القاهرة ــ محمد محمود
من النادر أن يغيب يحيى الفخراني عن شاشة
رمضان. هـذا العام، توقـع كثيرون أن تنقذ السياسة النجم المصري من الرتابة التي طبعت أعماله الأخيرة. فهل يعود الفخراني إلى القمة؟

منذ تألقه في خماسية «ليالي الحلمية»، بات التلفزيون ملعب يحيى الفخراني الذي خاصم السينما منذ سنوات طويلة، واعتمد الشاشة الصغيرة نافذةً ضخمة لتكريس نجوميته. قدم مسلسلات متتالية جعلته الممثل التلفزيوني الرقم واحد في الانتشار والأجر، مع بعض المنافسة من نور الشريف الذي حقق نجاحات على الشاشة الصغيرة.
ثابر الفخراني على النجاح، عاماً بعد عام، حتى وصل، قبل سنتين، ومن دون أن يتوقع، إلى ذروة الأداء في مسلسل «عباس الأبيض في اليوم الأسود». كانت شخصيته أسطورية في كل شيء، شدت انتباه المشاهدين إليه وجعلتهم يتغاضون عن ثغر درامية لا حصر لها. وشارك في المسلسل كل من ماجدة زكي وعزت أبو عوف ومحمد كامل فقدّموا «توليفة» كوميدية جعلت القنوات الفضائية تعيد عرضه عشرات المرات.
وجاء رمضان الماضي، ففشل الفخراني في الاختبار الأصعب عندما قدم شخصية شاب في السابعة والثلاثين في «المرسي والبحار». وإن العمل تطرق الى قضية لم تجذب الجمهور العربي الذي لا تشغله فكرة صراع الحضارات. وكان بناء بقية شخصيات المسلسل ضعيفاً، فلم تنقذ محسنة توفيق ولا أنوشكا ولا حتى سلوى خطاب البطل التلفزيوني من الغرق. إلا أن الفخراني حفظ ماء الوجه عندما قدم اعتذاراً عن المسلسل واعترافاً بخطئه في الاختيار، فاستحق بذلك فرصة ثانية.
هذا العام، اختار الفخراني «سكة الهلالي». مرة أخرى، يجسد فيه «أسطورة» ترشد الناس إلى الخير ــ على رغم أن ماضيها لا يخلو من الأخطاء: شهادة ثانوية مزورة من دون علمه، وابنة غير شرعية من علاقة عابرة مع راقصة التقاها مرة واحدة قبل ربع قرن.
الدكتور الهلالي (يحيى الفخراني) أسس حزب الفضيلة وقرر دخول انتخابات مجلس الشعب. لكن منافسيه خافوا من «كاريزما» الهلالي، فتربّصوا به ونجحوا في كشف واقعة التزوير. إلا أن العدالة أنصفته، وحصل على البراءة وعاد إلى المعركة الانتخابية. استمر أعداؤه في استغلال الفضيحة، وأخرجوه من الجامعة والحزب الذي أسسه. وتوالت الأحداث حتى اكتشف السر الأعظم. وبدأ مشواره مع التحدي: كيف يخبر زوجته عن خيانته؟ وكيف سيقنع الابنة (غير الشرعية) بأنه والدها ولا يجوز لها أن تقع في غرامه؟
خطوط متشابكة اعتادها جمهور الكاتب يوسف معاطي. أضف إلى ذلك اختيار قصة تحاكي الشارع في القاهرة وصنعاء وبيروت والكويت حيث عاش الناس أخيراً حركة سياسية ناشطة. يرصد «سكة الهلالي» كواليس عالم الانتخابات لكن مع شيء من التهذيب، وخصوصاً عندما تتعلق القصة بالمشهد السياسي المصري. فهو يصور أن المنافسة على الانتخابات تكون بين أكثر من حزب يخوض معارك ضارية حتى يفوز بعدد من المقاعد في مجلس الشعب، وهذا لا ينطبق على البلد الذي يعيش تحت سيطرة الحزب الوطني الحاكم. وفيما تجنّب المسلسل الحديث عن تصاعد نفوذ الإخوان المسلمين في مجلس الشعب، تعرّض لمقص الرقابة التي حذفت منه مشاهد ينتقد فيها الناس الهلالي. وخشيت الرقابة التي طبقت فقط على التلفزيون المصري، من أن يفهم الناس ذلك انتقاداً للحزب الحاكم. المخرج محمد فاضل نجح في إعادة البريق الى صورة الفخراني.
استمد الفخراني نجاحه أيضاً من الأسماء التي تعاون معها: النجمة السينمائية منة شلبي التي تطل في دور أساسي أعادها إلى التلفزيون وجذب معها جمهورها من الشباب، ونهال عنبر التي تلعب دور الزوجة، وأحمد راتب الذي يقدم شخصية انتهازية... هناك أيضاً أحمد خليل الذي قدم صورة عن رجال الإعلام الذين يديرون بعض المعارك الانتخابية طمعاً بالإعلانات والمال.
هو «بيزنس» يرفضه «الأسطورة» الهلالي كما رفضه «الأسطورة» عباس الأبيض، فهل يحقق الأول نجاح الثاني، ويعود الفخراني إلى القمة من جديد؟ الإجابة حتى اليوم هي نعم.


التاسعة مساءً على «المستقبل» (المحطة الأرضية)
وأيضاً على «ART - حكايات» و«دبي»