رام الله ــ يوسف الشايببعد يوم من دخول قرار وقف العمليات العسكرية في لبنان حيّز التنفيذ، أخذ الفلسطينيون قسطاً من “استراحة المحارب”، وخصوصاً أنهم قضوا قرابة الشهر مسمّرين أمام الشاشة الصغيرة. ومنذ حصار غزّة ثم العدوان على لبنان، تغيرت عاداتهم في مشاهدة التلفزيون. فما هي المحطات التي استأثرت باهتمام المشاهد الفلسطيني؟أفادت إحصاءات نشرت في الصحافة المحلية أن أكثر من 67 في المئة من الفلسطينيين يتابعون نشرات الأخبار بانتظام، منذ بدء إسرائيل بتنفيذ عملية “أمطار الصيف” ضد قطاع غزّة. وارتفعت النسبة إلى أكثر من 82 في المئة بعد بدء العدوان على لبنان.
وتصدّرت قناة “الجزيرة” نسبة المشاهدة الأكبر، يليها تلفزيون “المنار” فـ“العربية”، فيما انخفض معدل متابعة قناتي “المستقبل” و «أل. بي. سي» اللبنانيتين، لارتباطهما بالبرامج المنوعة في ذهن المشاهد الفلسطيني. وازداد الإقبال، في شكل كبير، على خدمة “الأخبار العاجلة” على الهواتف النقالة، عبر الرسائل القصيرة التي تقدمها وكالة أنباء “رويترز”، وقناتا “الجزيرة” و «العربية».
ويرى كثير من المشاهدين في “قنوات التهييص” “انسلاخاً عن الواقع”، خصوصاً أن نتائج الحرب لم تتضح بعد، فيما يجد بعضهم أنها “فشة خلق”، تنسيهم قليلاً شبح الحرب.
وتعتبر طالبة جامعية، في رام الله مثلاً، أن “الأحداث الساخنة تجبرنا على متابعة نشرات الأخبار... لكنني أهرب أحياناً إلى قنوات الأغنيات المصورة”. وتعترف زميلتها: “اعتدنا على ما يحدث في فلسطين، حتى إننا سئمنا وجوه مذيعي ومراسلي القنوات الإخبارية، ولم نعد نتابع إلا الأحداث غير العادية. لكن لبنان يرزح تحت نير حرب ضارية. ونحن اليوم، نتلهّف شوقاً لمشاهدة النازحين يعودون إلى منازلهم”.
ويرى المحلل السياسي سميح شبيب، أن أي شعب في العالم لا بد من أن ينحاز إلى ما يحدث حوله، مشدداً على خصوصية تفاعل الشارع الفلسطيني مع الحرب على لبنان. ويقول: “الفلسطينيون يعيشون الظروف عينها، وخصوصاً أن لعدد منهم تجارب مثيرة في بيروت خلال اجتياح 1982، وأنّ أسر الكثير من فلسطينيي الضفة وغزة، لا تزال تعيش في مخيمات اللاجئين في لبنان”.