strong>برّي إلى السعودية السبت وملفّ التشكيلات القضائية يتعثر والتشكيلات الديبلوماسية مجمّدة
ثلاثة عناوين ظلت مهيمنة على المتابعات يوم أمس. الأول يخصّ الحوار الداخلي مع تعزز مناخات التهدئة بين فريقي الحكومة على اثر الكلام الذي دار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، والثاني يتصل بالعثرات التي تلاحق التشكيلات القضائية والديبلوماسية، والثالث يتصل بملف القوات الدولية العاملة في الجنوب.
في الجانب الأول، يفترض أن يقوم الرئيس بري بزيارة الى السعودية نهاية هذا الأسبوع للقاء الملك السعودي عبد الله وكبار المسؤولين هناك. ويفترض أن يكون هناك “متحدثاً باسمه وباسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله” الذي كان قد اعتذر عن عدم زيارة السعودية لأسباب أمنية. كما يفترض أن يعود بري ليعقد اجتماعات مع النائب الحريري ومع زعيم الغالبية الدرزية وليد جنبلاط.
في الملف الثاني لم تنجح الاتصالات القائمة في تذليل كل العقبات التي تحول دون صدور قريب للتشكيلات القضائية والديبلوماسية حيث يتنازعها اطراف الحكم من داخل الحكومة ومع رئاسة الجمهورية، علماً بأن الحملة المسيحية تشتد على فريق الأكثرية الحاكمة واتهامه بـ“التفريط بالحقوق التاريخية للمسيحيين في هذه المواقع” على حد تعبير مقربين من المعارضة. وقد أعيدت التشكيلات القضائية الى مجلس القضاء الأعلى مجدداً، بينما لم تخرج بعد نسخة مسوّدة التشكيلات الديبلوماسية من مكتب وزير الخارجية.
وأما في الملف الثالث، فإن الأوساط القريبة من القوات الدولية قد جهدت خلال الساعات الـ24 الماضية لتقديم توضيحات غير رسمية مفادها أنه ليس هناك نية لها للاصطدام بأحد في منطقة انتشارها جنوبي نهر الليطاني، بينما أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان لـ«الأخبار» أن «لا مشكلة مع القوات الدولية العاملة في الجنوب التي تبدي تعاوناً تاماً معنا لا بد أن ننوّه به، ولا خوف مما ذُكر عن «قواعد اشتباك» ما دامت ترتبط بمؤازرة الجيش اللبناني الذي تعود له وحده الإمرة في الجنوب». وأعرب سليمان عن تفاؤله بأن تسير الأمور بشكل طبيعي «بحيث نتمكن خلال أشهر قليلة من القول لهذه القوات: شكراً. لقد انتهت مهمتك»، آملاً «ألا ندعها تصطاف عندنا العام المقبل».
ورداً على المخاوف التي يبديها بعض الأطراف من وجود الأساطيل الأجنبية على الشواطئ اللبنانية وما يجري تصويره في محافل دولية من أنها لمنع «السكّين اللبنانية» من مهاجمة «النعجة الإسرائيلية» قال قائد الجيش «إن مجيء القوات الدولية تم بقرار دولي وبموافقة الدولة اللبنانية التي طلبت مساعدة الجيش وتجهيزه لأداء المهمة الموكلة إليه، وكل ما يلزمنا هو تجهيز جيد حتى نتمكن من تنفيذ ما يُطلب إلينا دون الاستعانة بأحد. ولا أبالغ هنا إذا قلت إن باستطاعة الجيش فعل الكثير إذا ما توافر له القليل من الإمكانيات. وأما بشأن الأساطيل فإن مهمتها ليست محصورة في لبنان بالتأكيد، ونحن واعون لهذا الأمر. اهتمامنا اليوم مركّز على البر وعلى انسحاب إسرائيل الكامل وتمركزنا في الجنوب، على أن نلتفت بعد ذلك الى البحر لنحدد المهمات المطلوبة من السفن الحربية ونطاق عملها، قبل أن نتطلع الى الجو والبت في وضع حد نهائي بالخروق الإسرائيلية».
وعن الوعود التي تلقاها الجيش من عدد من الدول العربية والأجنبية بتزويده الأسلحة الحديثة، كشف قائد الجيش أن هناك شحنة أسلحة أميركية ستصل قريباً، بينها آليات خاصة بأعمال الدورية وقطع غيار، معتبراً أن هذه الشحنة وإن كانت متواضعة تشكل بداية لا بأس بها.
ورفض العماد سليمان ربط تسلّم الشحنة بطلبات أميركية معيّنة تعهد الجيش تنفيذها، وقال حاسماً: «هذه خبريات عتيقة ولا تمشي معي ولا يمكن لأحد أن يفرض شروطاً على الجيش. فليتحدثوا بالديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان كما يحلو لهم. أما تحديد العدو من الصديق، فأمر عائد لنا وحدنا.. ونحن نعرف عدونا بالتأكيد».