يعتقد بعض المتابعين أنّ الساحة الدرامية اللبنانية تشهد فترة هدوء حالياً، بحُكم عدم الإعلان عن مشاريع جديدة، سواءً مشتركة أو محلية. لكن في الحقيقة، تحضّر غالبية شركات الإنتاج لأعمال منوّعة بين أفلام ومسلسلات، محيطة إيّاها بالسرية تمهيداً للكشف عن تفاصيلها قريباً.اللافت أنّ مشاريع الشركات المحلية لم تعد حكراً على تطبيق «شاهد» المنضوي تحت مظلة شبكة mbc السعودية، بل سيكون لنتفليكس نصيب وافر منها، ما من شأنه تحريك السوق الدرامي وتعزيز حضور صنّاع الدراما اللبنانية الذين أرخت الأزمة الاقتصادية المستفحلة منذ سنوات بظلالها عليهم.
في هذا الإطار، يبدو واضحاً أنّ «إيغل فيلمز» بدّلت خططها ووجهة اهتماماتها. بدلاً من التركيز على منصّات البثّ التدفّقي العربية وعلى رأسها «شاهد»، صوّبت الشركة التي يديرها جمال سنان أنظارها باتجاه نتفليكس الرائدة في مجال الـ «ستريمينغ». وهذه الخطوة تُحسب لها، وتأتي ضمن مخطّط وضعته الشركة للتقدّم ومتابعة التطورات الحاصلة في عالم الإنتاج وتسويق الدراما. هكذا، تعاقدت «إيغل فيلمز» مع شركاء خليجيين في مجال الإنتاج وتنفيذه، لتقديم مروحة من المشاريع التي ستبصر النور على نتفليكس، مغيّرةً بذلك بوصلة المنافسة قليلاً بعيداً عن الرتابة التي تغرق فيها.
في هذا السياق، بعدما أعلنت نتفليكس عن عرض المسلسل اللبناني «كسرة قلب» (كتابة أحمد عادل وإخراج إيلي ف. حبيب وإنتاج «إيغل فيلمز») في 20 أيلول (سبتمبر) المقبل، انتهت الشركة المنتجة من تصوير فيلم بعنوان «شهر زي العسل» (تأليف إياد صالح ورامي علي)، يحمل توقيع المخرج اللبناني إيلي السمعان. العمل ليس لبنانياً، بل كويتياً تلعب بطولته مجموعة ممثلين، من بينهم الإيراني المقيم في الكويت محمود بوشهري والمصرية نور الغندور، ومجموعة من الأسماء اللبنانية.
في اتصال مع «الأخبار»، يرفض السمعان الإفصاح عن تفاصيل تتعلّق بالشريط، مكتفياً بالقول إنّه انتهى أخيراً من التصوير ولا يعرف موعد العرض بعد. ويوضح السمعان أنّ «العمل كويتيّ تحلّ عليه باقة من الممثلين اللبنانيين كضيوف، من بينهم وسام صباغ، وجوزيف قصاف، وسلمى شلبي، وعماد فغالي وغيرهم. ينتمي العمل إلى الأفلام الكوميدية اللايت وقد صُوِّر بالكامل في بيروت».
على الضفة نفسها، يكشف السمعان أن «شهر زيّ العسل» هو تجربته السينمائية الأولى، بعدما قدّم سابقاً عدداً من المسلسلات، من بينها «بيروت 303» (ﺗﺄﻟﻴﻒ سيف رضا حامد)، و«العودة» (سيناريو رائد بو عجرم). لا يخفي المخرج اللبناني انزعاجه من التعليقات التي تلاحق المخرجين القادمين من عالم الكليبات إلى مجال المسلسلات والأفلام. يتوقف مليّاً عند أهمية إخراج الكليبات كعمل فني له صعوباته وجماليّاته، قائلاً: «أجد نفسي في إخراج جميع أنواع الأعمال الفنية والدرامية. كل حلقة مسلسل تصوّر حالياً كأنّها فيلم سينمائي. التقنيات أصبحت متقدّمة، وباتت شركات الإنتاج تبني أعمالها الضخمة على هذا الأساس». ويضيف أنّ «إخراج الكليبات ليس تهمة أو أمراً يدعو إلى الخجل... إنّه اختصاص قائم بحد ذاته. هل نلغي الكليبات في العالم؟ أنا درست الإخراج السينمائي، وينبغي لمخرج المسلسلات الاهتمام بجمالية الصورة والموقف والحفاظ على الخط الدرامي والإحساس. وغالبية المخرجين اللبنانيين أتت من عالم الكليبات. لن أتوقف عند توقيع الأغنيات بنسخات مصوّرة، فالكليب الناجح يكون مزدحماً بالأحاسيس، وهنا تكمن خبرة المخرج». لن يكتفي السمعان بالفيلم الذي دخل مرحلة المونتاج أخيراً، بل يتحضّر للمشاركة في السباق الدرامي الرمضاني. وعن مشروعه في شهر الصوم المقبل، يكشف أنّه تعاقد مع «إيغل فيلمز» لتصوير مسلسل سيلعب بطولته النجم السوري قصي خولي، وسيعلن قريباً عن فريق عمله.