بعد نتفليكس الرائدة، تعدّدت منصات البث عبر الإنترنت (الستريمنغ)، واحتدمت المنافسة بينها على القاعدة ذاتها من الجمهور المعولم مستهلكي الثقافة الرأسمالية (الأميركيّة) المصوّرة عبر العالم. ولذلك كان لا بدّ من أن تبحث كل منها عن صيغ حضور ومبررات تميزها عن الأخريات كي يمكنها الاستمرار في تحصيل الدفعات الشهريّة من المشتركين، وإلا مواجهة حكم السوق الذي لا يرحم. «أبل بلس»، اختارت باكراً، منذ انطلاقها في عام 2019، أن تتمايز عبر بث أعمال مسلسلة برّاقة من الخيال العلمي الرّاقي تجمع بين النص النّظري المتين، والعرض البصريّ الأخّاذ، والنزعة المتشائمة في تصوّر مستقبل النوع البشري، من دون أن تبخل في استدعاء ممثلين نجوم كبار لتقديم شخصياتها. هكذا، بدأت بـ See وتلتها بـ For All Mankind قبل أن تطرح Foundation وأخيراً Severance. مسلسل «سايلو» (Silo) الذي طوّره غراهام يوست عن ثلاثية تحمل الاسم ذاته كتبها الروائي الأميركي هيو هووي، وأخرجها للتلفزيون مورتن تيلدوم ولعب بطولتها ممثلون سينمائيون مشهورون مثل ريبيكا فيرغسون وديفيد أويلوو وتيم روبنز. بدا العمل كأنّه تتويج لذلك المسار المتبصّر الذي اختاره عملاق التكنولوجيا الأميركي «أبل» لتكريس حضوره بين كبار المنتجين ومنصاتهم. هذه السلسلة التي تستكشف برويّة وتأنٍّ أسراراً متراكبة تحكم تجربة عيش مجموعة بشريّة في ملجأ نووي مكتف ذاتياً تحت الأرض، نجحت، في موسم أوّل (من 10 حلقات)، في استقطاب جمهور أعرض بكثير لروايات هووي التي سحرت جمهور الروايات الشعبيّة في الولايات المتحدة منذ بدأت عام 2011 بقصة قصيرة في 60 صفحة واكتملت في ثلاثية روائيّة وصفت بـ «عمل مبهر وجد ليكون كلاسيكياً منذ اللحظة الأولى». لقد تحوّلت كل حلقة من حلقات «سايلو»، التي بثّت أسبوعيّاً بداية من أيّار (مايو) الماضي، إلى موضوع نقاش فني وفلسفي غنيّ عبر مقاهي وأزقة مواقع التواصل الاجتماعيّ، أطرافه إما متابعو السلسلة الذين يبحثون عن إجابات حول ألغاز الحلقة الأحدث، أو قرّاء هووي الذين يلمّون بالحبكة الروائية لكنّ ثقتهم مهتزة بسبب عدم تيقّنهم من عزم يوست على الوفاء لها. وبالطبع هناك المجموعة الثالثة التي تحاول موازاة متابعة حلقات الموسم بقراءة أول الثلاثيّة (Wool أو «الصوف»)، وتعذّبها قدرة كل منهما، أي السلسلة والرواية، على إفساد الحفلة للآخر.

تدور أحداث الموسم الأوّل في ملجأ نووي تحت الأرض بعمق 144 طابقاً يشكّل كل العالم لحوالي عشرة آلاف من سكانه الذين نفترض أنهم من تبقى من الأميركيين بعد كارثة ما. لا نعرف في الموسم الأوّل/ الجزء الأوّل من الثلاثية ِلمِ هؤلاء هنا تحديداً، أو من بنى الملجأ لهم، أو كم لبثوا هناك بعدما تعاقبت الأجيال التي لم تعرف حياة خارج الملجأ. نقطة الاتصال الوحيدة بين السكان ومحيطهم خارج الملجأ، نوافذ محكمة العزل في الطوابق العلوية الأخيرة تنقل الصورة من على السطح وتظهر أمامهم أرضاً جدباء قاحلة مزروعة بجثث الأشخاص الذين ارتكبوا جرم المغامرة بطلب الخروج من الملجأ. ونفهم سريعاً من سياق الحلقات بأنّ الذين يصيبهم الفضول لمعرفة حقيقة عزلتهم العميقة ويطلبون الخروج لاستكشاف العالم، يُسمح لهم بالمغادرة بلا عودة في بدلة حماية خاصّة، شريطة أن يأخذوا معهم قطعاً من الصوف المعدني لتنظيف عيون الكاميرات التي تنقل الصورة لسكان الملجأ قبل أن يمضوا إلى حال سبيلهم، نحو حتفهم الأكيد.
