إضراب هوليوود يصيب «لوكارنو»...

أعلن «مهرجان لوكارنو السينمائي» في سويسرا قبل أيام أنّ دورته السادسة والسبعين التي تُقام من 2 إلى 12 آب (أغسطس) ستتأثر هي الأخرى بإضراب الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود. وأفاد المنظمون في بيان نقلته وكالة «فرانس برس» بأنّ «بعض الشخصيات التي يُفترض حضورها لتسلّم جوائز أو لمواكبة أفلام لن تحضر في نهاية المطاف إلى المهرجان».
وإذ اعتبر البيان أنّ «الإضراب القائم يكشف المشكلات التي تعانيها صناعة السينما المعاصرة»، دعا إلى «حوار بنّاء بين الأطراف المعنية يحترم قرار الشخصيات المذكورة». ولن يحضر الممثل البريطاني ريز أحمد (الصورة) مثلاً احتفال توزيع الجوائز ليلة افتتاح المهرجان. لكن العرض العالمي الأول للفيلم القصير «دامي» للفرنسي يان دومانج الذي يتولى بطولته إلى جانب إيزابيل أدجاني، سيُقام كما هو مقرر. و«قرر الفنان السويدي ستيلان ستارسغارد الذي قبل «جائزة ليوبارد كلوب» 2023 في 16 حزيران (يونيو) صرف النظر عن تسلّم جائزته تضامناً مع حركة الإضراب». مع ذلك، سيحضر إلى لوكارنو لمواكبة عرض فيلم «وات ريمينز» (What Remains) لران هوانغ، ولكن ألغيَت مشاركته في نشاطين آخرين هما احتفال توزيع الجوائز والحوار مع الجمهور. ورغم تأكيد عرض «ثياتر كامب» الذي سيتحدث عنه المخرج المشارك للفيلم نيك ليبرمان، لن تكون المخرجة الأخرى والممثلة مولي غوردون ولا الممثلان بن بلات ونواه غافين حاضرين في لوكارنو. وبدأ نحو 160 ألف ممثل تلفزيوني وسينمائي أميركي في 14 تموز (يوليو) الحالي إضراباً يُضاف إلى ذلك الذي ينفذه كتّاب السيناريو منذ أسابيع.
ويطالب الممثلون وكتّاب السيناريو بزيادة أجورهم التي تشهد ركوداً في زمن منصات البث التدفقي، ويرغبون في الحصول على ضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، لمنع هذه التكنولوجيا من إنشاء نصوص أو استنساخ صوتهم وصورتهم. وتتسبب هذه الحركة الاجتماعية المزدوجة في أسوأ حالة شلل في القطاع منذ أكثر من 60 عاماً.
وليس «مهرجان لوكارنو» الوحيد الذي تأثر بتبعات هذا الإضراب، إذ سبق لـ «مهرجان البندقية السينمائي» الذي تُقام هذه السنة دورته الثمانون أن أعلن أن فيلم «كوماندانتي» (Comandante) للمخرج الإيطالي إدواردو دي أنجيليس سيُعرض في الافتتاح بدلاً من ذلك الذي كان مقرراً أصلاً.

... و«جوائز إيمي» أيضاً


دفع إضراب الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود إلى إرجاء احتفال توزيع جوائز «إيمي» التلفزيونية لهذه السنة، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية. وأشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى أن الاحتفال المعادل تلفزيونياً لجوائز الأوسكار السينمائية قد يؤجل من موعده الأساسي في 18 أيلول (سبتمبر) إلى كانون الثاني (يناير) المقبل. أما مجلة «فرايتي» المتخصصة، فأشارت إلى أن المعنيين بالاحتفال من شركات إنتاج وسواها أُبلغوا بالتأجيل الذي لم يُعلن رسمياً بعد. وقال مصدر ذو صلة بالاحتفال إن أيّ موعد جديد لم يُحدد بعد لإجرائه وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
وينفذ ممثلو هوليوود وكتّاب السيناريو فيها إضراباً أدى إلى أسوأ حالة شلل في القطاع منذ 63 عاماً، وسيدفع في حال استمراره كل نجوم هوليوود إلى مقاطعة الاحتفال الخامس والسبعين لتوزيع جوائز «إيمي» ما ينعكس بطريقة كارثية على نسب مشاهديه عبر شاشة التلفزيون. كذلك لن يكون مسموحاً لكتّاب السيناريو بإعداد نصوص أو نكات لمقدّمي الاحتفال.
وأفادت بعض التقارير بأن شبكة «فوكس» التي تتولى النقل التلفزيوني للاحتفال هذه السنة في الولايات المتحدة ضغطت لتأجيله إلى كانون الثاني (يناير)، أملاً في أن تكون المشكلة حُلّت في هذه الأثناء. إلا أن أكاديمية التلفزيون التي يصوّت أعضاؤها لاختيار الفائزين وتقدّم الجوائز، تفضّل على ما يبدو تأجيلاً لمدة أقصر تفادياً لتزامن «إيمي» مع موسم توزيع الجوائز السينمائية. ولم يصدر أي تعليق على الموضوع عن «فوكس» وعن الأكاديمية. وكانت المرة الأخيرة التي أرجئ فيها احتفال توزيع جوائز «إيمي» عام 2001 على إثر اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر). وأعلنت الترشيحات لجوائز «إيمي» في مطلع الشهر الجاري قبل ساعات من فشل المفاوضات بين نقابة الممثلين والاستوديوهات.
وتصدر مسلسل «ساكسيشن» (Succession/ الصورة) الذي توفره «إتش بي أو» ويتناول قصة عائلة نافذة تمزقها الخلافات والنزاعات الهادفة إلى السيطرة على إمبراطورية إعلامية السباق إلى جوائز «إيمي»، إذ حصدت الأربعاء 27 ترشيحاً لهذه المكافآت. وسيكون «ذي لاست أوف آس» (The Last of Us) الذي نال 24 ترشيحاً و«ذي وايت لوتس» (The White Lotus) الذي حصل على 23 ترشيحاً، وهما من «اتش بي او» أيضاً، أبرز المسلسلات المنافسة لـ«ساكسيشن».

