لو سألت ملحم زين عن أبرز أمنياته الفنية، لكان جوابه «أن يكون لي ليلة خاصة ضمن «مهرجانات بعلبك»». تلك الأمنية ليست حكراً على المغني اللبناني فحسب، بل تطال فناني أبناء منطقة بعلبك الذين تربّوا على صورة المهرجانات العريقة التي وقف على مسرحها أهم الفنانين العرب والأجانب بدءاً من عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم وفيروز وصولاً إلى رموز الموسيقى والغناء والرقص الغربي.قبل ثلاث سنوات تقريباً، كاد حلم زين أن يتحقّق بعدما اتفق مع القائمين على الحدث العريق الذي انطلق عام 1955، لإحياء سهرة ضمن برنامج المهرجان. يومها، لم يحالف الحظّ نجم أغنية «إنتي ومشيتي»، إذ تجمّدت السهرة بعد انتشار جائحة كورونا التي أوقفت جميع الأنشطة الفنية وشلّت البلاد على مدى أكثر من عامين. لكن الحلم الذي راود المغني اللبناني طويلاً وربما قبل دخوله برنامج «سوبر ستار» بموسمه الأول عام 2003، أصبح حقيقةً بعدما أعاد إحياء الاتفاق مع «مهرجانات بعلبك الدولية» لتقديم سهرتين مساء اليوم وغدٍ الجمعة.
من المعروف أنه منذ انطلاقتها، حافظت «مهرجانات بعلبك الدولية» على تقليد وضعها على حدة بين المهرجانات اللبنانية، يتمثّل في إحياء الفنان العربي المشارك ضمن برنامجها، لليلة خاصة بـ «أهل بعلبك» تسبق عادة السهرة الرسمية. تلك الليلة لها مكانتها العزيزة على قلوب «البعلبكيين» الذين يجدون أنفسهم مميزين بتخصيص حفلة لمحبّي الفن، يكون روّادها من مختلف المناطق المجاورة لـ «مدينة الشمس». «إنها سهرة العمر بالنسبة إلى أهل بعلبك الذين كانوا دوماً يطالبون بالتعاقد مع فنانين من أبناء المنطقة». بهذه العبارات تختصر نايلة دو فريج رئيسة «مهرجانات بعلبك الدولية» اللقاء مع ملحم زين، لافتة إلى أن «بطاقات الحفلتين قد بيعت جميعها تقريباً وهي «مفولة»، وكانت أسعارها مقبولة ومتاحة أمام الجميع وبدأت أسعارها من 20 دولاراً أميركياً». هكذا، لقيت «مهرجانات بعلبك الدولية» مطالبات عدة من أبناء المنطقة للتعاقد مع فنانين من أبناء المدينة الشهيرة بآثارها الرومانية. وارتفعت تلك الأصوات بعدما تراجعت أهمية البرنامج الفني للأنشطة، على إثر التعاقد مع مغنين غير معروفين. ورغم حضور عاصي الحلاني سابقاً في «بعلبك»، تلته عروض لفرقة «كركلا الدولية»، إلا أنّ الأصوات لم تتوقف مطالبةً بالتعاقد مع المزيد مع الفنانين «البعلبكيين» على رأسهم ملحم زين ومعين شريف المعروفين بصوتيهما الجبليين، وهما يستحقان الوقوف على خشبة أعرق المهرجانات المحلية.
فرقة دبكة تضفي أجواءً من وحي التراث البعلبكي


في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أن زين لن يقدّم في سهرتي اليوم والغد، أيّ برنامج فني خاص ببعلبك، بل سيقتصر البرنامج على مجموعة من أغانيه الشعبية والرومانسية المعروفة. كذلك، ستكون هناك قرابة خمس أغنيات من أرشيف الفنان الراحل وديع الصافي (1921ـــــ 2013) الذي اشتهر زين شهرة بإعادة تقديمها في برنامج «سوبر ستار» عام 2003. كذلك سترافق زين فرقة دبكة تضيف أجواء أصيلة من وحي التراث البعلبكي.
على الضفة نفسها، يصف زين في حديث إلى «الأخبار» علاقته ببعلبك قائلاً «هي أهلي وبلدي وعشيرتي. بعلبك هي بيئتي وناسي. الغناء في مهرجاناتها طموح كل فنان، وهي محطة فنية بارزة في حياته».
وعن سهرة الليلة، يلفت زين إلى أنّه سترافقه «الفرقة السمفونية الوطنية اللبنانية» المؤلّفة من 55 عازفاً ومنشداً بقيادة المايسترو اندريه الحاج».
من جانبها، أعلنت قناة mtv أنها ستنقل غداً الجمعة حفلة زين مباشرة على هوائها بالتوازي مع قناة One Tv، لتكون بمثابة فرصة لمتابعة زين على الشاشة الصغيرة، للذين تعذّر حضورهم في بعلبك.