جوليا بطرس: ضرب الخناجر ولا حكم النذل بيّا

مع دخول العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزّة شهره الثالث وسط تواطؤ القوى الاستعمارية الغربية، استعادت الفنّانة اللبنانية جوليا بطرس أغنية «يمّا مويل الهوا» المعروفة في الفولكلور الفلسطيني العريق، وأعادت تسجيلها وتوزيعها، وأهدتها إلى أهالي غزّة.

ظهرت جوليا بطرس في الكليب بالأسود، وفي الخلفية شاشة عملاقة تعرض صوراً ولقطات تسجيلية (بعضها للصحافي الفلسطيني معتزّ عزايزة) لأهالي القطاع الذين يواجهون الإبادة والقتل والتهجير والتشرّد وانقطاع كل سبل الحياة. وسط هذه المشهدية المتقشّفة (إخراج جوليا بطرس ــــ توزيع زياد بطرس وجورج قسيس)، تقدّم الفنانة الأغنية بإحساس عالٍ وتأثّر ينتقل تلقائياً إلى المُشاهد. وقد نشرت بطرس فيديو الأغنية عبر حسابها على إنستغرام، معلّقةً: «بيضل عمري انفدى ندر للحرية». علماً أنّ «يمّا مويل الهوا» أغنية تراثية تحثّ على النضال في وجه الاحتلال، وتعود إلى زمن الاستعمار البريطاني لفلسطين، وقد توالى على تأديتها عدد من الفنانين العرب على رأسهم الشيخ إمام.

bbc تواصل انحدارها الأخلاقي


تواصل bbc انحدارها الأخلاقي الذي ظهر جلياً في أدائها الإعلامي المشين وانحيازها للاستعمار الصهيوني. بعد تبرير الإبادة الجماعية بحق أهل غزّة وكتم الأصوات المناصرة لفلسطين بين موظفيها (الأخبار 17/10/2023 ـــــ 29/11/2023)، ها هي تعلن عن استشهاد الأكاديمي والروائي الفلسطيني رفعت العرعير (الأخبار 9/12/2023) بالعنوان التالي: «إسرائيل غزة: الفلسطينيون يبكون الكاتب الإشكالي الذي قضى في غارات». هكذا، لم تسمِّ «هيئة الإذاعة البريطانية» التي تلبس لبوس الموضوعية الكاذبة، الجهة المسؤولة عن مقتل الأكاديمي، إلى جانب وصفه بـ «الإشكالي» لأنّه علّق مرة ساخراً على حسابه على تويتر، على الكذبة التي تروّج لها البروباغندا الصهيونية بشأن أطفال إسرائيليين شوتهم المقاومة الفلسطينية. طبعاً، الكل يعرف أنّ الكذبة تندرج ضمن الأكاذيب الصهيونية التي رُوّجت في أول العدوان بهدف تبرير الإبادة الجماعية بحق أهل القطاع، وكانت «هيئة الإذاعة البريطانية» على رأس هؤلاء الذين روّجوا لها.

قاطعوا «زارا»


مجدداً، تواجه العلامة التجارية الإسبانية للملابس الجاهزة «زارا» دعوات للمقاطعة، بعد إطلاق حملتها الإعلانية الأخيرة التي تسبّبت في موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب احتوائها على لقطات تشبه صور الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في غزّة. تدّعي «زارا» أنّ الحملة الدعائية التي تحمل اسم The Jacket (السترة) مصمّمة بطريقة «مركّزة وتهدف فقط إلى تصوير تنوّع الملابس» مجموعتها النسائية الجديدة، كما أنّها حذفت بعض الصور المثيرة للجدل، غير أنّ الأمر لم يشفع لها لدى الجماهير الساخطة. من المستبعد أن تكون اللقطات التي تصوّر جثثاً ملفوفة بما يشبه الأكفان وسط دمار وما يبدو كأنّه أنقاض مبانٍ مدمّرة، مجرّد مصادفة، ناهيك بقطعة الورق المقوّى التي اعتبر كثيرون أنّ شكلها يحاكي خريطة فلسطين مقلوبة رأساً على عقب. وحتى كتابة هذه السطور، لم يصدر أيّ بيان رسمي عن «زارا» في هذا الخصوص. هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها «زارا» إدانة علنية في ما يتعلق بدعم إسرائيل. في تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي، أطلق فلسطينيون حملة لمقاطعتها بعدما التقى مديرها جوي شويبيل أعضاء ورئيس حزب «القوى اليهودية» إيتمار بن غفير، لدعمه في الانتخابات الإسرائيلية. وسبقت ذلك تصريحات للمصمّمة الرئيسية للأزياء النسائية في الشركة دافعت فيها عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، ملقيةً اللوم على الفلسطينيين في غزة الذين وصفتهم بـ «الإرهابيين».

