تونس | تحتضن «قاعة الطاهر الحداد» في «دار الكتب الوطنية» وسط العاصمة تونس، معرضاً لرصيدها المتعلّق بفلسطين من مخطوطات تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي وصحف تونسية وفلسطينية صادرة في حقبات تاريخية متباعدة تبرز صدى القضية الفلسطينية من بينها الخلافات التي حصلت حول مكان انعقاد «المؤتمر الإسلامي العام» عام 1931، إذ اقترح الشيخ عبد العزيز الثعالبي (1876-1944) أن يُعقد في القدس.المدير العام لدار الكتب الوطنية خالد كشير قال لنا إنّ هذا المعرض يُعقد في مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 كانون الأول/ ديسمبر 1948) ويتزامن مع المجزرة التي ترتكبها إسرائيل يومياً ضد الفلسطينيين. ومن بين الوثائق التي تُعرض للمرة الأولى مخطوطان للإدريسي وابن الجوزي، وطبعات حجرية لكتب الرحّالة الأوروبيين منذ أواخر القرن السادس عشر الميلادي، والجرائد الصادرة في فلسطين وتونس، في النصف الأول من القرن العشرين، في إطار التبادل مع مُديري الصحف التونسية؛ هذا إلى جانب الكتب الصادرة خارج تونس وداخلها؛ وهي تبيّن كلها، مدى متانة العلاقة بين فلسطين وتونس بفضل العلاقات المتميزة بين الشيخ عبد العزيز الثعالبي والشيخ أمين الحسيني، مفتي فلسطين منذ عام 1931.
يندرج هذا المعرض ضمن حراك ثقافي مساند لفلسطين ومتعاطف مع محنة الشعب الفلسطيني في غزّة الذي يواجه إبادة ومجازر يومية منذ أكثر من شهرين، وهذا المعرض هو الأوّل من نوعه الذي تنظّمه المكتبة الوطنية.
إلى جانب الوثائق النادرة التي تعرضها «دار الكتب الوطنية» حتى نهاية الشهر الجاري، نجد خرائط وكتباً سياسية حول حركة التحرّر الفلسطيني وأبرز المحطات التي مرّت بها القضية الفلسطينية ودراسات حول الأدب الفلسطيني وأطروحات جامعية حول فلسطين قُدّمت في عدد من الجامعات التونسية، وتجاوز عدد العناوين المعروضة السبعين عنواناً بلغات مختلفة.
وتكشف الصحف الفلسطينية والتونسية التي عُرض منها بعض الأعداد، الحراك العربي الذي كان سائداً في بداية النكبة وردود الفعل حول وعد بلفور وغرس الكيان الإسرائيلي في فلسطين لتبدأ محنة شعبها بالتشريد والتقتيل، وبعض هذه الوثائق تُعرض للمرة الأولى في ما يمثّل اكتشافاً بالنسبة إلى روّاد المكتبة من طلبة وباحثين.