البندقية | في أواخر آب (أغسطس) من كل عام، تستقبل جزيرة «ليدو» (البندقية – إيطاليا) العالم والفن والسينما. انطلقت النسخة الأولى من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» في فندق «إكسلزيور» (لا يزال الفندق يلعب دوراً مهماً من خلال الفعاليات التي تدور فيه والشخصيات المشهورة التي تقطن فيه خلال المهرجان) في ليدو دي فينيسيا عام 1932، واليوم لا يزال المهرجان يحوّل البندقية إلى قبلة للسينما الدولية بسحرها وعروضها الأولية ونجومها والصحافة والباباراتزي. منذ انطلاقه في زمن موسوليني على يد رجل الأعمال والسياسي الإيطالي جوسبي فولبي، تربّع الحدث على قائمة أهم المهرجانات العالمية (مع مهرجانَي «كان» و«برلين»). هذا العام، يحتفي «مهرجان البندقية» أو لنكن أكثر دقة «معرض الفن السينمائي» أقدم المهرجانات السينمائية العالمية، بدورته الثمانين (30 آب/ أغسطس حتى 9 أيلول/ سبتمبر). سيتاح لعشاق الفن السابع فرصة مشاهدة أحدث الأفلام واستعادة الكلاسيكيات السينمائية وأيضاً الاحتفال بالسينما والمشاركة في الحفلات والاجتماعات والمحاضرات وورشات العمل والماستر كلاس المرتبطة بالمهرجان.
«فيراري» لمايكل مان


يشارك فيلم رومان بولانسكي «القصر» خارج المسابقة

منذ أن تسلّم ألبرتو باربيرا الإدارة الفنية للمهرجان عام 2012، لم يسلم من الانتقادات. لكن سنة تلو أخرى، أثبت نفسه تاركاً بصماته الواضحة. واكب باربيرا الحداثة بفهم عميق للسينما ومتطلباتها. هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها بينالي البندقية تحديات. لقد نجا عميد المهرجانات السينمائية من العديد من التقلبات والمشاكل على مدار تاريخه الطويل، من بينها الضغوط السياسية خلال الحرب العالمية الثانية والاحتجاجات الطالبية في الستينيات، وجائحة كورونا التي شلّت العديد من المهرجانات. هذه السنة كما في السنوات السابقة، يواجه المهرجان مشاكل وانتقادات، وهناك مشكلتان أساسيتان: الأولى: إضراب الممثلين وكُتاب السيناريو الأميركيين، الذي يشكل ضربة كبيرة للمهرجان الذي يُعدّ بوّابة هوليوود والأوسكار وموطئ قدم السينما الأميركية ورموزها. والثانية: حملات الاستهجان على المهرجان بسبب مشاركة ثلاثة مخرجين طاولتهم اتهامات جنسية ولا تزال تتفاعل حتى الآن وهم الأميركي وودي آلن والبولندي الفرنسي رومان بولانسكي والفرنسي لوك بوسون.
هذا الهجوم يعيدنا إلى عام 2019 عندما شارك رومان بولانسكي في المهرجان في فيلم بعنوان «إني أتهم»، قضية بولانسكي لا تزال نفسها وهو المدان بإقامة علاقة جنسية مع قاصر عام 1977. وقتها دافع باربيرا عن موقفه، قائلاً: «علينا أن نفرق بين الرجل والفنان وإلا ستصيبنا اللعنة. لست قاضياً وما أعرفه أن بولانسكي هو أحد صُناع السينما العظماء المتبقّين في السينما الأوروبية والعالم، ربما يعاني بولانسكي مشاكل مع العدالة أو مع ضميره، ما يهمني أنا هو أنه صنع فيلماً رائعاً». هذه السنة لم يعر باربيرا أي اهتمام للهجوم ولا يزال على موقفه القديم. فيلم بولانسكي (لن يكون حاضراً في البندقية خشية من تسليمه للولايات المتحدة) الجديد في عنوان «القصر» الذي يشارك خارج المسابقة، تدور أحداثه في مكان واحد هو فندق «بالاس» وهو عبارة عن قلعة غير عادية تم تصميمها في بداية القرن العشرين تقع في وسط وادٍ مغطى بالثلوج في سويسرا. يستضيف كل عام ضيوفاً أثرياء ومدلّلين من جميع أنحاء العالم. عشية عام 2000، هناك شيء على وشك الحدوث، هو حرب تدور بسبب تقلبات وغرابة أطوار نزلاء الفندق، فتجتمع القصص المختلفة لتنتج كوميديا سوداء مثيرة واستفزازية. أما الأميركي وودي آلن (خارج المسابقة) فيعود بفيلمه الخمسين بعد اتهام ابنته بالتبني بالتحرش الجنسي بها في عام 1992، لكن المحكمة برّأته من هذه الاتهامات، ولكنه لا يزال غير مرغوب فيه في أميركا. لذلك صوّر فيلمه الجديد «ضربة حظ» في باريس، وتدور أحداثه حول الدور المهم الذي تلعبه الفرصة والحظ في حياتنا. يعود آلن بفيلمه الجديد إلى العلاقات الزوجية والحب حيث يعيش فاني وجان الزوجان المثاليان في شقة في أحد أحياء باريس الراقية، ويبدو أنهما لا يزالان يحبان بعضهما كما كانا عندما التقيا للمرة الأولى. ولكن عندما تلتقي فاني بآلان، زميلها السابق في المدرسة الثانوية، ينقلب كل شيء وتبدأ المشاكل.

