«نيللي كريم بحاجة إلى استراحة عن الكاميرا ربما لعامين». هذه هي النصيحة التي خرج بها متابعو مسلسل «ليه لاء» (ورشة كتاب وإشراف مريم نعوم وإخراج نادين خان) بموسمه الثالث الذي يجمع إلى جانب الممثلة المصرية كلاً من معتز هشام، أحمد طارق، فريدة رجب، عايدة رياض وصلاح عبدالله وغيرهم. عند إعلان تطبيق «شاهد» المنضوي تحت شبكة mbc تقديمه موسماً ثالثاً من «ليه لاء» (ورشة كتّاب وإشراف مريم نعوم وإخراج نادين خان)، كانت التوقعات بأن يُكمل العمل طريق نجاحه بعدما عرض منه موسمان ناجحان، لعبت بطولتهما أمينة خليل ومنّة شلبي. فقد قرّرت السيناريست مريم نعوم، مواصلة كتابة المشاريع الدرامية التي تطرح قضايا المرأة العربية ومعاناتها في مجتمعات ذكورية. عالج الموسمان الأول والثاني الزواج التقليدي واستقلال الفتاة عن عائلتها وتبنّي الأطفال، إلى أن جاء الجزء الثالث لنقل معاناة المرأة المطلقة وزواجها مجدداً، وسط صراعها مع ابنها الذي يرفض الفكرة. هكذا، انطلق «ليه لاء» من حكاية شيري (نيللي كريم) المدرّسة المطلّقة التي تعيش مع ولديها المراهقين، ياسين (معتز هشام) وياسمين (فريدة رجب). ترتبط بعلاقة حبّ مع الطبيب البيطري كريم (أحمد طارق)، فيبدأ الثنائي معركة المواجهة مع مجتمعهما الذي يرفض هذه العلاقة. بعد عرض ثمان حلقات من «ليه لاء 3» من أصل 12، يمكن القول بكل بساطة بأنّ فريق العمل بحاجة إلى إعادة تفكير في مشاريعه المستقبلية. فقد خرج المسلسل مليئاً بالحشو، وكانت حواراته باهتة وركيكة. أما نيللي، فقدّمت دورها على عجل، مع العلم أنها كانت تستطيع النجاح في الشخصية بشكل كبير، لأنها امرأة مطلقة في الحياة الواقعية ولديها أولاد مراهقون، وأقدمت على الزواج مجدداً قبل أعوام قليلة.
يبدو أن النجمة المصرية استسهلت الحكاية، ولم تبذل جهداً في التفنّن بالدور لا في ناحية الشكل الخارجي ولا المضمون، لنقل معاناة المرأة العربية المطلقة. بدت ممثلة ناشئة لا نجمة ذات تاريخ طويل. هذا الأمر بات ملاصقاً لأعمال الممثلة المصرية التي تراجعت في السنوات القليلة الماضية، ووضعت خارج السباق الرمضاني بعدما كانت نجمة مصر في مسلسلاتها التي كتبتها مريم نعوم مثل «ذات» (إخراج كاملة أبو ذكري) و«سجن النسا» (إخراج كاملة أبو ذكري) و«تحت السيطرة» (إخراج تامر محسن). فقد باتت أعمال نيللي الأخيرة، تُقاس بميزان «الكيلوغرامات» من دون مراعاة تاريخها الناجح، فقد صوّرت العام الماضي بالتوازي ثلاثة مسلسلات دفعة واحدة من دون أن يُكتب لها أي نجاح فيها.
لم تعد السيناريست مريم نعوم تتدخّل في النصوص


أما السيناريست المصرية مريم نعوم صاحبة الأعمال الدسمة، فيبدو أنها لم تعد تتدخّل في النصوص المكتوبة على الورق وتضع لمستها عليها، بل تقتصر ملاحظاتها السريعة على ورشة الكتّاب التي تشرف عليها فقط. هذا الأمر جعلها مطالبة من قبل متابعيها، بتفعيل حضورها على النصوص الورقية، بدل الاعتماد على أقلام ناشئة في عالم الكتابة.
ورغم محاولات المخرجة نادين خان تقديم لوحات فنية جديدة في العمل، لكنها لم تخرج من عباءة الإخراج التقليدي. ولم يثر العمل أي ضجة باستثناء بيان نقابة المهن التمثيلية التي استنكرت ما جاء في أحد المشاهد الذي شكّك في كفاءة كلية الآداب ـ قسم علوم المسرح.
باختصار، يصعب انتشال «ليه لا 3» في حلقاته الأخيرة، فقد جاء عبارة عن حوارات ضعيفة، ومشاهد وكليشيهات بائتة، في حين أنّ معالجة القضايا الاجتماعية الحساسة تحتاج إلى فريق عمل قادر على لمس الواقع بأقل كلمات ممكنة.