«لقد وصلوا إلى سنّ التقاعد». هذا هو التبرير الذي قدّمته وسائل الإعلام القطرية في محاولتها تفسير خطوتها المتمثلة في استغناء قناة beIN Sports عن عدد من قدامى المعلّقين والإعلاميين الرياضيين العاملين في الشبكة. فقد كشفت الشاشة التي تأسست عام 2015، بأنها أقدمت على صرف مجموعة من المعلّقين المخضرمين وهم: التونسيان رؤوف خليف وهشام الخلصي، والجزائري لخضر بريش، إلى جانب القطري يوسف سيف، والقطري السوري أيمن جادة.من يتابع الأخبار الرياضية، يعرف أن تلك الأسماء تُعدّ من الجيل المخضرم في الإعلام الرياضي، تتمتع بخبرة في مجال التحليل والتعليق على الأحداث الرياضية من الاستديو. إذ يعتبر لخضر بريش صاحب مسيرة ملفتة في مجال تقديم الأخبار الرياضية في الاستديوات، بعدما تنقّل بين عدد من القنوات القطرية والسعودية والإماراتية. عمل الإعلامي الجزائري في شبكة mbc في بداية تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي، والتحق لاحقاً في قناة «أبو ظبي» الإماراتية، قبل أن يحطّ رحاله عام 2003 في قناة «الجزيرة» ومن ثم محطة BeIN حيث تحوّل إلى أهم نجومها.
أما المعلّق القطري يوسف سيف، فيعدّ أحد أقدم المعلقين الرياضيين القطريين، يتمتّع بشعبية جماهيرية واسعة، لكنه تخطى سنّ السبعين، فأحالته الشاشة إلى التقاعد، مع العلم أنّ المعلّق كان يغيب عن الكاميرا في الماضي، ويعود إليها بعد فترة كنجم قطري فيها.
في هذا السياق، تلفت المعلومات إلى أن beIN Sports قررت أخيراً التعاقد مع جيل قطري شاب قوامه مقدمون ومحلّلون ينشطون على صفحات السوشال ميديا، وترى القناة أنّه قادر على إيصال الخبر بشكل جذاب يخاطب الشرائح العمرية كافةً. وتوضح المصادر بأن خطوة BeIN لم تكن مفاجئة في ظل التغيرات التي يشهدها الإعلام، مشيرة إلى أن القناة كانت ستعلن عن قرارها في بداية العام الحالي. لكن إقامة مباريات «المونديال» في الدوحة في الخريف الماضي، أجّل الخطوة، إذ جدّدت الشاشة تعاقدها مع المصروفين، قبل أن تتخذ قرارها النهائي أخيراً، بعد هدوء ضجة «المونديال».
على الضفة نفسها، يصف بعض المتابعين لملفّ BeIN بأنّ المصروفين هم من أصحاب «المدرسة التقليدية» في الإعلام، ولم يواكبوا التطور الحاصل في عالم التلفزيون، بينما وضعت الشاشة القطرية في سلّم أولوياتها، خطةً للتعاقد مع الجيل الشاب بعد سيطرة الخبر الرياضي على باقي الأخبار في العالم، وإفساحاً في المجال أمام الشباب القطري بعد سيطرة «الجزائريين والتونسيين على عالم الإعلام القطري». تشير المعلومات إلى أنّ القناة الرياضية وضعت سياسةً جديدة بدأت بتطبيقها تزامناً مع «المونديال»، ساعيةً إلى ضخّ «دماء» جديدة في شرايينها، وخصوصاً أنّه يُعرف عن BeIN تحوّل معلّقيها مع مرور الوقت إلى نجوم في عالم الرياضة، على اعتبار أنها تحظى بنقل مباريات عالمية (الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، الدوري الإسباني، الدوري الإيطالي...) بشكل حصري على شاشتها. مع انتشار خبر صرف الإعلاميين من القناة القطرية، بدأت الأصوات ترتفع معترضة على الخطوة، ومعتبرةً أنّ الاستغناء عن المقدمين المخضرمين قرار مجحف بحقهم، لأنّ الصحافة مهنة يراكمها العمر خبرةً ومعرفةً وكفاءة.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تصرف فيها قناة beIN Sports عدداً من موظفيها. ففي عام 2019، استغنت عن 300 موظف من مختلف أقسام القناة على إثر خسائر مالية فادحة مُنيت بها، إلى جانب التراجع الكبير في إيرادات خدمات التلفزيون المدفوعة.