«أشياء مسكينة» هو الفيلم الجديد للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس


وودي آلن يعود بفيلمه الخمسين «ضربة حظ» الذي صوّره في باريس

الفرنسي لوك بوسون الذي يشارك في المسابقة الرسمية اتُّهم في عام 2018 بالاغتصاب من قبل الممثلة البلجيكية الهولندية ساند فان روي، وبعد سنوات من المحاكمة أصدر القضاء الفرنسي حكماً ببراءته من جميع التهم. جديد بوسون هو فيلم بعنوان «دوغمان» وهي القصة المذهلة لطفل جرحته الحياة، سيجد خلاصه من خلال حب كلابه.
بالعودة إلى المشكلة الأولى وهي إضراب الممثلين وكُتاب السيناريو الأميركيين، لا يبدي باربيرا قلقاً منه، إذ قال خلال المؤتمر الصحافي إنّ الغيابات ستكون محدودة وستقتصر على غياب بعض الممثلين عن السجادة الحمراء. على موقع «أكس»، كتب بابيرا «لا يزال من المبكر تحديد مَن سيغيب». ولكن هذا الإضراب بدأ بالفعل تأثيره على المهرجان بعدما سحب المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو فيلمه من المهرجان بعدما كان يُفترض أن يفتتح الدورة الثمانين. علماً أنه لم تكن هناك حالات انسحاب أخرى غير العمل المذكور. سريعاً حلّ الفيلم الإيطالي «القائد» للمخرج إدواردو دي أنغليس مكان الفيلم المنسحب. «القائد» هو القصة الحقيقية لقائد الغواصة «كابيليني» التابعة للبحرية الملكية الإيطالية، سلفاتوري تودارو. في بداية الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1940، أثناء إبحار الغواصة «كابيليني» في المحيط الأطلسي، ظهرت سفينة تجارية، تبحر بدون أضواء خلال ظلام الليل. إنها كابالو، التي تبين في ما بعد أنها سفينة بلجيكية، وفجأة تفتح النار على الغواصة وطاقمها الإيطالي. نشبت معركة قصيرة ولكن شرسة حيث قام تودارو بإغراق سفينة العدو. وعند هذه النقطة، يتخذ القائد قراراً سيسجله التاريخ: إنقاذ أفراد الطاقم البلجيكي الستة والعشرين من الغرق وسط المحيط وسحب قارب النجاة الخاص بهم إلى أقرب ميناء آمن. وللقيام بذلك، اضطر إلى البقاء على السطح لمدة ثلاثة أيام، ما يعرّض الغواصة لقوات العدو ويعرّض حياته وحياة رجاله للخطر. عندما سأله قبطان السفينة كابالو، التي وصلت إلى الشاطئ في جزيرة سانتا ماريا في جزر الأزور، عن سبب استعداده لتحمل مثل هذه المخاطرة، متجاهلاً تعليمات رؤسائه، ردّ سلفاتوري تودارو بالكلمات التي جعلته أسطورة: «الآخرون ليس لديهم مثلي ألفا عام من الحضارة خلفهم». لا يزال هناك غموض حول هوية الممثلين الذين سيحضرون «مهرجان البندقية»، ولكن الأكيد أنّ نجم فيلم «فيراري» آدم درايفر سيتواجد في الليدو هذا الأسبوع للترويج لفيلم مايكل مان الجديد الذي سيحضر أيضاً في المهرجان. تدور أحداث «فيراري» في صيف عام 1957، على خلفية سباقات «الفورمولا وان»، حيث يواجه المتسابق السابق إنزو فيراري أزمة. يهدد الإفلاس المصنع الذي بناه هو وزوجته لورا من لا شيء قبل عشر سنوات. زواجهما المتقلب يتعرّض لخضّة بسبب فقدان ابنهما دينو. وفي الوقت نفسه، فإن شغف سائقيه بالفوز يدفعهم إلى الحافة عندما ينطلقون في سباق الألف ميل الغادر عبر إيطاليا.
