رام الله ــ أحمد شاكرفيما لا يزال الهدوء صامداً في قطاع غزة، بدا أمس أن الانفجار في طريقه إلى الضفة الغربية، حيث كثّفت قوات الاحتلال جرائم اغتيال كوادر المقاومة الفلسطينية، مستهدفة خمسة منهم، بينهم القيادي في «الجهاد الإسلامي» محمد شحادة، الذي تتّهمه إسرائيل بتجهيز منفِّذ الهجوم على معهد «مركز هراف» في القدس الغربية المحتلة الخميس الماضي.
وكانت سلطات الاحتلال قد حاصرت منزل شحادة في بيت لحم بعد عملية القدس، إلا أنها لم تنجح في اعتقاله. غير أن وحدة مستعربين إسرائيلية اعترضت أمس سيارة وسط بيت لحم، وأطلقت النار تجاه من كانوا بداخلها من مسافة قريبة، ما أدى إلى استشهاد شحادة، المطلوب لإسرائيل منذ عام 1989، وعماد الكامل وعيسى مرزوق التعمري، من «الجهاد» أيضاً، إضافة إلى القيادي في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، أحمد البلبول.
وكان قائد «سرايا القدس» في مدينة طولكرم صالح عمر كركور (26 عاماً) قد استشهد في وقت سابق أمس، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة صيدا شمالي قلقيلية، حيث حاصرت أكثر من 30 آلية عسكرية منزلاً كان يتحصن فيه.
وكانت مصادر فلسطينية موثوقة قد أكدت لـ«الأخبار» أن إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية اعتقال مقاومين اثنين من «الجهاد الإسلامي» و«كتائب شهداء الأقصى» بتهمة علاقاتهما بعملية القدس الغربية. ورغم رفض المصادر الإفصاح عن الاسمين، إذ معروف أن شحادة هو أحدهما، إلا أنه غير معروف إذا ما كان الشهيد البلبول هو الثاني.
وقال المتحدث باسم «الجهاد»، داوود شهاب: «لنا الحق بالرد في أي مكان تصل إليه المقاومة على جريمة الاغتيال، وكل الخيارات مفتوحة». وتابع: «هذه الجرائم استمرار للمحرقة، وتؤكد سقوط خيار التفاوض بلا رجعة».
بدوره، قال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري: «هذه الجريمة تفرض على المقاومة الرد بكل الأشكال الممكنة»، مشيراً إلى أنه «لا معنى لأي تهدئة في ظل هذه الجرائم. حماس تؤكد أن أي تهدئة يجب أن تكون شاملة للضفة الغربية وقطاع غزة».
وفي السياق، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد»، إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة على مدينة سديروت «كرد أولي» على اغتيال المقاومين في الضفة.