فرنجيـه: التصعيـد آتٍ لتحقيـق المطـالب . الحريـري: صعِّـدوا ما شــئتم المحكمـة آتيـة
يغادر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم بيروت تاركاً بين أيدي قادة لبنان “وديعة” هي عبارة عن لائحة مقترحات للحل في كل النقاط الخلافية. علماً بأن مناخات التصعيد هي التي تخيم على الاجواء العامة بانتظار موعد معلن، هو عودة موسى بعد ما بين عشرة أيام وأسبوعين كما قال هو لـ“الأخبار”، وموعد غير معلن يتصل بخطة تصعيد المعارضة لتحركها الشعبي في كل لبنان وبوسائل تختلف عما حصل حتى اليوم كما عبّر قيادي بارز في المعارضة لـ“الأخبار”.
وأوضح موسى انه لا يمكن ان يرى ازمة سياسية غير قابلة للحل، وأنه يعرف ان القاعدة اللبنانية للحل هي الأساس، لكن هناك طوابق اخرى يجري العمل عليها عربية مع سوريا والسعودية، وإقليمية مع إيران، ودولية مع العواصم الكبرى. وقال إن ما قام به حتى الآن أتاح له معرفة دقيقة بطريقة مقاربة الجهات اللبنانية كافة للأزمة. وهو يعتقد ان على اللبنانيين التصرف بمسؤولية اكبر ازاء احتمالات خطيرة قد تصيب بلدهم في حال عدم التوصل الى علاج للأزمة الراهنة.
وقال موسى انه ترك بين ايدي القادة اللبنانيين كافة ورقة مقترحات لحلول مفصلة لملف المحكمة وآلية العمل على درس التعديلات وآلية إقرار هذه التعديلات في الحكومة وفي المجلس النيابي، وآلية تأليف الحكومة الجديدة وكيفية الانتقال من الحكومة الحالية مع ملف المحكمة الى الحكومة الجديدة. على ان يكون لكل هذه السلة جدول زمني نهايته في الخامس والعشرين من الشهر المقبل، على أن يبدأ بعدها العمل على السلة الثانية التي تخص التوافق على رئيس جديد وتحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية المبكرة وإعداد قانون جديد وموعد للانتخابات النيابية مع شرط واضح بأن الرئيس اميل لحود سوف يكمل ولايته حتى اليوم الأخير. ومن المفترض ان يعقد موسى مؤتمراً صحافياً التاسعة والنصف من صباح اليوم قبل ان يغادر، ويعلن فيه موجزاً لما قام به حتى الآن. ويدعو اللبنانيين الى التصرف بواجب الحذر من أن التصعيد والمواجهة يهدّدان لبنان مباشرة.
ولفت موسى إلى مشكلة ليست قليلة الأهمية تكمن في انقطاع التواصل بين القيادات اللبنانية معرباً عن أمله بإيجاد علاج لهذا الأمر علماً بأنه تقرر أن يبقى هو على اتصال مباشر مع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة.
وكان موسى حمّل امس “مسؤولية الأزمة للزعماء اللبنانيين والشعب اللبناني”، ومحذراً من أن “أي تصعيد سيواجه بتصعيد مضاد وبالتالي سيكون الشعب هو الخاسر الوحيد”. وقال موسى إن مهمته “دخلت في التفاصيل، وفي التفاصيل تكمن الشياطين، وأعتقد أننا سوف نتمكن من الوصول الى بعض التحليلات المهمة بالتوافق بين الأطراف”. وأضاف: إن البعد العربي مهم، وهذه الأهمية تجعل من الضروري إنجاح مبادرة الجامعة العربية التي تمثل وتتمتع بدعم كل الدول العربية. وهنا أعتقد أننا وصلنا الى نقطة تقتضي تواصلاً بين الزعماء اللبنانيين أنفسهم من مختلف المواقع”. وأضاف: “عندما أقول تفاصيل فهذا لا يعني انها مسائل بسيطة، بل التفاصيل الأساسية التي على أساسها يمكن ربط الموقف وضبطه في لبنان”.
وعقد موسى سلسلة اجتماعات شملت الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والعماد ميشال عون والنائب سعد الحريري وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع والبطريرك الماروني نصر الله صفير والرئيس امين الجميل، واتصل بالرئيس عمر كرامي، بينما زار الموفد السوداني مصطفى اسماعيل يرافقه مساعد موسى هشام يوسف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وقالت مصادر في المعارضة إن الافكار الاخيرة التي عرضها موسى وإسماعيل تطابق وجهة نظر فريق السلطة، فقد طلب من المعارضة تسهيل أمر المحكمة من خلال اللجنة التي تقر سريعاً الملاحظات وتُرفع بواسطة الحكومة الحالية الى رئيس الجمهورية مع ضمانة مسبقة من الاخير بتوقيع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، دون تقديم أي جديد في ما خص تأليف الحكومة الجديدة، وأكدت المبادرة العربية ان التفاهم على الحكومة الجديدة يظل رهن توافق الاطراف اللبنانية دون أي جديد في ما خص الوزير الثلاثين.
وأبلغ موسى بري صباحاً بعد اجتماعه بالسنيورة ان فريق السلطة يوافق على سحب مشروع المحكمة من الجريدة الرسمية ورفعه الى رئيس الجمهورية، مضيفاً “لكنهم يشترطون مقابل ذلك ان تضمن لهم فتح دورة تشريعية استثنائية لإقرار المحكمة الدولية”، فقال له بري إنه يوافقهم في هذا الامر لكن عليهم هم ان يطلبوا هذه الدورة التي هي من صلاحية رئيسي الجمهورية والحكومة. كذلك لفت موسى إلى ان فريق السلطة يريد فتح هذه الدورة ومن ثم يجري البحث في تشكيل حكومة وطنية.
وفي المعلومات ايضاً ان بري قال لموسى إن الاكثرية لو كانت جادة في ما تطرح لعمِلتُ منذ الآن على تأليف الجنة السداسية لدرس مشروع المحكمة وبت توسيع الحكومة وفقاً للآلية التي كنا قد اتفقنا عليها بصيغة 19+10+1 على أن يتم اختيار الوزير الثلاثين من بين 5 اسماء ترشحهم المعارضة .
وذكرت المعلومات ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون قال لموسى عندما التقاه انه يستغرب “صبر بري طويلاً على مناقشة قضايا صارت وراءنا”. وتوجه إليه قائلاً: “لكي تختصر الازمة عليك ان تعمل على بلورة قانون انتخابي جديد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ولا حل دون ذلك”. علماً بأن موسى توجه الى عون شخصياً بعودته الى القيام بدور إنقاذي في هذه المرحلة.
وفيما اعلن الوزير السابق سليمان فرنجية ان المعارضة ستصعّد تحركها بعد الاعياد بعصيان مدني وإقفال مرافق عامة “لحملهم على القبول بمطالبنا” مؤكداً ان المعارضة لن تقتحم السرايا الحكومية، رد عليه الحريري لاحقاً بالقول: “صعّدوا ما شئتم واركبوا اعلى ما في خيلكم، فالمحكمة آتية آتية آتية”، مضيفاً: المحكمة الدولية لن تسقط مهما حاولوا ان يماطلوا او يتآمروا او يؤجلوا، او يعطلوا الدستور”.