يحتكم مجتمع الملجأ إلى نظام سياسيّ يبدو ديموقراطيّاً حيث يتم انتخاب الرئيس (العمدة) بالاقتراع الحرّ وهو يتولى إدارة السلطات القضائيّة والتنفيذيّة والسهر على تنفيذ الشرائع القانونية التي تركها «المؤسسون». على أن الواقع يكشف عن طبقيّة قاسيّة بين سكان الطوابق العليا من كبار المسؤولين والبيروقراطيين من جهة، وسكان الطوابق الدنيا الذين يديمون سير الأجهزة والمعدات والمولدات التي تضمن استمرار الحياة في الملجأ، مع طبقة وسطى تتكوّن من الخبراء المتخصصين كالأطباء والتقنيين. أما الشريعة المتداولة، فهي كل ما تبقى من أيّام السابقين بعدما قضت ثورة أجهضت قبل عقدين على مجمل الوثائق واللّقى وملفات المعلومات التي يمكن أن تعرّف السكان بتاريخهم.
«سايلو»، كما حكاية «أوهام الكهف» التي يستهّل بها أفلاطون نصّ «جمهوريته» أو ثلاثيّة «ماتريكس» السينمائيّة، يسجّل عيش البشر أسرى لأوهام تديرها النخبة بكفاءة كي تحافظ على الأوضاع القائمة (وضمناً امتيازاتها). على أنّ معالجة هووي تبدو كديستوبيا أكثر واقعيّة من وحشية الكهف أو ما بعد حداثيّة الماتريكس. ولذلك فهي مقنعة للجمهور العادي، وأقدر على طرح التساؤلات بشأن المفارقات الكبرى التي تلتبس تجربة الاجتماع البشري: من شكل نظام الحكم الأمثل، إلى تقسيم العمل، مروراً بالأقدار الطبقيّة، وطرائق صنع الهيمنة وإدامتها، والثورة، ومن يمتلك التاريخ، ومفاهيم الحريّة، والأخلاق، والدّين، والخير، والمصلحة العامّة، وغيرها. التفاصيل في أوّل ثلاثية هووي كثيفة للغاية ومترابطة بذكاء ملموس، ولذلك فهي تتقدّم ببطء واثق في نسج أطراف ما يفترض أنّه سيُكشف مع انتهاء ثالثها عن سجادة فارسيّة هائلة تتوسطها صورة للعالم كلّه كما في لوحات هيرونيموس بوش. وقد انعكس هذا البطء حكماً على إيقاع الحدث في المسلسل، لكنّه بطء غير ممل، يسمح للمشاهد بالتأمّل ولو للحظات بأبعد من واقعه اليوميّ.
