الحزب الشيوعي اللبناني ينعى المثقف التقدّمي

  • 0
  • ض
  • ض

أصدر الحزب الشيوعي اللبناني بياناً نعى فيه حبيب صادق «أحد أبرز أعمدة الحركة التقدمية والديموقراطية والثقافية في لبنان بعدما أمضى حياته في الكفاح والنضال، حتى أقعده المرض ونال من جسده. لقد جسّد فقيدنا، على امتداد عقود، تطلّعات وآمال عشرات وكذلك مئات الآلاف من اللبنانيين في مواجهة القوى الطبقية والسياسية الحاكمة، وبخاصة ضدّ قوى الإقطاع والقمع والإقصاء والعصبيات الطائفية والزبائنية، بتلاوينها وتشكيلاتها المختلفة. جسّد حبيب صادق تاريخاً نضالياً مشرّفاً أدّى في خلاله دوراً بارزاً في استلهام الجوانب الكفاحية المشرقة من ماضي الجنوب اللبناني وحاضره، ومن مسيرة حركاته السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية والدينية النهضوية. احترم في مسيرته النضالية، مبدأ التنوّع في الآراء بين هذه الحركات وحتى داخلها، مغلّباً على الدوام أولوية التفاعل مع الآخر والانفتاح عليه، على أمل الوصول معاً الى بناء كتلة شعبية جامعة تكسر التوازنات الطائفية والمذهبية المتوارثة التي قوّضت أي فرص للتغيير الديموقراطي في البلد. كان شديد الاقتناع بأنّ التماثل في الفكر يؤدّي لا محال الى الجمود والتقوقع، بينما التنوّع هو التعبير الحيّ عن الحياة. كان مناضلاً سياسياً وقائداً شعبياً بارزاً، بحيث كان ترشيحه الى الندوة البرلمانية من قبل حزبنا وسائر القوى الوطنية والديموقراطية والشعبية موضع إجماع وتأييد ووحدة. كتب أديبنا الراحل عشرات المؤلفات الفكرية والثقافية المرجعية، كما ساهم بشكل مباشر في إنتاج العديد من الكتب والأبحاث الصادرة عن المجلس الثقافي للبنان الجنوبي الذي كان جزءاً لا يتجزّأ من حياته وهمومه اليومية، حتى ليصحّ القول إنّ هذه القامة الكبرى جسّدت أجمل خصال المثقف الحامل لقضية الوطن من جوانبها كافة».

0 تعليق

التعليقات