحذّر من انه «إذا غطينا القتلة وحميناهم ودافعنا عنهم، يعني نحن نأخذ لبنان إلى حرب أهلية. أمّا إذا سمحنا للقضاء اللبناني وللأجهزة الأمنية اللبنانية أن تضع يدها على القتلة وأن تعاقبهم، فهكذا سنضمن الأمن والاستقرار في لبنان ونبقي الساحة مفتوحة أمام التنافس السياسي والعمل السياسي والخصومة السياسية البعيدة عن الاحتكام إلى السلاح»، مؤكداً أن «الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، ونحن ندعم أي جهد أو سعي أو مبادرة» في هذا المجال.
وللمناسبة ايضاً، نظم «حزب الله» مسيرات وتجمعات في صور، بنت جبيل، الخيام وبلدات مجدل سلم وميس الجبل وبعلبك والهرمل وجبيل تحدث خلالها عدد من مسؤولي الحزب.
وألقى المرجع السيد محمد حسين فضل الله خطبة عاشوراء في مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك، وأكد فيها ان «اميركا لا تريد مصلحة الشيعة ولا السنة، وقد بدأت فعلاً بخطتها الهادفة لتفتيت الأمة» محذراً من ان «المغامرة العسكرية لأميركا ضد ايران لن تكون محددة في الزمان والمكان، ولن يكون الرد عليها في دائرة معينة فقط». ونبه «أنظمة الخليج الى أن النيران قد تصيبها فلا تقع في الخطيئة الأخرى، وتدعم اميركا أو تغطي فعلتها أو تسهل لها مغامراتها». وشدد على أن «لبنان الذي نريده هو لبنان الحوار لا لبنان التقاتل والتنازع. وعلينا جميعاً أن نسعى لذلك، بأن نتحمل المسؤولية في الخطاب الديني والسياسي، لنصل في نهاية المطاف الى الحل الذي لا ينتصر فيه فريق على فريق بالمعنى الذاتي، بل ينتصر منطق الدولة الحرة والعزيزة والكريمة على منطق الدولة الرهينة والمرتهنة للخارج او لاسرائيل».
وأحيت الجمعية الخيرية الاسلامية العاملية الذكرى في الثانوية العاملية ــ رأس النبع في حضور ممثل رئيس الجمهورية الوزير المستقيل فوزي صلوخ، ممثل رئيس الحكومة محافظ بيروت والشمال ناصيف قالوش. وألقى الشيخ قبلان كلمة تساءل فيها: «لماذا لم يحضر رئيس مجلس الوزراء، ولماذا لم يحضر مفتي الجمهورية؟». وقال: «نحن شيعة الامام علي لا نفرق، ولا ننشر التشيع ولا نريد ان نأخذ المال من احد بل ندعو الى الوحدة».
وألقى النائب السابق محمد يوسف بيضون كلمة دعا فيها الى معالجة الأزمة بالحوار.
ورعى قبلان «إحياء اليوم العاشر من محرم» في مقر المجلس، وألقى كلمة دعا فيها الى «ان نستثمر عاشوراء للوحدة الوطنية والإسلامية». وقال: «كنت اتمنى ان تقام هذه المجالس في دار الفتوى وبرعاية المفتي قباني، فالحسين لكل المسلمين وهو إمامهم وسبط نبيهم».
وأكد «ان اســـــــــرائيل عـــــــدوة الجميع، وعليـــــــــــنا أن نتـــآلف ونتواصل ونتآخى وننسى الأحقــــــــــــاد لنواجه هذا العدو».
بدورها، احيت حركة «أمل» الذكرى بمسيرات واحتفالات في مختلف المناطق، أبرزها مسيرة حاشدة جابت شوارع الضاحية الجنوبية وصولاً الى روضة الشهيدين حيث اقيم احتفال تحدث فيه الشيخ قبلان والنائب ايوب حميد الذي أكد «ان لبنان سيبقى منيعاً على كل الحلقات التآمرية التي تريده أن يقع في الفوضى».
وخلال احتفال في نادي الامام الصادق في صور، ألقى مفتي المدينة ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطه كلمة أكد فيها ان «التدين خير وصلاح، اما الطائفية فهي مجموعة غرائز، والمذهبية ايضاً». وتحدث باسم المجلس الشيعي الاعلى عضو قيادة اقليم جبل عامل في حركة «امل» الشيخ حسين اسماعيل.
وأقام أنصار الأمين العام السابق لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي مسيرة عاشورائية في بعلبك شارك فيها المئات من بلدة بريتال.