يبدأ الموسم بحكاية هولستون مأمور شرطة الملجأ (ديفيد أويلو) وزوجته أليسون (رشيدة جونز) التي تعمل في قسم تكنولوجيا المعلومات. تصل إلى يد الزوجة أليسون ملفات كمبيوتر سريّة تكشف لها أنّ المشاهد التي يراها سكان الملجأ عبر الكاميرات على السطح ليست حقيقيّة، وإنما مدارة من قبل دائرة ضيقة من العاملين في تكنولوجيا المعلومات، فتصيبها لوثة تمرّد تنتهي إلى طلبها المغادرة من الملجأ، وهو الأمر الذي لا يردّ ولا بدّ من تنفيذه وفق شريعة المؤسسين. بعد مغادرتها، يبقى زوجها رهين الألم والحزن وفقدان اليقين، قبل أن يحسم أمره ويقرر بدوره المغادرة علّه يلتقي بزوجته. لكنّ المأمور الذي يوصي بنقل منصبه إلى فتاة غامضة تعمل في قسم الميكانيك في الطابق الأرضي، ينتهي بحسب كاميرات الملجأ إلى السقوط جثة هامدة بجوار جثة زوجته. تؤسس حكاية أليسون وزوجها ببراعة للسرديّة الرئيسة التي ما تلبث أن تنتقل للتمحور حول مأمورة الشرطة الجديدة جولييت نيكولاس (تؤدي الشخصيّة النجمة ريبيكا فيرغسون) بينما تستدعى من قاع الملجأ إلى قمته لتولي مهام الأمن العام التقليدية. لكن نيكولاس تأتي إلى المهمة محمّلة بتاريخها الشخصي الملتبس (كابنة طبيب مرموق مسؤول عن إدارة عمليات إنجاب الأطفال المحكومة بدقة للمحافظة على عدد ثابت للسكان داخل الملجأ، لكنّها اختارت العمل مع مهمشي الطبقة العاملة في طابق الميكانيك)، وحزنها لفقدان خطيبها الذي قُتل في حادثة غامضة، كما ذكائها الفطري وإحساسها العالي بالعدالة ورفض الظلم.
لا توجد في «سايلو» شخصيات رئيسيّة مسطّحة أو غير مثيرة للاهتمام. كلّها ثلاثية الأبعاد، تستغرق منا وقتاً كي نغوص في أبعادها ونتقمّص آلام تجرّعها عبث تجربة العيش الإنساني البائس في الكهف/ الماتريكس/ الملجأ، حيث إن لم تقتلك الأكاذيب التي تنتجها لك النخبة، فستقتلك الحقيقة أو السعي إليها، فلا يبقى لك من هامش إلا العيش تماماً كالدابة: تأكل وتشرب وتعمل وتضاجع شريكك/ شريكتك وتنام بلا معنى وأنت تدرك في صميم قلبك بأنّك مخدوع، من دون أن تمتلك الشجاعة للتمرد، ومعرفة الحقيقة. تعقيد الشخصيّات ليس متأتياً هنا من حيث علاقتها بالخير والشر كقيم مطلقة، إذ تكشف الشخصيّات سريعاً عن تموضعاتها هنا أو هناك، لكنّ عذاباتها الثلاثية الأبعاد تبدأ من واقع أنّ الخير والشر مسائل نسبية ترتبط بموقع الإنسان الطبقي/ المهني/ المعرفي/ التاريخي، وما يراه أحدهم من خير سام يستحق النضال من أجله، يُرى من منظور شخص آخر كشرٍ بحت وإجرام.
نظام الهيمنة يستولد المقاومة، والثورة تحدث فقط عند نضوج جيل جديد


ثيمة السلسلة (والثلاثية) والسؤال الفلسفي المركزي الذي تنشأ في ظله كل التساؤلات وتنطلق منه المقاربات مع تقدّم الأحداث، يعود بنا دائماً إلى البحث في ماهية الطبيعة البشريّة بين قطبي نظريّة «المتوحش النبيل» لجان جاك روسو (البشر يولدون على الفطرة، ولكن تحكمهم (وتفسدهم) ظروف العيش في المجتمع)، ونظريّة حتميّة الدولة أو «اللوياثان» لتوماس هوبس، التي تذهب إلى فساد الطبيعة البشريّة وأنّه بدون نظام وقوانين، فسوف تعم الفوضى ويأكل بعضنا الآخر. وهو الجدل نفسه الذي حكم التجربة الشيوعيّة المعاصرة الأولى في الاتحاد السوفياتي، فهل نترك الأرض لفلاحيها يتصرفون بها كما يشاؤون أو يجب أن نصادرها لمصلحة تعاونيات كبرى تقينا كمجتمع من الهلاك؟ ويبدو أن وجهة نظر هووي تميل إلى حاجة البشر إلى منطقة وسطى من فرض النظام حيث القوانين وقواعد السلوك مثل الماء: لا بدّ منه، فلا يعطش الناس، ولكن كثرته تغرقهم وتقضي عليهم. نيكولاس والعمدة الجديد برنارد (يلعب الشخصيّة تيم روبنز) يمثلان – على الأقل في الموسم الأوّل - هذين النقيضين. نيكولاس بحماسة وسذاجة الطبقة العاملة في الميكانيك كما نبيلة متوحشة تريد كسر كل القواعد وترك الناس على طبيعتهم، وبرنارد ببرود وصرامة تكنولوجيا المعلومات يوقن بأنّ أمان وبقاء مجتمع الملجأ مرهونان بالالتزام الحرفيّ بالقوانين والشرائع (ولا سيّما خارج أجواء النخبة). وما بين نيكولاس وبرنارد، يتقدّم صراع الحكاية إلى أن نصل إلى مكان وسطي حيث يمكن حصراً ازدهار الحياة البشريّة. الوسطيّون دائماً ملعونون من كل الأطراف، لكنّ تجارب التاريخ المتكررة تقول بأنهم ربما الأقدر على خلق فضاءات انسجام مجتمعي يمكن فيها أن نتعايش من دون إلغاء الآخر. على أن الوسطيّة تتأتى تحديداً من الحكمة لمعرفة أين تبدأ تلك المساحة الوسطيّة وأين تنتهي. ولسوء حظ البشر، فإن الحكيم سولون الأثيني ومن على شاكلته من النفوس الكبيرة، عملات نادرة لا تتكرر كثيراً، لا في مجتمع «سايلو» الذي سقفه عشرة آلاف نسمة، ولا في المجتمع الرأسمالي العديم السقوف، وهم يخضعون، كما بقيتنا، لجبروت أعمار البشر القصيرة الحزينة.

الإنجاز البصري عبقريّ، وينجح فريق العمل في خلط طراز معمار الحداثة السوفياتية، مع أثاث السبعينيّات والأزياء من دون تكلّف


يلمّح «سايلو» في موسمه الأوّل إلى ثورة في الذاكرة القريبة ينسب إليها تخريب كل المادة التاريخية والملفات الإلكترونية التي يمكن أن تفسّر لسكان الملجأ الأسباب في انتهائهم للعيش في عزلتهم الأبديّة. ويفهم من تقدّم الأحداث أنّ تلك الثورة أخمدت، واستعيد النظام الديموقراطي، وتم انتخاب العمدة الحاليّ روث جينس (جيرالدين جيمس). لكننا لاحقاً ندرك أنّ الثورة المهزومة حُمِّلت إثم النخبة المهيمنة التي استغلت فوضى التمرّد للسيطرة على شعب الملجأ عبر التحكّم بسرديّته التاريخية وإلغاء كل سرديّة بديلة. لا نعرف من هذا الموسم من هم أولئك الذين قاموا بالثورة: فهل هم جيل الشبان الذي يتوق للتغيير وكسر رتابة ماكينة العيش الرتيب في الملجأ، أم هم جيل العجائز الذين خسروا غالب أعمارهم من دون أن يدركوا الحقيقة ووصل بهم الحال إلى فقدان الخوف والمغامرة بكل شيء، أم هم طبقة من المثقفين البيروقراطيين الذين أدركوا طبيعة منظومة الخداع التي يديرون لمصلحة النخبة (باسم مصلحة شعب الملجأ) وقرروا الانقلاب على سادتهم لأجل التمتع بامتيازاتهم مع إبقاء نظام الهيمنة العام بلا تغيير يذكر؟ هووي، كروائي أميركي، ليس متعاطفاً مع الثورات، وسنجد في الأجزاء التالية من ثلاثيته أن انتصار الثورة انتحار، وأن سلطة النخبة (النبيلة) الوسطيّة لا بدّ منها لبقاء الملجأ وشعبه في وضعهم الحالي. لكنّه يعترف بأن نظام الهيمنة - الذي ينتهي بشكل أو آخر إلى أداة تخدم تعطّش بعض أفراد النخبة إلى السلطة – يستولد المقاومة، وأنّ الثورة لا بدّ آتية لكنّها تحدث بعد نضوج جيل جديد لم يشهد مصير الثائرين السابقين بنفسه.
