«غالبية الحفلات الغنائية التي تُقام حالياً في لبنان تتّبع شعار حفظاً لماء الوجه». بهذه الخلاصة يعلّق بعض المتابعين للساحة الفنية على خبر إلغاء مجموعة من السهرات التي كانت ستشهدها بيروت، وآخرها الحفلة التي كانت ستقام الأسبوع الماضي وتجمع ملحم زين والعراقية رحمة رياض. قبل شهر من موعد تلك السهرة التي كانت مقررة في فندق «سان جورج» (الزيتونة - بيروت)، أعلن الثنائي عن لقائهما، ونشرا بوستر الحفلة على صفحتيهما الافتراضية.
ألغيت الحفلة التي كانت ستحييها رحمة رياض وملحم زين

على بُعد أمتار قليلة من المكان الذي يتمّ تشييده على «واجهة بيروت البحرية» لاستضافة حفلة عمرو دياب السبت المقبل، ضرب ملحم ورحمة موعداً مع محبّيهما، ليفاجأ المتابعون بإلغائها، لأسباب لم تُعرف. أمرٌ أحدث بلبلة حول كثرة الحفلات الملغاة في بيروت في الفترة الأخيرة.
في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أن تجميد حفلة ملحم ورحمة يعود إلى قلّة بيع التذاكر وليس لأسباب أمنية كما أُشيع. وتشير المصادر إلى أنّ السهرة التي راوح سعر بطاقتها بين 100 و400 دولار أميركي، لم يُبع منها إلا عدد قليل جداً. أمرٌ أجبر متعهدي الحفلة على إلغائها كي لا يتكبّدوا الخسائر على إثر اتفاقهما مع المغنيَين. وتكشف المصادر أن غالبية السهرات الفنية التي تشهدها العاصمة، تُقام «حفظاً لماء الوجه» كي لا يعترف المتعهّد بخسارته المالية. ورغم كلام المتعهدين عن تأجيل الحفلات وليس إلغائها، إلا أنها فعلياً أصبحت بحكم المنتهية لأنه لا يتمّ لاحقاً تحديد تاريخ جديد لها.
وتلفت المعلومات إلى أنه يتمّ توزيع البطاقات بشكل مجاني على الصحافيين وبعض المتابعين من أجل الإيحاء بأنّ السهرة نجحت، في تأكيد على أنّ الجمهور لا يُقبل على شراء البطاقات ذات الأسعار العالية، على إثر ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ويفضّل حضور حفلة بأسعار مقبولة.
على الضفة نفسها، ليست حفلة ملحم ورحمة الوحيدة التي ألغيت أخيراً، بل سبقها إلغاء مجموعة سهرات في الأسابيع الماضية، أبرزها السهرة التي كانت ستجمع بداية شهر تموز (يوليو) الماضي، كلاً من نادر الأتات وهيفا وهبي والمصري محمد حماقي. بعد حملة إعلانات لافتة للسهرة الثلاثية، أُعلن بشكل مفاجئ عن تجميدها من دون شرح الأسباب. ورغم التعليقات الإيجابية على اللقاء الذي يجمع ثلاثياً يتمتع بشعبية، إلا أن تراجع بيع البطاقات وقف حاجزاً أمام إقامتها. بالتالي وجد المتعهّد علي الأتات نفسه مجبراً على إلغائها، مع العلم أن المغنين يطلبون أرقاماً مالية عالية، ما يحتّم على المتعهّد البيع بأسعار مرتفعة.
وقبل ذلك، أُلغيت سهرة للمغني المصري أحمد سعد كانت ستقام في بيروت أيضاً. يومها، لفتت المعلومات إلى أن شعبية المغني المصري ليست كبيرة في لبنان، ما أجبر المتعهّدين على إلغائها. ورغم الأخبار التي انتشرت يومها بأن السهرة تأجّلت لحين الاستقرار على تغيير مكان إقامتها، إلا أن تلك الأخبار بقيت مجرد شائعات، ولم يتم تحديد موعد جديد لحفلة المغني الشعبي.
على الضفة الأخرى، تلفت المعلومات إلى أن حفلات المهرجانات المحلية تشهد إقبالاً لافتاً بسبب تدني أسعار بطاقاتها التي تبدأ من 20 دولاراً أميركياً وما فوق. وتوضح المصادر أن الأزمة المالية التي يمرّ بها البلد تنعكس سلباً على موسم الحفلات التي تُقام خارج إطار المهرجانات الداخلية.