توقع الكلّ في البداية أن يحدث تكامل بين المشروعين، لكن الحجّار رفض مبدأ التفاوض، مؤكداً أنّه الأحق بأن يقدم مشروعه بعيداً عما قدمه مدحت صالح الذي التزم الصمت حتى الآن، لكن ما لم يتوقعه أكثر المتشائمين أنّ حفلة «مدحت والكبار» التي تغيّر اسمها إلى «الأساتذة» من دون الإعلان عن السبب، أقيمت يوم السابع من تموز (يوليو)، أي في تاريخ حفلة علي الحجار التي أقيمت في «قاعة إيوارت» في ميدان التحرير على بعد 1000 متر تقريباً من المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية. هكذا، ظهر أمام الجميع أنّ هناك تنافساً بين النجمين الكبيرين وإن كان تحديد الموعد جاء ــــ غالباً ـــــ بالمصادفة.
تردّد أنّ الحفلة أقيمت رداً على استئثار «موسم الرياض» بالتراث المصري
حفلة الحجار شهدت حضوراً إعلامياً وفنياً كبيراً، دعماً لصاحب «بوابة الحلواني»، فيما تعرّضت حفلة مدحت صالح لانتقادات حادة لأسباب تقنية، وخرجت موجة من السخرية بأنّ الحفلة ما هي إلا نسخة من الحفلات المتكررة لدار الأوبرا ولمدحت نفسه، لتظهر في الخلفية تحليلات تقول بأنّ الرغبة في الرد على حفلات «موسم الرياض» تغلبت على توفير الوقت والجهد الكافيين لتنظيم حفلة مختلفة تحقّق نجاحاً وقبولاً لدى الجمهور. وبعدما كان الهدف الردّ على تركي آل الشيخ، انتهى تأثير الحفلة سريعاً ولم يبق إلا الصدام بين الحجّار وصالح.
يوم الاثنين، التقى الحجار بوزيرة الثقافة التي أعلنت تبني المشروع. التحرك البطيء من الكيلاني يرمز عادة إلى أنها كانت بحاجة لضوء أخضر من الجهات الأعلى، إذ كان من الممكن أن تستقبل الحجار قبل الحفلتين لا بعدهما، لكن الحدث برمته لم يطفئ نار أشهر مغني تترات في مصر، إذ خرج في مداخلة هاتفية مع برنامج «الستات» عبر قناة «النهار»، ليرفض دعوى مقدمة البرنامج مفيدة شيحة إلى عقد جلسة صلح مع مدحت صالح. وأعرب الحجّار عن استغرابه من أنّ ابن جيله لم يخرج ليدفع عن نفسه تهمة سرقة المشروع، مشدداً على أنّ الأزمة ستظل مستمرة طالما غاب الاعتراف بأنه صاحب المشروع الأول، منوّهاً بأنّ ما قدمه صالح ليس إلا نسخة مكررة من حفلات سابقة. هكذا، تستمر الأزمة غير المتوقعة حتى إشعار آخر أو لحين نجاح قوة أكبر في التوفيق بين الكبيرين، علّهما يتصدّيان سوياً لانفراد «موسم الرياض» بتراث القاهرة.