كيفن سبايسي لم يعد منبوذاً؟


بات في إمكان الممثل كيفن سبايسي (الصورة) المنبوذ في هوليوود منذ ست سنوات أن يحاول معاودة مسيرته الفنية بعد تبرئته من أحدث التهم الجنسية الموجهة إليه، لكنّ الخبراء رأوا أن المنتجين سيُبقون عيونهم مفتوحة عليه في حال عاد فعلاً إلى الشاشة، وسيتشددون في مراقبة سلوكه. وكان الممثل الحائز جائزتَي أوسكار عن أدائه في فيلمي «أميريكن بيوتي» و«ذي يوجوال ساسبكتس»، بُرّئ أخيراً من التهم التسع التي كانت موجهة ضده في ختام محاكمته في العاصمة البريطانية. وذرف سبايسي الدموع عند النطق بالحكم. وخلال جلسات المحاكمة، قال الممثل البالغ 64 عاماً إن الاتهامات التي ظهرت في عام 2017 مع بدء حركة #مي تو حطمته، و«لطخت سمعته». وكان سبايسي استُبعد في تلك المرحلة من مسلسل «هاوس اوف كاردز»، قبل أن يصبح شخصاً منبوذاً في هوليوود. وقال المحامي الذي اعتاد الدفاع عن المشاهير كريستوفر ميلشر إنّ سبايسي كان حتى اليوم «عاطلاً من العمل»، إلا أن الحكم الذي صدر في حقه يفتح له من جديد باب العودة إلى هوليوود. وأكّد أنّ النجم لا يزال «ممثلاً شهيراً جداً» حظي بدعم محبيه خلال محاكمته في لندن، وما زال قادراً على استرعاء إعجاب الجماهير. وأضاف لوكالة «فرانس برس»: «لن يتم اتخاذ أي قرار مرتبط بمشاركته بعمل ما بأسلوب متساهل، فستكون هناك رغبة في جني الأموال». وكان سبايسي أكد بنفسه أنّ لديه فرصاً. وقال في مقابلة مع صحيفة «دي تسايت» الألمانية في منتصف حزيران (يونيو): «أعلم أن ثمة أشخاصاً مستعدون للعمل معي بمجرد تبرئتي من التهم في لندن». ومع هذا النصر القضائي، يمكن للمنتجين «الاستناد إلى الحكم كتبرير لمعاودة العمل معه» بحسب المحامي المتخصص في القضايا الترفيهية تري لوفيل.
وكانت المحاكمة في لندن آخر نقطة سوداء في سيرة سبايسي، إذ سبق أن دينَ العام الفائت بتهم أخرى في محكمة مدنية في نيويورك، كما أُسقطت تهم باعتداءات جنسية في حقه في ولاية ماساتشوستس الأميركية في عام 2019. ومع ذلك، تلطخت صورة سبايسي جراء هذه المحاكمات التي أقرّ خلالها بأنه أقدم على تصرّفات محرجة. وخلال محاكمته في لندن، اعترف بأنه اعتمد «مقاربة محرجة» مع أحد المدّعين وكان يتقرّب من الناس عن طريق «تصرفات جنسية» لتخفيف «عبء» الوحدة التي كان يعيشها.
ووصف سبايسي نفسه أمام هيئة المحلفين بأنه «مغازل كبير» لكنه نفى اعتماد أي سلوك «عدواني»، معتبراً أنّ ملف المدّعين «ضعيف».