الضنّية ــ عبد الكافي الصمد
لم تمرّ مشاركة أبناء الضنّية والمنية في الاعتصام الذي دعت إليه قوى المعارضة من دون وقوع إشكالات، أبرزها ما شهدته بلدة البداوي الساحلية من احتكاك، تطور إلى عراك وتضارب، بين وفد لأنصار «التيار الوطني الحر» كانوا آتين من منطقة عكار، مع أنصار لـ«تيار المستقبل» الذين رشقوا سيارات الوفد وباصاته بالحجارة، إضافة إلى توجيه السباب والشتائم إليهم، قبل أن تبادر القوى الأمنية إلى التدخل لفضّ الإشكال قبل تطوره نحو الأسوأ.
وكانت وفود صغيرة ومتوسطة الحجم قد توجهت على دفعات إلى العاصمة منذ ساعات الصباح، ولم يُعمل على تشكيل وفد موحد، تجنباً لوقوع احتكاكات مع موالين لقوى الأكثرية، بعدما سرت شائعات عن أنّ هناك من يحضر لافتعال مشاكل مع من يزمع المشاركة في الاعتصام، إضافة إلى الخشية من الوقوع ضحية زحمة السير المتوقعة على الطرقات، نتيجة الحشود المرتقبة مشاركتها في الاعتصام.
وأوضح مسؤول «التيار الوطني الحر» في الضنّية سامر درباس لـ«الأخبار» أنّ «المنضوين في صفوف التيار التزموا القرار الصادر عن الهيئة المركزية فيه، التي طلبت من المحازبين والأنصار عدم إبراز الأعلام والرايات الخاصة بالتيار، تجنباً لحصول أي استفزازات مع الأطراف المناوئة»، لافتاً إلى أنّ «هناك تنسيقاً كاملاً من أجل تشكيل وفد مشارك من الضنّية في الاعتصام، مع النائب السابق جهاد الصمد، ومناصري الرئيس عمر كرامي في المنطقة، والدكتور محمد الفاضل وغيرهم».
وحسب معلومات لـ«الأخبار»، فإنّ أعداداً كبيرة من المواطنين من المنطقة نزلت إلى العاصمة منذ مساء يوم الخميس الماضي، من أجل تأمين أكبر مشاركة ممكنة من المنطقة في الاعتصام.
في مقابل ذلك، طلبت الفصائل والقوى الفلسطينية في مخيمي البداوي والبارد من أبناء المخيمين عدم المشاركة في الاعتصام، وبالتالي عدم الزجّ بأنفسهم في زواريب السياسة اللبنانية الداخلية، حسب ما أوضح لـ«الأخبار» مســـؤول فلســـطيني معني.
وأتت هذه الدعوة بعد التطورات الأمنية التي شهدها المخيمان الأسبوع الماضي، إثر عملية الانشقاق في صفوف حركة فتح ــ الانتفاضة، والمعلومات التي روّجت أخباراً عن احتمال تورط أطراف فلسطينية في اضطرابات أمنية يجري الإعداد لها.