طوّق مسلحون موالون لأنقرة منطقة وقوع التفجير
لكن، ما كان يتجنّبه الأتراك ويسعون للحؤول دونه وقع صباح أمس، حين تعرّضت دورية تركية، كانت تعبر الطريق الدولي (M4)، لانفجار عبوتين ناسفتين مزروعتين على الطريق في بلدة محمبل الواقعة على الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الغربي، ما أدّى إلى مقتل جنديين تركيين، وإصابة آخرين. عقب ذلك، اندلعت اشتباكات بين مسلحي «تنظيم حرّاس الدين» التابع لـ«القاعدة» وعناصر من الجيش التركي في قرية محمبل، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للجيش التركي إلى المنطقة، بحسب تنسيقيات المسلحين. كما طوّق مسلحو «هيئة تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية للتحرير» المنطقة، «بحثاً عمّن استهدف الدورية التركية». وسعت أنقرة، والفصائل الموالية لها، إلى تهدئة الأوضاع ووقف أي اشتباك، وخفض التوتر مع الفصائل الرافضة للاتفاق.
في الموازاة، هاجمت الفصائل المسلحة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، مواقع الجيش السوري على محور قرية حزارين في ريف إدلب الجنوبي. وتمكّن الجيش من صدّ هجمات المسلحين، وقتل عدداً منهم، من دون وقوع أي تغيير في خارطة السيطرة.
في غضون ذلك، اعتبرت الخارجية الروسية أن الاتفاق بين روسيا وتركيا بشأن إدلب «يثير انزعاجاً في الولايات المتحدة، وهم يستخدمون أي عذر للترويج لهستيريا العداء لروسيا». ووصفت موسكو تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عن أن روسيا قتلت عشرات الجنود الأتراك في سوريا، بأنها «كذبة صارخة». وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن «الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا قتلت عشرات الجنود الأتراك» في سوريا، وأن واشنطن «تعتزم دعم حليفتها في حلف الناتو (تركيا)»، موضحاً أنَّه «للأسف، من أجل دق إسفين في التعاون الروسي - التركي بشأن تسوية الوضع في سوريا، ينزلق رجال الدولة الأميركيون إلى الأكاذيب الصريحة». وتابع المصدر قائلاً: «ربما ليس من قبيل الصدفة، أن الولايات المتحدة هي التي أشعلت النزاع في هذا البلد وتدعم بنشاط أي مجموعة تحارب حكومتها الشرعية». ولفت المصدر إلى أن «الأميركيين قاوموا لفترة طويلة إعلان تنظيم داعش منظمة إرهابية، آملين استخدام الجهاديين لتحقيق مآربهم الخاصة، وما زالوا يحاولون منع إقامة تسوية على الأراضي السورية».