تفتتح الفنانة اللبنانية هبة طوجي والمؤلّف الموسيقي والمنتج الفني أسامة الرحباني «مهرجانات بيبلوس الدولية» مساء السبت 5 آب (أغسطس) المقبل بأمسية تحمل عنوان «بعد سنين». عنوان مأخوذ عن اسم ألبوم طوجي الأخير (2023) الذي اتّصفَ بالتجدّد والتنوّع، وتميّز بمروحة واسعة وغنيّة من التعبيرات الصوتية. علماً أنه راوح بين «كونشرتو للصوت» قيِّم وأغنيات ثقيلة وأخرى خفيفة شبابية الهوى والمزاج والنبض، جذابة بأناقتها البسيطة المدروسة غير المتكلّفة.

الأمسية المرتقبة هي السادسة لهبة طوجي في جبيل كما يخبرنا أسامة، ومن جبيل انطلقت إلى العالم منذ الليلة الأولى، من مختبر التمارين المكثفة مع الرحابنة إلى المسرح مباشرةً بحضور الآلاف حيث كانت بطلة على خشبة المسرح الرحباني. المسرحية الأولى كانت «عودة الفينيق» (2008)، ثم «صيف 840 ـ الإعادة- تحية إلى منصور» (2009)، و«دونكيشوت» (2011)، وسواها من الأعمال المتوالية التي ذيّلتْها الأصداء الكبيرة تباعاً. أمّا أسامة، فإنها المرّة العاشرة له في «بيبلوس»، علماً أنه انطلق عام 1987 مع «جاز غايت».
يشتمل برنامج الحفلة على استعادة وومضات من ألبومات هبة طوجي منذ أسطوانة «لا بداية ولا نهاية» الشهيرة، وألبوم «يا حبيبي» المعروف (أغنية «يا حبيبي» شعر منصور الرحباني في نهاية ستينيات القرن الماضي)، مروراً بأغنيات معروفة من المسرحيات مثل «مين اللي بيختار» التي حفظها وأحبّها الجمهور العريض، ولا سيما الشابات والنساء، ومن الألبوم الأخير «بعد سنين» الذي يضم 13 أغنية تعاون فيها أسامة الرحباني وهبة طوجي مع «يونيفرسال أرابيك ميوزيك»... بالتوازي مع مشهدية خاصة واهتمام مغاير بالإضاءة والخلفية وبكل قطعة، على حدّ تعبير أسامة. وثمة أغنية جديدة ستُؤدَّى في الحفلة عن عودة هبة في ثنايا التذكّر. ستغنّي هبة من الألبوم الجديد Singles وميدلي Medleys موصولة بثيمة، وسيكون هناك رقصٌ وأجواء متميزة «لأننا نحب أن نقدّم الجديد دائماً حتى لا نقع في الرتابة» كما يقول لنا أسامة الرحباني.
يشتمل البرنامج على استعادة أعمال من ألبوماتها السابقة

ترتكز الحفلة جوهرياً إلى صوت هبة وقدراته وطاقته ومداه وتَزاوِيقه، إضافةً إلى الشعر والموسيقى المرافقة والأوركسترا المختلفة كما يصفها أسامة. أمّا الأخير، فهو الذي يدير الأمور والحركة بعناية، مهتمّاً بكل شاردة وواردة على اعتباره منتج العمل والمشرف الفني وصاحب الرؤية الموسيقية والفنية، ولهبة أيضاً لمساتها ورأيها بالتناغم والتشاور مع أسامة.
ثنائي هبة طوجي (سوبرانو كولوراتور) وأسامة الرحباني نجح في استثمار تراكم التعاون الفني والمثابرة إيجابياً، ولا سيما على مستوى التأسيس تباعاً لذائقة غنائية وفنية مؤسلَبة ومزاج خاص في الغناء العربي والتلقّي السمعي تفاعلياً. يصطبغ نتاجهما بالمزاوجة بين الشعبي والنخبوي، ومثّل صوت هبة، منذ البدايات، تتويجاً لما أراده أسامة لتنفيذ أفكاره ورؤاه ومشاريعه.