يستولد «سايلو» لغته الخاصة التي تعكس صيغة فهم العالم من قبل سكان الملجأ، فاللقى (ريليكس) هي مخلّفات الحضارة البشريّة التي نجت من الثورة الأخيرة، والخروج للتنظيف (كليننغ) هو مغادرة نهائية للملجأ، وهكذا. لكّن هذا القاموس اللغوي من المصطلحات يتسرّب إلى ذهن المشاهد من دون مجهود، ولا يترك بصمةً فارقةً على اتجاه النص الكليّ كما في رواية 1984 الشهيرة مثلاً. الإنجاز البصري للمسلسل عبقريّ للغاية، وينجح فريق العمل في خلط مناخ طراز معمار الحداثة السوفياتية، وقطع أثاث السبعينيّات، والأزياء، من دون تكلّف، لخلق لون موحٍ بالكآبة يتجوّل كشبح عبر الحلقات ليذكرنا كلما نسينا بضيق العيش في جوف الأرض بلا أمل بالتحرر.
الموسم الثاني – من أصل ثلاثة ممكنة – قيد الإنجاز، لكنّه لن يكون جاهزاً هذا العام، وعلى الأغلب سيعرض في الربع الأوّل من العام المقبل. وحتى ذلك الحين، يمكن دائماً قراءة الثلاثية التي تظل أغنى وأمتع وأقدر على طرح الأفكار من العمل التلفزيوني مهما كان عبقرياً.

* Silo على «أبل بلس»



أهمّ كتّاب الخيال العلمي
يعد هيو هووي (مواليد 1975) من أهم كتاب الخيال العلمي المعاصرين في الولايات المتحدة. قبل احترافه الكتابة، عمل كموظف إداري في متجر للكتب، ثم قبطان ليخت، وعامل بناء، وفنيّ صوت، لكن القراءة بقيت سلواه الأهم عبر الأيّام. نشر أوّل أعماله في عام 2009 من خلال دار نشر صغيرة قبل أن يكتشف نظام النشر المباشر على «كيندل» تطبيق متجر «أمازون» للكتب الإلكترونية حيث نشر هناك Wool عام 2011 كقصّة قصيرة أولاً، سرعان ما لقيت إقبالاً، فأكمل نشر فصول لاحقة تحوّلت في النهاية إلى ثلاثية «سايلو» (2011/ 2013). باع هووي حقوق توزيع الثلاثية مطبوعة لناشرين كبار في الولايات المتحدة وبريطانيا، كما اتفق مع ليونز غيت على تحويلها إلى مسلسل، قبل أن تنتقل في 2021 إلى «أبل بلس»، لكنه احتفظ دائماً بحقوق النشر الإلكتروني.


ثلاثية «سايلو»، وبالذات الكتاب الأوّل فيها، استقطبت قاعدة واسعة من القراء المتابعين الذين كانوا يتناقشون في محتوى كل فصل جديد لدى نشره، وتضاعفت تلك القاعدة بشكل مطرد مع نشر النسخ المطبوعة التي ترجمت إلى أربعين لغة حول العالم. هذا النجاح الجماهيري فتح الباب لروائيين أميركيين آخرين بالانتشار عبر «كيندل»، كما أسس لاستقبال واسع لمشروع هووي الروائي الجديد «المنارة رقم 23» (Beacon 23 -2018) الذي حوّل إلى مسلسل تلفزيوني أنجز منه موسمان، وسيعرض قريباً. كما سمح له بتحقيق أحلامه الشخصيّة، فطلق زوجته الأولى، وباع منزله في فلوريدا في عام 2015، وبنى طوفاً شراعياً أبحر على متنه من جنوب أفريقيا إلى أستراليا، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة في 2022 ليتزوج من عارضة الأزياء شاي لوندر ويقيم معها في نيويورك. أحدث أعماله رواية قصيرة كتبها بالشراكة مع إلينور تايلر بعنوان «صائد البالونات: رواية عثر عليها» (The Ballon Hunter: A Found Novel – 2023) التي اختبر فيها شكلاً جديداً من الأدب الروائي.
hughhowey.com