باريس ــــ نور خالد
منذ التسعينيات، وهبة القواس تعمل على دمج الغناء الأوبرالي والتقنيات الغربية مع الموسيقى التقليدية العربية، حاملة الحرف العربي على مساحات صوتية واسعة. وباريس كانت منذ أيّام على موعد مع هذه المغنية الأوبرالية والمؤلفة الموسيقية، ضمن برنامج «مهرجان الخريف» في دورته الـ 36، الذي فتح أبوابه هذا العام، لأسماء وتجارب في الموسيقى العربية المعاصرة، إضافة إلى الشعر والمسرح والفنون المعاصرة (راجع «الأخبار»، ٩/١٠/٢٠٠٧).
ألّفت القواس خصيصاً للمهرجان مقطوعةً موسيقيةً بعنوان «رؤيا في ماء» (15 دقيقة) تخلّلها ثلاثة مقاطع غنائية اختارتها من شعر ندى الحاج (قصائد «غفلة»، «اكتمال» ومقاطع من قصيدة «ضُمّيني»)، وكلّها تتمحور حول عنصر الماء. شاركت في العزف فرقة Nieuw Ensemble الهولندية المتخصصة عالمياً في عزف الموسيقى المعاصرة، وقد أضافت القواس إليها آلات شرقية، هي العود والقانون والإيقاع الشرقي.
هكذا، تعرّف جمهور مسرح «أوبرا الباستيل» الباريسي هذه المرة إلى موسيقى نابعة من الشرق، جريئة في تركيبتها الموسيقية، يرافقها صوت القواس الأوبرالي باللغة العربية. وتركّزت الحفلة على فكرة واحدة هي شعرية الماء. هكذا، بدأت المقاربة الموسيقية للفكرة بجملة موسيقية شرقية بحتة هي التقاسيم. ثم تطورت لتتكيّف مع أسلوب الموسيقى المعاصرة عبر تداخل أصوات الوتريات وآلات النفخ والإيقاع الغربية والنقر (من غيتار، مندولين، هارب وبيانو) التي تحاورت مع آلات النقر العربية (عود وقانون وإيقاع شرقي).
وقد مزجت المقاطع الغنائية في العمل الحس الغنائي العربي مع الأسلوب الأوبرالي المعاصر، إذ استعملت القواس صوتها كعنصر موسيقي دخل في نسيج الغناء والتصويت الموسيقيين. كما أدخلت المؤلفة ربع الصوت الشرقي إلى العمل، بشكل موزّع على جميع الآلات الغربية والشرقية معاً.
واستطاعت هذه المؤلفة وقائدة الأوركسترا والأستاذة في المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، أن تجمع الشرق والغرب، وأن «تذهب إلى جميع الجهات، لتحيط بالإنسان أينما وجد على هذا الكوكب الضيق»، على حد تعبير الشاعر طلال حيدر.
وكانت القواس قد قدّمت العام الماضي حفلة مشتركة مع التينور الإسباني، خوسيه كاريراس في دبي، لمناسبة احتفال «مركز دبي العالمي للمال» بعيده الثاني.




منح رئيس الجمهورية، إميل لحود، وسام الأرز الوطني من رتبة فارس، لعازف البيانو والمؤلف غسّان يمين «رئيس معهد غسان يمين الموسيقي»، تقديراً لعطاءاته الموسيقية على المستوى الوطني. إذ أنشأ يمين أربعة معاهد موسيقية وفنية، وانضمّ كأوّل معهد من الدول العربية إلى المنظمة الأوروبية للمعاهد العليا للموسيقى. وكان يمين قد انتخب العام الماضي، أول موسيقي غير فرنسي، عضواً في مكتب مجلس إدارة المنظمة الفرنسية للمعاهد الموسيقية.
من جهة أخرى، شارك الموسيقي اللبناني الشاب مارك قدسي في أكاديمية «Red Bull Music Academy» التي أقيمت هذه السنة في تورنتو ـــــ كندا، وشهدت للسنة الثانية على التوالي تمثيلاً شرق أوسطياً، بعدما اختير مارك للقيام بهذه المهمّة من بين موسيقيين آتين من أكثر من ثلاثين دولة للمشاركة في النسخة العاشرة من الأكاديمية. وقدسي ينكبّ اليوم على إنتاج ألبوم فرقته الموسيقية «لومي» في دوسلدورف في ألمانيا، وتنتظره في ما بعد جولات موسيقية أوروبية وحفلات في بيروت.