أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن مجلس الوزراء وافق بالإجماع على مسودة مشروع المحكمة الدولية، رفضاً وتصدياً لمحاولات اغتيال لبنان، مشيراً الى أنه «بغير العدالة ومعرفة الحقيقة لن يهدأ للبنانيين بال ولا يمكن أن نحمي نظامنا الديموقراطي والحريات»، معتبراً «أن إخواننا (الوزراء الشيعة ) الذين لم يتمكنوا من الحضور كانوا معنا في القلب وفي القرار».جاء ذلك في بيان للسنيورة عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء جاء فيه:
«أيها اللبنانيون، ممثلي وسائل الإعلام الكرام، إن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الكبير رفيق الحريري ورفاقه الأبرار شكلت بالنسبة إلى اللبنانيين جميعاً فصلاً مروّعاً من فصول محاولات إخضاع لبنان وتحطيم إرادته وتدمير استقلاله وخنق حريته. إننا اليوم في هذه اللحظة المصيرية وفي هذا الاجتماع التاريخي لحكومة الاستقلال الثاني، قد وافقنا وبإجماع الحضور على مسودة مشروع المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي، وذلك رفضاً وتصدياً لمحاولات اغتيال لبنان وخنق طموحه في الحياة الكريمة والآمنة. إننا بهذا القرار إنما نقول للمجرمين إننا أصحاب حق ولن نتنازل عنه مهما كانت الصعوبات والعثرات، وهدفنا كل هدفنا هو تحقيق العدالة ولا شيء غير العدالة، لأنه بغير العدالة ومعرفة الحقيقة لن يهدأ للبنانيين بال ولا يمكن بدونها أن نحمي نظامنا الديموقراطي وحرية العمل السياسي والحريات لجميع اللبنانيين الآن وفي المستقبل. إن الشعب اللبناني، الذي امتشق العلم اللبناني، علم الحرية والوحدة الوطنية في جميع الساحات وجميع المؤسسات الدستورية وفي الحوار الوطني، إنما حمّلنا واجب أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية التاريخية. إن الحكومة اللبنانية تكون اليوم قد وفت بوعدها وفقاً لما ورد في بيانها الوزاري لجهة الالتزام بالعمل على كشف حقيقة من اغتال شهيدنا الغالي والشهداء الأحباء. هؤلاء المجرمين الذين أرادوا المس بوحدة الوطن ورسالة العيش المشترك فيه. وها نحن اليوم نخطو خطوة على طريق كشف الحقيقة وإحقاق العدالة من خلال المحكمة ذات الطابع الدولي، التي تؤلف بهدف وقف هذا المسلسل الإرهابي والإجرامي، والتي يجب أن يكون تشكيلها عامل توحيد بين اللبنانيين.
أيها اللبنانيون، إننا نعتقد جازمين أن إخواننا الذين لم يتمكنوا من الحضور معنا ومشاركتنا قرارنا في هذه الجلسة التاريخية، انما كانوا حقيقة معنا في القلب وفي القرار، وهم الذين سبق لهم وأكدوا مراراً بأنهم ملتزمون التوصل الى معرفة الحقيقة وإحقاق الحق والعدالة من خلال إنشاء المحكمة الدولية.
إنني من هنا أعود وأتوجه الى الزملاء الوزراء الأعزاء والى كل اللبنانيين المجمعين على احترام الدستور والتمسك بنظامنا البرلماني الديموقراطي والحريصين على صيغة العيش المشترك، لأقول لهم إننا باقون على منهجنا وتفكيرنا وممارستنا الملتزمة نص وروح الدستور الذي أجمع عليه اللبنانيون، والقائم على احترام الآخر وتأكيد نهج الحوار والتشاور والتوافق والعمل من ضمن المؤسسات، وهو المنهج الذي لن نتخلى عنه وسنستمر باعتماده. إننا نتطلع الى الأمام متمسكين بكل الزملاء الوزراء لمناقشة كل الأفكار والاقتراحات التي من شأنها أن تصون لبنان وتعزز مسيرته الديموقراطية.
لقد قلت في السابق وما زلت أقول، لا تخافوا ولا تدعوا الإرهاب ولا الإرهابيين ينالون منكم ولا من عزيمتكم ولا من الوطن. إن الذي يجب أن يخاف، هو المجرم والقاتل، وإن الدنيا اذا كانت ستنقلب فهي ستنقلب على رؤوس المجرمين وعلى رؤوس أعداء لبنان. عاشت الحقيقة ولتعش العدالة».