تزامناً مع إفشال الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن يُلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنّها على غزة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، أطلقت مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، دعوات لإضراب شامل حول العالم، اليوم الإثنين، تضامناً مع أهالي القطاع الصامدين في وجه الوحشية الإسرائيلية وللضغط على الحكومات وإرغامها على التحرّك جدياً لوقف المجازر الصهيونية التي خلّفت حتى كتابة هذه السطور ما يقرب من 18 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء. وفي غضون وقت قصير، تفاعل عدد كبير من مستخدمي السوشال ميديا والمؤثّرين مع هاشتاغات strikeforgaza# وإضراب_من_أجل_غزة و#الإضراب_الشامل التي تجتاح الفضاء الافتراضي، فيما بدا التجاوب الغربي مع هذا التحرّك لافتاً جداً وسط دعوات في الضفّة الغربية والقدس المحتلة للالتزام به.

يرى القائمون على الحملة أنّ شلّ حركة الحياة والعجلة الاقتصادية في القطاعات المختلفة على مستوى العالم، قد يسهم في أن يشعر الجميع بأنّهم متأثّرون ومعنيّون مباشرةً بالعدوان، آملين أن يُفضي ذلك إلى وضع حدّ لما يحدث.
ووفقاً لتفاصيل المنشورات والبوسترات المتداولة على نطاق واسع، فإنّ المشاركين في الإضراب لن يستخدموا سيّاراتهم أو وسائل النقل، وسيلتزمون منازلهم، كما أنّهم لن يتسوّقوا (نقداً أو عبر الإنترنت) فيما لن يقوموا بأي معاملة مصرفية. وإلى جانب النشر عبر وسوم الحملة، تبرز دعوات لإلغاء تنشيط الحسابات على فايسبوك وإنستغرام.
في هذا السياق، أوضحت الصحافية والناشطة الفلسطينية، إسراء الشيخ، في رسالة مصورة على السوشال ميديا إنّ فكرة الإضراب تتلخّص في الامتناع عن التوجه إلى مراكز العمل، والمدارس، أو فتح المحال التجارية في المراكز التجارية.
من ناحيته، كتب الناشط الفلسطيني من غزة، خالد صافي: «إلى كل الأحرار في العالم، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة... ندعو كل إنسان في العالم إلى المشاركة في إضراب شامل يوم الإثنين 11 ديسمبر تضامناً مع غزة».
من جهتها، دعت مجموعات كحركة «صامدون» الفلسطينية العالمية و«الحراك الفلسطيني في أميركا» و«حركة الشباب الفلسطيني» حول العالم، إلى انخراط كل المناصرين للقضية الفلسطينية والداعين إلى وقف الحرب على قطاع غزة في الإضراب الذي أشارت الناشطة الكندية شيريل بنسون إلى ضرورة الالتزام به: «نحن بحاجة إلى إضراب عالمي. سيترك الجميع العمل حتى يتم وقف إطلاق النار... الأمر سيؤثّر على جيبوهم».
وفيما وصلت أخبار الإضراب إلى صفحات لجنة التظاهرات في بريطانيا، وجدت الدعوة طريقها إلى حسابات عدد من الفنانين العرب، من بينهم الممثلتان السورية نسرين طافش والتونسية درّة زروق وغيرهما.