«لم تتأثّر الدراما الرمضانية بالأحداث التي تشهدها غزة أو الاشتباكات التي يعيشها جنوب لبنان». هذا ما تُجمع عليه شركات الإنتاج اللبنانية التي وضعت اللمسات الأخيرة على المشاريع الدرامية التي ستبدأ تصويرها قريباً لموسم رمضان 2024. فالدراما التي ستخوض السباق في شهر الصوم، تسير وفق الخطط المقرّرة منذ ما قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، من دون أيّ تعديل.«إلا الدراما»... عبارة يردّدها صنّاع المشاريع المشتركة الذين يصرّون على التصوير في ظلّ الظروف الراهنة التي تعتريها صعوبات عدّة. لا شيء يمنع أو يقف عائقاً أمام تصوير هذه الأعمال في لبنان لأسباب عدّة، على رأسها التزامات شركات الإنتاج مع mbc التي رُصدت لها ميزانية ضخمة. فالشبكة السعودية تواصل عرض أعمالها الفنية والدرامية على نحوٍ طبيعي، كما حصل مع فعاليات «موسم الرياض» التي لم توقفها دماء الفلسطينيين الأبرياء. وبالتالي لن تستغني mbc عن الموسم الرمضاني مهما كلّف الثمن! ومع بدء العدّ العكسي لشهر رمضان الذي سيحلّ في بداية شهر آذار (مارس) المقبل، فإنّ المشاريع الدرامية تخوض سباقاً مع الوقت لتكون جاهزة للعرض.

تتشارك دانييلا رحمة بطولة مسلسل مع قصي خولي

في هذا السياق، انطلقت الأسبوع الماضي عجلة التصوير في لبنان وسوريا. لكن رغم هذه الحركة، إلّا أن صنّاع الدراما يؤكّدون أنّ التطورات في لبنان مفتوحة على جميع الاحتمالات، لذلك وضعت شركات الإنتاج خططاً طارئة تحسّباً لأي جديد قد يعرقل أو يجمّد التصوير، تتركّز على الإسراع حالياً في التصوير وتبديل مواقعه إذا لزم الأمر.
هكذا، يعيش صنّاع الدراما حالة ازدهار لافتة. لا مسلسلات مؤجّلة أو مجمّدة بسبب ما يجري، كأنّ شيئاً لم يكن.
هكذا، بعد تأجيل وجيز، باشرت شركة «صبّاح إخوان» تصوير أعمالها تباعاً. في دمشق، دارت قبل أسبوعين كاميرا المخرج سامر البرقاوي لتصوير مسلسل «تاج» (كتابة عمر أبو سعدة) الذي سيجمع تيم حسن وبسام كوسا وفايا يونان وغيرهم. يصوّر العمل كاملاً في العاصمة السوريّة، وتدور أحداثه في دمشق خمسينيات القرن الماضي ويعود إلى العصر الذهبي الذي عاشته سوريا في تلك المرحلة.
أما في لبنان، فتُصوّر الشركة مسلسلات مشتركة، بدأ تصوير بعضها في نهاية شهر تشرين الأوّل الماضي. وتلفت المعلومات إلى أنّ أبرز الأعمال الدرامية التي تُنجز في بيروت، هو «2024» (كتابة بلال شحادات، وإخراج فيليب أسمر) الذي يجمع اللبنانية نادين نسيب نجيم والنجم السوري محمد الأحمد، وينطلق تصويره الأسبوع المقبل. وخلال أيام أيضاً، يصوّر مسلسل «نقطة انتهى» (كتابة فادي حسين، وإخراج محمد عبدالعزيز) للنجم السوري عابد فهد، واللبنانيَيْن عادل كرم وندى أبو فرحات وغيرهما.
وعلى صعيد الدراما المصرية التي ستُصوّر في لبنان، بدأت «صبّاح إخوان» التحضير لمسلسل «العتاولا» (تأليف هشام هلال، وإخراج أحمد خالد موسى) للممثلين المصريين أحمد السقا وطارق لطفي، و«صلة رحم» (تأليف ورشة كتّاب، وإخراج تامر نادي) الذي سيجمع الأردني إياد نصار والمصرية أسماء أبو اليزيد، فضلاً عن «220 يوم» (تأليف محمود زهران، وإخراج كريم العدل) للمصري كريم فهمي والأردنية صبا مبارك.
لن تؤجّل شركة «إيغل فيلمز» تصوير أي مشروع


من جانبها، لن تؤجّل «إيغل فيلمز» تصوير أي مشاريع رمضانية. بدأت الشركة التي يديرها جمال سنان العدّ العكسي لدوران الكاميرات. فقد حدّدت الأسبوع الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، موعداً للحاق بالسباق، بعدما استكملت التحضيرات اللوجستية والفنية.
تستعدّ «إيغل فيلمز» لتصوير مسلسل لم يُفصح عن اسمه بعد، يلعب بطولته قصي خولي ودانييلا رحمة وسيخرجه إيلي السمعان. المشروع سيكون الأوّل للنجم السوري مع شركة الإنتاج اللبنانية بعدما عمل سابقاً مع «صبّاح إخوان». كذلك، ستصوّر «إيغل فيلمز» مسلسل «عَ أمل» (كتابة نادين جابر، وإخراج رامي حنا) الذي يضمّ على قائمة أبطالة، كلّاً من: ماغي بوغصن، ومهيار خضور، وكارول عبود، وبديع أبو شقرا، وغيرهم. المشروع اجتماعي يتناول العديد من القضايا اللافتة.
على ضفة أخرى، ينتهي فريق مسلسل «النسيان» (كتابة شادي كيوان وإخراج الفوز طنجور/ وإنتاج شركة Blue Bee للمنتج محمد مشيش) الذي يجمع سيرين عبدالنور وقيس الشيخ نجيب وغيرهما، قريباً من تصويره في بيروت. مع العلم أنّه من غير المؤكّد ما إذا كان سيُعرض ضمن السباق الرمضاني أو خارجه.
باختصار، رغم زحمة المشاريع الرمضانية وتنوّع مواضيعها، يبقى مستقبل الموسم المقبل ضبابياً فيما المشاهد غارق في التطوّرات السياسية والعسكرية التي لا يزال أفقها مجهولاً.