إتزيار إيتونيو: غرنيكا الفلسطينية


ندّدت الممثلة الإسبانية إتزيار إيتونيو (الصورة) بطلة مسلسل «لا كاسا دي بابيل» بجرائم القوات الإسرائيلية في غزة. خلال وقفة تضامنية حاشدة مع فلسطين أقيمت وسط بلدة غرنيكا شمال إسبانيا قبل أيام، وصفت إيتونيو ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين. وفي الفيديو الذي انتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت الممثلة الإسبانية: «من غرنيكا، من شرعيتها المؤسفة لكونها المدينة التي شهدت أول قصف مدني عشوائي في تاريخ البشرية، من غرنيكا، من الذاكرة التاريخية لموتانا وجرحانا ودمارنا، من غرنيكا إلى فلسطين، من غرنيكا إلى العالم، نريد أن نقول إنّه بعدما مررنا به في تاريخ الإنسانية، منذ القصف الذي تعرّضنا له حتى اليوم، لا يمكن للعالم أو للتاريخ أن يتحمّلا تدمير شعب واحد. لا ينبغي للعالم والتاريخ أن يقبلا بما يحدث في فلسطين، ويجب على العالم والتاريخ ألا يقبلا بغرنيكا جديدة. من غرنيكا، تلك البلدة التي تحتلّ مكانة ملعونة، بين كل المجازر التي شهدها تاريخ الإنسانية، ندعو إلى وضع حد للمذبحة المستمرّة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين الفلسطينيين، وندين بقوة وعنف وغضب أي تواطؤ في هذه الإبادة الجماعية (...) قتلاكم قتلانا، بيوتكم المدمّرة بيوتنا، أرضكم المحتلّة هي أرضنا المحتلّة، وبناتكم بناتنا وأبناؤكم هم أبناؤنا». علماً أنّ غرنيكا الإسبانية تعتبر أول مدينة تعرضت لقصف عشوائي ضدّ المدنيين في عام 1937 حين نفّذ فيلق كوندور التابع لسلاح الجو الألماني وفيلق التدخل السريع من سلاح الجو أفياسيون الإيطالي، قصفاً ضد المدنيين بناءً على طلب من الجبهة القومية الإسبانية. ويعتبر هذا القصف إحدى الغارات الأولى على سكان مدنيين عزّل ينفذها سلاحٌ جويٌّ حديث.

المقاومة في الأدب التونسي


دعا «اتحاد الكتّاب التونسيين» كل فروعه في المحافظات إلى تخصيص محور الندوات الفكرية في المدّة الممتدة بين 18 و 23 كانون الأول (ديسمبر) إلى دراسة حضور المقاومة الفلسطينية في الأدب التونسي. وجاء في الورقة الأساسية التي تشكّل الأرضية التي ستنطلق منها مداخلات الكتّاب المشاركين في هذه الندوات: «عندما تشتغل الآلة الدعائيّة الصهيونيّة لتزييف الوقائع وبثّ الأكاذيب بكلّ السبل محاولةً إخراج الكيان الصّهيوني في صورة الضحيّة الأبديّة وفبركة صورة الفلسطينيّ بكلّ الحيل المتاحة ليبدو أمام الضمير العالمي كائناً إرهابيّاً تحتّم القضاء عليه، مبرّرة حروبها اليوميّة في كلّ شبر من فلسطين على أنّها دفاع عن النّفس (...) يتساءل الأديب والكاتب والمفكّر والمبدع العربيّ: أيّ دور يمكنني أن أضطلع به في هذه الحرب؟ وبأيّ سلاح أحارب وأنا البعيد عن أرض الكارثة في غزّة؟ الجواب: اكتب! تكلّم! فكّر! غنِّ! ارسم! لا تبقَ مكتوف الأيدي تشاهد ما يحدث كأنّ الأمر لا يعنيك. في الحروب تتحدّد المواقف بالمواقع. قل لي في أيّ جانب أنت، أقل لك من أنت: صديق فلسطين أو عدوّ الكيان الصهيونيّ». وأشارت هيئة الاتحاد إلى أنّه «لا ينبغي أن يُفهم من عنوان الأدب التّونسي والمقاومة الفلسطينيّة» ما كتبه الأدباء والمفكّرون التونسيّون عن القضيّة الفلسطينيّة، وإنّما يشمل ما لم يكتبوه وما سيكتبونه، وما فكّروا فيه وما يدعو إلى التفكير فيه في ظلّ راهن القضيّة الفلسطينيّة في خضم السّياق الجديد الذي خلقته أحداث «طوفان الأقصى». فلكلّ لحظة من تاريخ المقاومة الفلسطينيّة مآزقها ومخاطرها ومنعرجاتها التي تحتّم علينا، نحن كتّاب تونس ومفكّروها ومبدعوها، تجديد النظر في قضيّة طال أمد حلّها أكثر ممّا ينبغي». وستهتم هذه الندوات بـ «فلسطين في الأدب التّونسي» و«الإنسان الفلسطينيّ وصوره في النّصّ الأدبيّ» و«حرب الصور في شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التّلفزيونية» و«فلسطين في الفضاء العمومي التونسي» و«الحضور الفلسطيني في الفنون التونسيّة» و«القضيّة الفلسطينيّة في الضمير العالمي».
ودعا الاتحاد الكتّابَ التونسيين أعضاءه إلى المساهمة في هذه الندوات والتعاون مع الجمعيات الثقافية والأهلية في تنظيم هذه الندوات في المحافظات، مسانَدةً للنضال الفلسطيني بتقديم ورقات حول هذه المحاور، على أن تُنشر لاحقاً في وثائق مكتوبة (كتب، مطويات...).