من بين صنّاع الأفلام المقرر حضورهم الحدث الأميركي ديفيد فينشر الذي يشارك في المسابقة الرسمية بفيلم «القاتل». ليست هناك معلومات كثيرة عنه، لكنّه فيلم إثارة عن قاتل مأجور. أيضاً، تشارك صوفيا كوبولا في المسابقة الرسمية بفيلم «بريسيلا» وهي قصة حياة بريسيلا بوليو الذي التقت خلال مراهقتها بإلفيس بريسلي خلال إحدى الحفلات. من خلال عينَي بريسيلا، تحكي صوفيا كوبولا الجانب غير المرئي من ملك الروك أند رول، بدءاً من خطوبة إلفيس وبريسيلا الطويلة والزواج المضطرب، من قاعدة عسكرية ألمانية إلى ممتلكاته في عالم الأحلام في غريسلاند، في هذه الصورة العميقة والمفصّلة بشكل ساحر للحب.
لن يكون المخرج والممثل الأميركي برادلي كوبر حاضراً لأنه يلعب دور البطولة في الفيلم الجديد الذي أخرجه. «مايسترو» قصة حب شاقة وشجاعة جمعت المايسترو الأميركي ليونارد بيرنستاين وفيليسيا مونتيليغري كوهن بيرنستاين. الفيلم عبارة عن رسالة حب للحياة والفن. من الجدير بالذكر أن كوبر بدأ من الآن بتلقّي اتهامات بسبب الأنف الاصطناعي الذي يضعه ليلعب دور بيرنستاين، اتهامات بمعاداة السامية والاستهزاء بالـ«JewFace». ليس واضحاً بعد إذا كان منتجا الفيلم مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ سيتواجدان خلال العرض الرسمي للفيلم. كما لن يتواجد أبطال فيلم «أشياء مسكينة» لإيما ستون ومارك روفالو وغيرهما. «أشياء مسكينة» هو الفيلم الجديد للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس الذي يقدّم الحكاية المذهلة والتطور الخيالي لبيلا باكستر، وهي امرأة شابة أعيدت إلى الحياة على يد العالم العبقري وغير التقليدي الدكتور جودوين باكستر. تحت حماية باكستر، بيلا حريصة على التعلم ومتعطّشة، فتهرب في مغامرة عاصفة عبر القارات. متحررة من الأحكام المسبقة، تنمو بيلا بثبات في هدفها المتمثل في الدفاع عن المساواة والتحرر.
من بين الأفلام الأخرى التي ستشارك في المسابقة الرسمية فيلم المخرج الإيطالي ماتيو غاروني، «Io Capitano»، وهو رحلة المغامرة التي قام بها سيدو وموسى، وهما شابان يغادران داكار ليشقّا طريقهما إلى أوروبا. ملحمة معاصرة عبر مخاطر الصحراء وأهوال مراكز الاحتجاز في ليبيا ومخاطر البحر. كما يشارك المخرج المكسيكي ميشيل فرانكو في فيلم جديد بعنوان «ذاكرة» يحكي قصة سيلفيا العاملة الاجتماعية التي تعيش حياة بسيطة ومنظّمة، وينتهي كل هذا عندما يتبعها شاول إلى منزلها. سيؤثر لقاؤهما المفاجئ بشكل عميق على كليهما حيث يفتحان الباب أمام الماضي.
التشيلي بابلو لارين يعود إلى البندقية بـ «El Conde» وهو فيلم كوميديا سوداء ورعب، يتخيل فيه لارين عالماً موازياً مستوحى من التاريخ الحديث لتشيلي. يصوّر الفيلم أوغستو بينوشيه، الرئيس السابق لتشيلي، رمز الفاشية العالمية، كمصّاص دماء يعيش مختبئاً في قصر في الطرف الجنوبي البارد من القارة. بعد مئتين وخمسين عاماً من الحياة، قرّر بينوشيه التوقف عن شرب الدم والتخلي عن امتياز الحياة الأبدية. لم يعد يستطيع أن يتحمل أنّ العالم يتذكّره كفاشيّ وكلص. على الرغم من الطبيعة المخيّبة للآمال والانتهازية لعائلته، فإنه يجد إلهاماً جديداً لمواصلة عيش حياة مليئة بالعاطفة الحيوية والثورة المضادة من خلال علاقة غير متوقّعة.
بدأ برادلي كوبر يتعرّض لاتهامات بمعاداة السامية والاستهزاء بالـ«JewFace»


