القاهرة | الجمهور لا أمان له. قاعدة يعرفها كل النجوم منذ بدء الفن. يمكن للجمهور أن يصعد بالفنان إلى عنان السماء ويهبط به إلى الحضيض في اليوم التالي. قلة قليلة من المشاهير قادرة على البقاء في القمّة بذكاء شديد واحترام فائق لردود أفعال المتفرّجين. لكن هل كل انتقادات الجمهور تلقائية أو «عضوية» بلغة السوشال ميديا؟ هذا السؤال الذي يحمل تشكيكاً واضحاً، بات يطرحه العديد من النجوم في الآونة الأخيرة، آخرهم الممثل المصري محمد فرّاج على إثر حملات صاخبة طاولته قبل أيام.بدأت القصة من مسلسل «سفّاح الجيزة» (مستوحى من أحداث حقيقية ــ كتابة محمد صلاح العزب وإنجي أبو السعود وعماد مطر، إخراج هادي الباجوري) الذي انتهى عرضه قبل أيام على منصة «شاهد»، وأثّرت على فيلم «فوي فوي فوي» الذي انطلقت عروضه التجارية الأسبوع الماضي. في «سفّاح الجيزة»، تؤدي الممثلة الصاعدة داليا شوقي دوراً رئيسياً، من بين تفاصيله مشهد تتلقى فيه صدمة معرفتها بأنّ زوجها هو نفسه السفّاح. ورغم الإشادات السابقة بشوقي إلى حد القول إنّها أكثر موهبة من شقيقتها الكبرى بسنت (زوجة فرّاج)، سارع جمهور فايسبوك إلى انتقاد أدائها المبالغ فيه لمشهد الصدمة، إلى حد اتهامها بالحصول على فرص تمثيلية بسبب علاقات القرابة والوساطة. اتهامات لم يسبق لأحد إطلاقها في أدوارها السابقة، ما أثار علامات استفهام حول هذه الضجة وما كانت عفوية أم موجّهة. يوم الثلاثاء الماضي، كان فرّاج يحتفل بانطلاق عروض فيلمه «فوي فوي فوي» (كتابة وإخراج عمر هلال)، فسألته كاميرا برنامج «ET بالعربي» عن رأيه في منتقدي داليا، ليرد بأنّهم أناس «برّة الشغلانة» ومشكوك في دوافعهم، فيما حساباتهم الرقمية مجهولة ويتقاضون أموالاً، قبل أن يختم كلامه بأنّ «القافلة تسير»، وباقي العبارة معروف بالطبع. بثّ البرنامج هذا المقطع من دون السؤال، وفق بيان أصدره فرّاج لاحقاً. ما دفع كثيرين إلى اعتبار كلمات فرّاج مهينة للجمهور بشكل عام، وأنه يطالب المتفرجين بعدم توجيه انتقادات للفنانين لأنّهم لم يدرسوا الفن ولا يفقهون فيه كما أنّهم «مأجورون». هكذا، انهالت العبارات القاسية على «فيجو» الذي يتمتع بشعبية كبيرة في المحروسة، ليجد نفسه مطالباً بالردّ ربما للمرّة الأولى في مشواره الفني. أمام هذه الضجة، أصدر الممثل بياناً بالعامية المصرية، أكد فيه أنّ السبب في سوء التفاهم هو حذف نص السؤال وأنّه لم يكن يتكلم عن الجمهور بشكل عام وإنما على من يجرحون الفنانين ويكتبون كلمات مسيئة في حقهم، وأنه بالفعل يتبع بعض هذه الحسابات فوجدها مجهولة ومن دون بيانات، كما أن الطريقة التي خرجت بها الانتقادات لداليا شوقي ربّما تثير الريبة حول كون الحملة «موجّهة»، مشدّداً على أنّه للجمهور الحق في الانتقاد من دون تجريح ومن دون هدم للفنان، لا بل بهدف التوجيه والنصح.
الجدل حول تصريحات فرّاج لم يسلم منه نجمان آخران، الأوّل هو كريم فهمي الذي يهاجم اللجان الإلكترونية كثيراً ووصف الجمهور أخيراً بأنّه تحوّل إلى «لجنة تحكيم دائمة» بسبب منصات التواصل الاجتماعي، ما اضطر البعض للرد عليه والتشكيك في قدراته كممثل. كذلك، عادت قضية مصطفى قمر والناقد طارق الشناوي إلى الواجهة. على الرغم من أنّ قمر لم يهاجم الجمهور في تلك الأزمة، خلافاً للمنسوب لفرّاج وفهمي، لكنّ المنتقدين ضمّوه إلى قائمة النجوم الرافضين لأي ملاحظات الذين يعتبرون النقد السلبي هجوماً مدفوع الأجر، وسط حالة من التشكيك باتت مسيطرة على الوسط الفني، وخصوصاً بعدما تأكّدت مروحة واسعة من المشاهير من أنّ زملاء لهم يشنون حملات معادية للمنافسين. وهو ما كشف عنه الممثل أحمد فهمي، بطل «سفّاح الجيزة»، عندما قال في تصريحات سابقة إنّ الممثل محمد رمضان كان وراء الهجوم على مسلسله «رجالة البيت» عبر اللجان الإلكترونية، على الرغم من أنّهما غير متنافسين. وسط كلّ هذه البلبلة، يقف الجمهور الحقيقي حائراً. التعبير عن الرأي في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، بات يتعيّن على المتفرّج دعمه بما يثبت أنّه organic not paid (عضوي وغير مأجور)!