باريس ــ بسام الطيارة
خرجت فرنسا أمس بشكل كامل عن السياسة التي رسمتها الولايات المتحدة للعالم، لتعلن استراتيجية جديدة للتعاطي مع أزمات الشرق الأوسط، وترسم مساراً لتوجه السياسة الخارجية الفرنسية الجديدة، بعدما كان وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، المرشح الأبرز لخلافة جاك شيراك في الرئاسة الفرنسية، قد أعلن أنه «سيقطع مع السياسة الخارجية الفرنسية» في حال وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
بوادر التحوّل الفرنسي بدأت مع شيراك، الذي سعى، خلال زيارته إلى مركز «ترميز التجارب النووية» السري في ضواحي باريس، إلى إعادة طرح فرنسا كـ«قوة كبرى». (التفاصيل صـ 21)
أما الإشارة الأبرز للتحوّل الفرنسي فكانت من رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان، الذي نأى بفرنسا عن التوجه الأميركي في الحرب على الإرهاب، وقال «ليس المطلوب في مواجهة الارهاب إعلان حرب» بل «كما تفعل فرنسا منذ سنين، مقاومة بكل تصميم تقوم على اليقظة الدائمة والتعاون الفعال بين الشركاء». وأضاف «لن نصل الى القضاء على هذه الآفة إلا بمكافحة الظلم ايضاً».
وزير الخارجية فيليب دوست بلازي كان له دور أيضاً في شرح التوجه الفرنسي الجديد، لا سيما في ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، فقال، خلال مداخلة في البرلمان، إن هذه المنطقة تقع في «قلب قوس من الأزمات يمتد من الصومال إلى أفغانستان». وتابع ان فرنسا لا تستطيع أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يجري «في لبنان والأراضي الفلسطينية وفي دمشق وفي طهران وحتى في كربلاء».
وتقول أوساط في وزارة الخارجية الفرنسية إن شيراك ينتظر «ممانعة من جورج بوش» للتوجه الدبلوماسي الفرنسي، الذي بدأ يقلق مراكز القرار في واشنطن (تفاصيل ص 21).