محمد عبد الرحمن
رمضان... موسم المحطات الجديدة

هل أنت صاحب قناة جديدة؟ وهل تبحث عن أفضل توقيت لإطلاق المحطة؟ الإجابة حكماً هي رمضان! في هذا الشهر، تكون الشاشة مزدحمة بالمسلسلات والبرامج والسهرات، وهو ما يعني أنّ نسبة المشاهدة تتضاعف، خصوصاً أنّ الجمهور يكون على استعداد لاكتشاف أي جديد، يغرّد خارج السرب. في الموسم الماضي، انطلقت «شام» السورية و«البغدادية» و«الموصلية» العراقيتان... وفي رمضان هذا العام، تعود «شام» للانطلاق من جديد، إضافة إلى قناة «السعيدة» اليمنية. كذلك أطلقت «ميلودي» قناة «ميلودي تريكس» المتخصصة في مجال المسابقات المباشرة على الهواء. وبالطبع، استغلت القنوات الدينية الفرصة، وخلال الشهر الماضي، أبصرت محطات مثل «الحكمة» و«البركة» و«الرحمة» النور، استعداداً لدخول السباق الرمضاني.
وتتقارب مضامين معظم المحطات الجديدة بشكل ملحوظ، في ظل غياب الأفكار الخلاقة، واستسهال عملية غزو الفضاء. حتى على مستوى الدراما، لا تجد هذه القنوات أزمة في عرض مسلسلات تنقلها محطات أخرى، خصوصاً أن منتجي هذه الأعمال يخفضون السعر لضمان الربح عبر بيعها لأكثر من جهة. ولهذا السبب مثلاً، نجد أنّ مسلسلات مثل «رجل غني فقير جداً» و«الإمام الشافعي» منتشرة على هذه المحطات، إضافة إلى قنوات أرضية أخرى.
ويبقى أن نذكر أن التسهيلات الكبيرة التي توفرها إدارة «نايل سات» لكل محطة جديدة، تسهم إلى حد كبير في نمو هذه القنوات مثل الفطر. وبينما تراوح قيمة الإيجار السنوي من 120 ألف دولار الى 250 ألف دولار حسب جودة البث التي يختارها مالك القناة، فإن «نايل سات» تقدّم الهواء بمجرد دفع ربع المبلغ المطلوب إضافة إلى 30 ألف دولار للتأمين. وهذا يعني أن صاحب أي محطة عادية، لا تحتاج إلى تقنيات كبيرة، يستطيع حجز مكانه على الشاشة بعد دفع 60 ألف دولار فقط، ثم يسدد الأقساط الباقية من أرباح القناة. كذلك يتم توفير مكاتب واستديوهات داخل «نايل سات»، وبأسعار مناسبة. حتى إن بعض المحطات تتشارك في استديو واحد، فتبثّ في هذه الزاوية برنامجاً دينياً، وفي الزاوية الأخرى برنامجاً للأغاني الراقصة.




«نايل سات» والخطوط الحمر

على رغم أنّ الإطار القانوني الذي يحكم عمل الشركة المصرية للأقمار الصناعية ينصّ على أن مضمون برامج أي محطة هو من مسؤولية صاحبها فقط، اعتاد المسؤولون في «نايل سات» التدخّل في الوقت المناسب، أي إذا تجاوزت إحدى القنوات الخطوط الحمر لثالوث المحرمات: الجنس والسياسة والدين.
علماً أن معظم المواقف الحاسمة لـ «نايل سات» جاءت في الآونة الأخيرة نتيجة ضغوط سياسية ودينية، لا بسبب شكاوى من المشاهدين أو تقارير متابعة، يعدّها موظفو الشركة. هذه الشركة التي تؤجّر مساحات بثّ لأكثر من 350 قناة، وما زالت الطلبات مستمرّة حتى أن بعضهم يؤكد أن «نايل سات» تشهد إطلاق محطة جديدة كل أسبوع. وحسب القانون، فإن «نايل سات» لا تصرّح بأسماء أصحاب القنوات أو تكشف أي معلومات عنهم. لكنها قد تبقّ البحصة تحت الضغط. وهو ما حدث أخيراً مع ثلاث محطات، أولاها «الزوراء» التي أوقفتها الشركة بعد ضغوط سياسية هائلة نتيجة دعم القناة للمقاومة السنية في العراق. كما استجابت الشركة لاعتراضات جمّة على قناة «كنوز» أو «شهرزاد» التي قدمت برامج متخصصة في الشعوذة وقراءة الكف والفنجان، بما أثار استياء كثيرين. هكذا أصدرت شركة «نايل سات» بياناً قالت فيه إن الشركة طلبت من صاحب المحطة، تغيير نشاطها. لكن الرجل ـــــ لم تذكر اسمه ـــــ دعا مشاهديه إلى متابعة القناة نفسها عبر أقمار اصطناعية أخرى. في الوقت عينه، دخلت «نايل سات» في صراع قضائي بعدما حرك المنتج محسن جابر دعوة قضائية على قناتي «روتانا طرب» و«موال» لبثهما أغان يملك حقوق ملكيتها، من دون إذنه. وأدخل جابر «نايل سات» في الصراع، لكونها جهة البث، والوصول إليها يبقى أسهل من القنوات، على اعتبار أن الجهة المدعية لا تعلم مثلاً من يملك قناة «موال»، ومن أين تبثّ...