أصدرت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» (PACBI) أمس بياناً حيّت فيه بعض الفرق والفنانين الفلسطينيين الذي استجابوا لندائها بمقاطعة مهرجان «3 دقّات للموسيقى البديلة» الذي ينظّمه مركز «في البيت» الإسرائيلي-الفلسطيني التطبيعي. وكان الفنانون تامر قيس، وفرق «زنوبيا»، و«سارف»، و«الكلسات»، ويُسر حامد، وجوليانو حرب انسحبوا من المهرجان الذي كان مقرراً أن ينطلق اليوم لغاية 19 آب (أغسطس) الحالي، بناءً على دعوة وجّهتها إليهم حملة المقاطعة. وجاء في بيان الأخيرة بأنّ «في البيت» تابع لمؤسسة «مقدسة» (Mekudeshet) الإسرائيلية، التي تتلقى التمويل والرعاية من بلدية الاحتلال. وهي ذاتها أشرفت سابقاً على «موسم الثقافة المقدسي» التطبيعي، وتلقّت دعماً مما يسمّى «متحف المدينة» أيضاً. وقد دعت حركة المقاطعة (BDS) خلال السنوات القليلة الماضية لمقاطعة جميع الأنشطة التي تنظمها مؤسسة «مقدسة»». ودعت الحملة لمقاطعة كل أنشطة «في البيت» كونها تطبيعية بالتعريف. وتابع البيان: «على الرغم من أنّ برنامج هذا المهرجان قد تضمّن فنانين/ات فلسطينيين/ات فقط، غير أنّ الإطار القائم عليه هو إطار إسرائيلي-فلسطيني يهدف صراحةً إلى الجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة القدس المحتلّة لتطبيع الاحتلال، وهو بالتالي محاولة أخرى لاستغلال الفنانين/ات الفلسطينيين/ات كأوراق توت لتجميل صورة نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي والتغطية على جرائمه بحق شعبنا في كل مكان، وبالذات في مدينة القدس. وفي موقعه الإلكتروني، على سبيل المثال، يفخر إطار «في البيت» بأنه يستضيف «مجتمعات ومجموعات من القدس وإسرائيل والعالم للتعرف والمشاركة في تجارب لا تُعد ولا تحصى وفعاليات ثقافية فريدة من نوعها»».وكانت الحملة قد تواصلت مع جميع المشاركين في هذا المهرجان لتنبيههم بأنّ الجهة المنظمة لهذا المهرجان إطار إسرائيلي-فلسطيني ضليع في التطبيع الفنّي في مدينة القدس المحتلّة. وقد لاقت دعوة الحملة لمقاطعة المهرجان استجابةً سريعةً من الفنّانين الفلسطينيين الذين انسحبوا منه، ما اضطر القائمين عليه إلى إلغائه لاحقاً.
وتابع بيان الحملة: «يأتي هذا الموقف امتداداً للموقف الفلسطيني الوطني الرافض لشرعنة وتطبيع العلاقات مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، بالذات في القدس المحتلّة، حيث يسعى النظام إلى تقويض الهوية الثقافية العربية-الفلسطينية بمكوناتها ولتكريس الضم الإسرائيلي للقدس المحتلة. إنّ هذا النوع من المهرجانات، التي ترعاها وتنظّمها مؤسسات تطبيعية، يُعيق تعزيز صمود شعبنا في القدس، كما يعيق المبادرات والجهود الفنية والثقافية الأصيلة التي تحارب محاولات سرقة أو تدمير الثقافة والفن الفلسطينيين ومحاولات استغلالهما في التغطية على عمليات «التهويد» في المدينة».