أثارت «جمعية الصحافيين الفرنسيين» (SDJ) مخاوف بشأن التحيّز الواضح في التقارير الإعلامية الفرنسية التي تعطي أهمية لإسرائيل وقواتها، في حين تؤمّن مساحة محدودة للتحدّث عن غزة. فرغم حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنّها قوّات الاحتلال بحق شعب غزة منذ أكثر من 80 يوماً، تجد قناة BFMTV الفرنسية المملوكة لرجل الأعمال والملياردير المغربي الفرنسي الإسرائيلي باتريك دراحي الوقت للإشادة بكيان الاحتلال وتمجيده.في تقرير نشره blast-info، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يتحدّث الموقع الفرنسي (صحافة بديلة) عن أنّ التغطية الإعلامية الفرنسية للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولّدت انزعاجاً في الداخل الفرنسي، وخصوصاً قناة BFMTV التي يعترف صحافي متمرّس فيها بالتحديات الكامنة في تحقيق التوازن، بالنظر إلى القيود المفروضة على الوصول إلى غزة. بالتالي، مع قيام الحكومة الإسرائيلية بتقييد الدخول، تعتمد وسائل الإعلام على صور الوكالات أو المراسلين المحليين من كيان الاحتلال، فتبدأ التغطية تميل بشكل مفرط نحو المنظور الإسرائيلي.
ويتطرّق التقرير إلى أنّ عدم وجود حدّ أدنى من التوازن في التغطية بين غزة والاحتلال، لا ينبع من تعليمات خارجية، بل من رقابة ذاتية لدى المسؤولين عن تلك المحطات. ويكشف أنّه خلف هذا القلق، تظهر شخصية باتريك دراحي، مالك BFM والمؤيد المعروف للحكومة الإسرائيلية. علاقات دراحي الوثيقة بإسرائيل ليست سرية، إذ إنّه يملك أيضاً i24، وهي قناة إخبارية إسرائيلية تتقاسم مقرّها مع قناة BFMTV. ويثير هذا تساؤلات حول وجود مطبخ تحريري واحد للمؤسّستَيْن. كما أنّ مفاعيل الدمج واضحة، فمراسلو i24 شاركوا في تغطية نشرات BFMTV، وخصوصاً في المراحل الأولى من العدوان. ومن بين هؤلاء جوليان بهلول الذي قُدّم على أنّه «فرنسي إسرائيلي يعيش في تل أبيب»، وبعد ذلك باعتباره «متخصّصاً في الشأن الإسرائيلي»، وهو المتحدث السابق باسم قوات الاحتلال. أدّى بهلول دوراً مزدوجاً كصحافي في قناة i24 يتحدّث إلى BFMTV، ومتحدث باسم قوات العدو يخاطب الشعب الفرنسي. ويُفيد تقرير blast-info بأنّ هذه الهوية المزدوجة تثير أسئلة أخلاقية وتولّد إحساساً بعدم الراحة بين صحافيي BFMTV. كما أنّ دعم بهلول العلني للاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي يزيد الأمور تعقيداً، إذ إنّه يُعيد نشر معلومات لم يتم التحقّق منها، مثل ادعاء حساب مزيّف تابع للموساد بوقوع «فظائع» ارتكبتها حركة «حماس».