زار المخرج الأميركي كوينتن تارنتينو قاعدةً عسكرية صهيونية في تل أبيب، حيث التقى بالجنود من «جيش الدفاع الاسرائيلي»، في خطوة ترمي إلى «رفع معنوياتهم في خضم الحرب الدائرة مع حماس». الصورة نشرها حساب «غرفة الحرب الإسرائيلية» على منصّة أكس، مظهرةً تارنتينو محاطاً بحشد من الجنود الصهاينة أمام مروحية إسرائيلية وكتب عليها «المخرج الأسطوري كوينتن تارنتينو يزور قاعدة في جنوب إسرائيل لرفع معنويات جيش الدفاع الإسرائيلي».
نشر الصورة حساب «غرفة الحرب الاسرائيلية» على منصّة أكس

هكذا، انضم مخرج أفلام «بالب فيشكن» و«كيل بيل» و«حدث مرة في هوليوود» إلى آلة للإبادة الاستعمارية، هو المتزوّج من عارضة الأزياء والمغنية الإسرائيلية دانييلا بيك منذ عام 2018 ويعيشان في تل أبيب مع زوجته وطفليهما طوال العامين الماضيين. وقد قال في مقابلة عام 2021 إن «تلّ أبيب تشبه نسخة مصغّرة عن لوس أنجليس مع مطاعم وبارات ونواد رائعة». وصرّح أكثر من مرة أنه كان مرتاحاً جداً في ذلك البلد بسبب المعاملة «اللطيفة» التي يتلقاها.
منذ الإعلان عن زيارته للقاعدة العسكرية، حدثت ردود أفعال مختلفة، وانتقد كثيرون الزيارة المناصرة لكيان محتل. بعضهم ذهب أبعد من ذلك قائلاً إنّ المخرج الأميركي سبايك لي كان محقاً بشأن ما قاله عن تارنتينو. لمعرفة ما قاله سبايك لي عن تارنتينو في لقاءات ومناسبات عدة، علينا العودة بالتاريخ قليلاً. دخل لي وتارنتينو في صدام في أواخر التسعينيات عندما شكك لي في دوافع تارنتينو وراء استخدام كلمة «زنجي» في فيلم «جاكي براون» (1997). إذ نطقت كلمة «زنجي» ثمانية وثلاثين مرة طوال الفيلم. اتهم لي تارنتينو بأنه مهووس «بكلمة الإهانة». رد وقتها تارنتينو بالقول إنه كفنان يحتفظ بالحق في سرد قصصه بصدق وكتابة شخصيات صادقة بغض النظر عن مشاعر الجماهير والنقاد.
زار قاعدة في تل أبيب بهدف «رفع معنويات جيش الدفاع الإسرائيلي»

اشتعل الخلاف بين الاثنين من جديد مع إطلاق فيلم تارنتينو «Django Unchained» (2012) بسبب استخدام الفيلم المفرط للإهانة والكلمة والموضوع والتصوير الكاريكاتوري للعنف ضد العبيد. وقتها، أعلن لي أنه لن يشاهد الفيلم لأنه سيقلل من احترام أسلافه إذا شاهده، وقال تارنتينو إنّ الادعاءات غير صالحة لأن لي اعترف أنه لن يشاهد الفيلم. لي ليس الوحيد الذي هاجم تارنتينو، بل إنّ المجتمع اليهودي نفسه انتقده لأنه استخدم قدراً كبيراً من الافتراءات العنصرية في فيلمه الحربي Inglourious Basterds. وقتها وجد بعضهم في الفيلم «معالجة غير جدية وكاريكاتورية عنيفة لليهود، بينما صوّر النازيين بأنهم ليسوا بهذا السوء». في كل الأحوال، رأى بعضهم أنّ تارنتينو بظهوره في القاعدة العسكرية، يظلّ وفيّاً لميوله «النازية» الكامنة واصطفافه إلى جانب الجلّاد مهما اختلفت الأزمنة.