«ما لم نشاهده في عملية «طوفان الأقصى»، تابعناه في أحداث «قبضة الأحرار»». عبارة كتبها أحد المعلّقين على مسلسل «قبضة الأحرار» (إخراج محمد خليفة - إنتاج دائرة الانتاج الفني في حركة «حماس») الذي عُرض على قناة «الأقصى» و«المنار» في رمضان 2022 ولعبت بطولته مجموعةٌ من الممثّلين الفلسطينيين. العمل الدرامي الذي صُوّر في مدينة غزة، عاد إلى الواجهة أخيراً، بعدما اكتشف الناشطون في الفضاء الافتراضي أنّ أحداث «قبضة الأحرار» تحاكي بشكل كبير في تفاصيلها عملية «طوفان الأقصى»، ما دفع كثيرين إلى البحث عن العمل على موقع يوتيوب ومشاهدته من جديد.

تنطلق أحداث المشروع الذي أُنتج بميزانية متواضعة، من تحضيرات مجموعة من المقاومين لعملية عسكرية وراء خطوط العدو. هكذا، ينجحون في اختراق أنظمة المراقبة الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات. كذلك يركّز العمل الفلسطيني على نجاح عملية الاقتحام، واعتلاء المقاومين الدبّابات الإسرائيلية واقتياد أسرى منهم إلى غزّة. صوّر المسلسل تداعيات العملية على الكيان العبري من نزوح جماعي للمستوطنين، ولاحقاً توفير الدعم الأميركي للاحتلال بمختلف أنواعه المعنوي والعسكري. يتوقّف العمل الدرامي عند حالة التخبّط التي أصابت العدو بعد نجاح عملية المقاومين، وتطلّ إحدى القيادات الإسرائيلية قائلةً «إن ما يجري هي معركة ستقضي على دولة إسرائيل بالكامل أو بروفة لذلك». هذه التصريحات ألمح إليها فعلياً رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد اندلاع معركة «طوفان الأقصى».
وفي أحد مشاهد العمل، يطلّ قيادي إسرائيلي آخر متفاجئاً من هول صدمة العملية وهو يصرخ «مجموعة صغيرة من المقاتلين تخلّي دولة إسرائيل تطلب المساعدة من أميركا»!
على الضفة نفسها، لم يكتفِ الناشطون على الصفحات الافتراضية بنشر مقاطع من العمل الدرامي ومقارنتها بـ«طوفان الأقصى»، بل استعادوا الفيديو الذي يطلّ فيه رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» في قطاع غزّة يحيى السنوار أثناء تكريمه أبطال مسلسل «قبضة الأحرار». يومها، أبدى السنوار إعجابه بالمسلسل قائلاً «إن المسلسل له تأثير كبير في كفاح الشعب الفلسطيني ضدّ العدو وجهود عودة الأراضي المحتلّة». ووصف السنوار المسلسل بـ«الجهد الجبّار»!
بعد عودة الأضواء إلى «قبضة الأحرار»، تحوّل العمل إلى تراند على صفحات السوشال ميديا، وأجمعت التعليقات على أنّ القائمين على المشروع قرأوا المستقبل بكل بساطة. من هذا المنطلق، قدّموا عملاً يحاكي معاناة الفلسطينيين ويقدّم نموذجاً عمّا يعيشه العدو الإسرائيلي حالياً بعد نجاح عملية «طوفان الأقصى» التي أدّت إلى قتل مئات الإسرائيليين، وأسر المقاومين الفلسطينيين مجموعةً كبيرة منهم.
استعاد الإعلام العبري المسلسل الرمضاني


في السياق نفسه، كانت الصحافة العبرية قد تطرقت إلى مسلسل «قبضة الأحرار» عند عرضه عام 2022، ولكنها لم تعطِه أهميّة كبرى. يومها، استخفّت بالعمل الدرامي، معتبرة أنّه بمنزلة ردّة فعل على مسلسل «فوضى» الذي عرضته شبكة «نتفليكس» على ثلاثة أجزاء متتالية عام 2016. علماً أنّ «فوضى» يروّج للسردية الإسرائيلية، ويظهر الفلسطينيين على أنهم مخلوقات ضعيفة. كذلك يصوّر العمل الإسرائيليين بأنهم «أصحاب مبادئ»، فيما الفلسطينيّون «يبيعون من عاشروهم لمصالح شخصية». يومها، رأت صحافة العدو بأنه لا يمكن للفلسطينيين القيام بهذه العملية النوعية، معتبرين أنها أشبه بحلم لن يتحقّق! في الإطار نفسه، أكّد الناشطون في الفضاء الافتراضي على أنّ قدرات المقاومة الفلسطينية فاقت توقّعات العدو، حتى أصبحت قادرةً على تحويل نصّ من صنع المخيّلة إلى حقيقة دخلت التاريخ الحديث.