على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

«إنّهم حيوانات. إنّهم حيوانات». هكذا وصف جو بايدن الفلسطينيّين المؤيّدين لـ «حماس»، فيما تصرّ الإدارة الأميركيّة على أنّ الحركة لا تمثّل الشعب الفلسطيني. وكانت أميركا تصرّ لعقود على أنّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة لا تمثّل الشعب الفلسطيني. مَن يمثّل الشعب الفلسطيني؟ شامير أو محمود عبّاس فقط. لم تعد منظّمة التحرير ممثّلة للشعب الفلسطيني إلا بعدما عدّلت إدارة بيل كلينتون ميثاق منظمة التحرير لتنظّفه من إرادة التحرير عبر الكفاح المسلّح. والمفارقة أنّ بايدن، في الخطاب نفسه الذي ألقاه أمام جمهرة من المتبرّعين، قرّعَ دونالد ترامب على خطاب الكراهية الذي يستعمله ضد خصومه، وانتقده بصورة خاصّة على وصفه لهم بـ «الهوام». بايدن هذا نفسه يصف الفلسطينيّين بالحيوانات. هذا الكلام يجب أن يوضع في سياق تاريخ طويل من الخطاب والممارسة الاستعماريّة من دول الغرب ضدّنا. وصف الشعوب بالحيوانات هو لازمة في خطب الإسرائيليّين عن العرب. كان انطباع بن غوريون الأوّل عن العرب أنّهم مثل الأطفال. لم نكن يوماً على المستوى نفسه من السلّم البشري للغرب وإسرائيل (ينسى البعض أنّ النازيّين استقوا نظريّات العنصريّة العرقيّة من عنصريّين مرموقين في أميركا). هل يمكن أن يستطيع الغرب وإسرائيل أن يقبلوا هذه الإبادة للشعب الفلسطيني من دون اعتناق دفين بدونيّة الشعب العربي؟ 1200 قتيل إسرائيلي (الكثير منهم جنود) أثاروا استفظاع الغرب أكثر بكثير من 18 ألف ضحيّة فلسطينيّة معظمهم من المدنيّين. لم يقل بايدن شيئاً جديداً: تحدّث في الخطاب نفسه عن قتل عشوائي، لكنّه استدرك أنّه لا يزال يدعم حرب الإبادة وأنّه سيدعمها إلى النهاية. لا أصدّق حكايات بايدن عن أنّ والده أوصاه بإسرائيل: كان لبيل كلينتون قصّة مماثلة عن قسّيس في بلدته أوصاه بإسرائيل. تخيّل لو أنّ جدك أوصاك بالبيرو على فراش موته. يختلقون القصص المفيدة سياسيّاً. كان الزعماء العرب بعد عام 1948 يتحدّثون بصورة منافقة مشابهة عن ولعهم بفلسطين من دون أن يفعلوا أيّ شيء لأجلها. هنا، يخدم الحكّام إسرائيل، لكن لأغراض سياسيّة وانتخابيّة وليس لمقاصد أخلاقيّة. ما علاقة المشروع الصهيوني بالأخلاق الحميدة؟

0 تعليق

التعليقات