strong> صباح أيوب
صورة «الجزيرة» مشوّشة هذه الأيام. ماذا حدث؟ وكيف افتقدت فجأةً التوازن الذي تحرص عليه بين «الرأي والرأي الآخر»؟ هل هي الضغوط والتجاذبات التي تشهدها القناة القطرية حالياً؟ مع ارتفاع درجة التوتر الأمني والسياسي في لبنان، اتّهم بعض المسؤولين الفضائية القطرية، من على شاشتها، بـ«المشاركة في ارتكاب الجرائم وتأجيج الأزمات». ووزّعت بيانات تحريضية تدعو «المسلمين من أهل السنّة والجماعة» إلى «مقاطعة القناة وازدرائها ومنع مراسليها من تأدية عملهم»، كما حصل أول من أمس في مدينة طرابلس، شمال لبنان. وانتقد بعض المشاهدين «تركيز القناة على العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون» دون سواهم.
التعاطف المعنوي الذي جنته «الجزيرة» منذ عدوان تموز، لماذا بدأ يتخلخل مع دخول لبنان في الرمال المتحرّكة لمخيّم نهر البارد؟ مع اندلاع الأحداث الأخيرة دخلت «الجزيرة إلى المخيّم، وعرضت صوراً خاصة من داخله. كما أعطت الكلمة لقياديي «فتح الإسلام». عباس ناصر مراسل «الجزيرة» يرى أنّ المبدأ الذي اعتمده فريق المحطة، «هو من الأسس التي تعتمدها القناة»، مذكراً أن الحصرية في الصورة والخبر هي أحد الأهداف التي تعمل من أجلها كل محطة تلفزيونية، في مثل هذه الظروف».
ويذكّر ناصر: «أن الجهات التي اعترضت على بثّ الصور من داخل المخيم أو التحدث مع شاكر العبسي، عادت ففعلت لاحقاً الشيء نفسه»... ويوضح: «الجزيرة» هي قناة فضائية من واجبها أن تقدّم إلى المشاهدين العرب كل وجهات النظر من داخل المخيم وخارجه للإحاطة بكل جوانب الحدث.
يذكر أنّ عباس ناصر سينهي عمله في «الجزيرة» مطلع أيلول (سبتمبر) ، لينتقل إلى «بي بي سي» العربي المزمع انطلاقه خلال أشهر قليلة.