يعود الزائر من بلدة إهدن (شمالاً) محمّلاً بالطاقة الإيجابية. تجتمع في تلك البقعة الساحرة جميع العناصر الطبيعية والمناخية والأثرية، التي تجعل منها مقصداً للباحث عن الراحة، بعيداً من ضجّة المدينة وصيفها الحارق. على مدّ العين والنظر، تفتح الطبيعة ذراعَيْها لاستقبال الروّاد من السيّاح والمغتربين من جميع المناطق. لكن الصيف في إهدن، لا يشبه باقي فصول السنة، فهو يعني هنا الحركة التي لا تهدأ على مدار الساعة. كلما اقترب الزائر أكثر من طريق إهدن، يكحّل نظره بمشاهد خلّابة تتمثّل في بساتين الخضار والأزهار. أما قمّة الهدوء والسكينة، فيبلغها مع زيارة المحمية التي تعتبر من الأهمّ في لبنان والعالم العربي، بسبب تنوّعها وغناها البيئي والبيولوجي. فهي تحتوي مثلاً على أكثر من 1058 نوعاً من النباتات، إلى جانب 26 نوعاً من الحيوانات المختلفة.
«كل الطرق بتودّي على إهدن». عبارة يخرج بها أيّ صحافي خلال إطلاق «مهرجان إهدنيّات الدولي» الصيفي الحافل بالأنشطة الفنية. قبل أشهر، بدأ منظمّو الحدث التحضير للموسم الحالي، معلنين عن خوض المنافسة مع المهرجانات المحلية. أكثر من 100 يوم، هي المدّة التي ستجري على مدارها الأنشطة التي تخاطب الفئات العمرية كافة، وتشمل أكثر من 200 مؤسسة سياحية. فإهدن تغصّ بالمطاعم وبيوت الضيافة التي يفوح من معظمها عبق التراث. إلى جانب مبادرات فردية تعزّز النشاط السياحي في وجه أزمة مالية لا يمكن غضّ النظر عنها.
يفتتح «مهرجان إهدنيات الدولي» أولى حفلاته مع المغني السوري ناصيف زيتون في 10 آب (أغسطس) المقبل. في 12 من الشهر نفسه، يقدّم الكوميدي جون أشقر عرض «ستاند أب» بعنوان «وين عايش؟». أما في 18 آب، فيطلّ الفنان الأردني «الأخرس» على الجمهور اللبناني. كما ستكون هناك حصة لجوزيف عطية في 24 آب، على أن يختتم الحدث بعد ذلك بيومين بسهرة بعنوان Dancing Moon مع DJ Tmak و DJ Bibb.