أخيراً وليس آخِراً يترقّب الكلّ فيلم المخرج الياباني ريوسوكي هاموغوتشي. بعدما أذهلنا عام 2021 بفيلمه «قودي سيارتي» الذي كان عبارة عن رحلة ثقيلة وشاعرية في معنى الحب والألم والذكريات والأحاسيس المُتعبة الرابضة على القلب، وسؤال حول مواصلة الحياة رغم كل شيء، يعود هذا السينمائي بفيلم جديد بعنوان «الشر غير موجود». سيأخذنا هذه المرة إلى قرية ميزوبيكي بالقرب من طوكيو، حيث يعيش تاكومي وابنته هانا مثل الأجيال التي سبقتهما، حياة متواضعة وفقاً لدورات الطبيعة ونظامها. في أحد الأيام، أصبح سكان القرية على علم بخطة لبناء موقع تخييم بالقرب من منزل تاكومي يوفّر لسكان المدينة «ملاذاً» مريحاً في الطبيعة. عندما يصل ممثلان عن الشركة من طوكيو إلى القرية لعقد اجتماع، يصبح من الواضح أن المشروع سيكون له تأثير سلبي على إمدادات المياه المحلية، ما يثير الاضطرابات. تعرّض نوايا الوكالة التوازن البيئي للهضبة وأسلوب حياة السكّان للخطر، مع ما يترتب على ذلك من آثار تؤثّر على حياة تاكومي بعمق.

* «مهرجان البندقية السينمائي الدولي»: من 30 آب (أغسطس) حتى 9 أيلول (سبتمبر) ـــــ labiennale.org



من لبنان إلى فلسطين... المشاركة العربية حاضرة بقوّة
ستة أفلام عربية تشارك هذا العام في «مهرجان البندقية» عبر مسابقاته المختلفة. فيلمان طويلان أحدهما روائي من إخراج التونسي محمد بن عطية بعنوان «خلف الجبال» يشارك في مسابقة «آفاق». يدور الفيلم حول رفيق الذي قضى أربع سنوات في السجن، ويخطّط لأخذ ابنه خلف الجبال لرؤية اكتشافه المذهل. فيلم طويل ثانٍ ولكنه وثائقي يشارك خارج المسابقة بعنوان «بوابة هوليوود»، من إخراج المخرج المصري إبراهيم نشأت، وشارك في كتابته المخرج السوري طلال ديركي. «بوابة هوليوود» يأخذنا إلى أفغانستان. في اليوم التالي للانسحاب الأميركي، تحرّكت حركة «طالبان» على الفور لاحتلال مجمع بوابة هوليوود، الذي زُعم أنه قاعدة سابقة لوكالة المخابرات المركزية في كابول. تجد حركة «طالبان» ما تركه الجيش الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في التاريخ وراءه: الطائرات والأسلحة والمعدات العسكرية القيّمة. في حيرة من أمره من التكنولوجيا، يأمر ملاوي منصور، قائد القوات الجوية المُعيّن حديثاً، جنوده بجرد وإصلاح كل ما في وسعهم. يصل مختار، الذي كان متحمّساً لغزو العالم يوماً ما، إلى بوابة هوليوود بهدف بناء مهنة عسكرية رفيعة المستوى. بينما يركّز ملاوي منصور ومختار على تحقيق أقصى قدر من أهدافهما الشخصية، يواصل رفاقهما إصلاح الأسلحة التي تركاها وراءهما عند بوابة هوليوود. وعلى مدار عام واحد، يكشف الفيلم تحوّل ميليشيا أصولية إلى نظام عسكري.

