من جهته، يؤكد النائب عن «الإطار التنسيقي»، كاظم الطوكي، أن «الخلافات داخل الإطار متقدّمة، وخاصة في مسألة انتخابات مجالس المحافظات»، لافتاً، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «هناك من يريد النزول بقوائم منفصلة مثل العامري، فيما الحكيم والعبادي ربّما يتحالفان في ما بينهما ويكونان في قائمة واحدة في الانتخابات المقبلة». ولا يستبعد الطوكي أن «يصيب الإطار التفكّك مستقبلاً، خاصة أن بعض القيادات ترغب في التحالف مع كتل داخله دون أخرى»، مضيفاً أن «بعض الشخصيات الإطارية تريد أن تقدّم نفسها مع تيار الفراتين الذي يتزعّمه السوداني». ويرى الطوكي أن «القانون الانتخابي الجديد (سانت ليغو) هو الذي يُرغم بعض القوى على البحث عن تحالفات حتى تحصل على الفوز، عكس ما كان يحصل سابقاً. وبهذا بدأ الصراع بين قوى الإطار، خاصة داخل تحالف الفتح»، مضيفاً أن «الصراع الحالي يتمثّل في تحرّك بعض الكتل للتحالف مع تيّار الفراتين، كون السوداني أصبح لديه جمهور ومقبولية في الشارع العراقي». ويعتبر أن «السوداني يرتكب خطأ استراتيجياً في حال زجّ بتيّاره في الانتخابات المقبلة، باعتبار أنه رئيس الوزراء، فكلّ عمل أو إنجاز سيُعتبر دعاية انتخابية لكتلته»، متابعاً أن «التنسيقي يرفض هذا السيناريو سواء أُعلن أو لم يعلن».
يَبرز احتمال انشقاق النائب محمد الصيهود عن المالكي وانضمامه إلى السوداني
في المقابل، يعتقد النائب عن «تحالف الفتح»، فالح الخزعلي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «القوى السياسية لم تحدّد خياراتها بعد»، ولذا، فإن التحالفات لم تتبلور بصورتها النهائية، معتبراً أن «الانتخابات أهمّيتها هي في إبراز وجوه جديدة لإدارة المحافظات». وينفي الخزعلي «وجود انشقاقات داخل الإطار، أو نيّة إنشاء تحالف جديد»، مضيفاً أن «هناك استقراراً ودعماً للسوداني في الموازنة والمشاريع المتوقّفة والجديدة». لكن رئيس «المركز الإقليمي للدراسات»، علي الصاحب، يرى أن «طبول الحرب السياسية قد دُقّت وبقوة هذه المرّة، والأمر يعود إلى الاختلاف الدائر بين أركان التنسيقي، والذي يعدّ رسالة غير مطَمئنة لحلفائه داخل تحالف إدارة الدولة من الكرد والسنة، والذين يعيشون نفس المشكلة وربمّا أكثر». ويضيف أن «موقف السوداني من انقسام الإطار لا يُطمئن، لأن الرجل يريد مساحة أكبر يتحرّك من خلالها تجاه بعض الملفّات الساخنة والقوية، في حين يسعى الإطار بقياداته لإبقاء النار تحت الرماد وعدم كشف كلّ ملفّات الفساد». ويعتبر الصاحب، في حديث إلى «الأخبار»، أن «ما قد يسبّب الصدمة للإطار هو التقاء خطّ السوداني مع التيار الصدري ليؤسّسا أقوى تحالف شيعي، يمكن أن يحصل عندها على تصويت كبير لأنه يضمّ كتلة كبيرة ولديها جمهور عقائدي».
وتداولت بعض مراكز الأبحاث والدراسات السياسية المحلّية، أخيراً، أخباراً عن أن «هناك اتفاقاً بين السوداني وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وشخصيات أخرى، لدراسة مشروع سياسي جديد مع قرب الانتخابات التشريعية، بمعزل عن «الإطار التنسيقي».