يشارك اللبناني وسام شرف بفيلم قصير بعنوان «إذا الشمس غرقت في بحر من الغمام»

فيلمان لبنانيان قصيران يشاركان في مسابقة «آفاق»، الأول من إخراج وسام شرف بعنوان «إذا الشمس غرقت في بحر من الغمام». يأخذنا فيه شرف إلى موقع بناء على الواجهة البحرية لبيروت، حيث يجب على رجل الأمن رائد أن يمنع المارة من الوصول إلى شاطئ البحر. ومع ذلك، بسبب اختناق الأفق كل يوم بسبب البناء، يبدأ رائد بلقاء أشياء غير مألوفة، فهل هي مجرد أحلام أم رموز لرغباته؟ الفيلم الثاني القصير من إخراج اللبنانية ليلى بسمة بعنوان «ملح البحر»، تدور أحداثه في يوم صيفي حار على شاطئ لبنان الجنوبي، حيث تواجه نايلة البالغة 17 عاماً المعضلة نفسها التي يواجهها كل شاب لبناني اليوم: المغادرة أو البقاء.
أما في «أيام البندقية»، فتشارك المخرجة الفلسطينية الجزائرية الفرنسية لينا سويلم في وثائقي بعنوان «باي باي طبرية». في أوائل العشرينيات من عمرها، غادرت هيام عباس قريتها الفلسطينية لتتبع حلمها في أن تصبح ممثلة في أوروبا، تاركة وراءها والدتها وجدتها وسبع أخوات. بعد مرور ثلاثين عاماً، تعود ابنتها المخرجة لينا معها إلى القرية وتتساءل للمرة الأولى عن خيارات والدتها الجريئة والمنفى الذي اختارته والطريقة التي أثّرت بها النساء في عائلتهن على حياتهما. بين الماضي والحاضر، يجمع الفيلم صوراً من اليوم، ولقطات عائلية من التسعينيات وأرشيفات تاريخية لتصوير أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات اللواتي يحافظن على قصتهن وإرثهن حياً من خلال قوة روابطهن، على الرغم من المنفى والحرمان والعنف. الفيلم الثاني من إخراج التونسية عفاف بن محمود والمغربي خليل بن كيران، بعنوان «كواليس». فرقة الرقص «بلا حدود» تختتم جولة مغربية. خلال العرض قبل الأخير في بلدة تقع في جبال الأطلس، تستفزّ عايدة هادي، شريك حياتها وشريكها المسرحي، الذي يؤذي قدمها أمام أعين أعضاء الفرقة والجمهور خلال العرض. بعد العرض، يجب عليهم المغادرة للحصول على رعاية طبية عاجلة والذهاب إلى الطريق لمقابلة الطبيب الوحيد المتاح في المنطقة، على أمل إنقاذ العرض الأخير. في الطريق، انزلقت الحافلة وتوقّفت بأعجوبة على جانب الطريق. بدون إطار احتياطي، أصبحت الفرقة الآن عالقة في الغابة. تبدأ رحلة فيلم الطريق عندما يقرر جميع الأعضاء السير عبر الغابة للوصول إلى القرية، ومن خلال رحلتهم، يكشف الوجه الحقيقي لشخصياتهم عن نفسه.