تحرشات جنسية، اغتصاب، فصل جماعي من العمل، هدم مساجد، تلك أمور كانت عادية بالنسبة إلى المواطن البحريني خلال أيام الانتفاضة. «فليعلم الملك أنّ هذا الأسلوب خوّف شعبه ولجمه الى حين، وحفظ له السلطة، لكنه خسر حب الشعب»، هكذا تصف إحدى الناشطات البحرينيات ما جرى، «وهذا لا يضاهيه شيء».التحرشات الجنسية عديدة، يذكر منها الناشط الحقوقي نبيل رجب حالتين، لم تصلا الى مرحلة الاغتصاب، المعتدي الأول مجنّس والثاني بحريني أصيل (كما يعبر السكان المحليون)، ورفعتها الجمعيات الحقوقية الى الجهات الأمنية المختصة التي لم تقم بواجبها بعد في هذا المجال.
في الحالة الأولى، اعتدى عناصر أمنيون على فتاة داخل منزلها وبوجود أسرتها بعدما دهموا منزلهم، لكن الفتاة أصيبت بانهيار نفسي، وهو ما دفع المعتدي الى التراجع. أما الحالة الثانية، فالدورة الشهرية أنقذت الفتاة من الاغتصاب.
التحرش لم يكن ضد النساء وحدهن، فالرجال نالوا نصيبهم، وبينهم نبيل رجب. يتحدث عن تجربة اختطافه لساعات ونقله الى مكان غير معروف، والتحقيق معه وضربه وتهديده وهو معصوب العينين، قبل التحرش جنسياً به عبر محاولة ملامسة الأعضاء الحساسة. وبطبيعة عمله، رصد رجب العديد من حالات الاعتداء والتعذيب أثناء التحقيق. ويشير الى أساليب مستحدثة في التعذيب، كالصعق الكهربائي في الأعضاء التناسلية أو إدخال قضيب في المؤخرة، أو البصق داخل فم المعتقل وإجباره على بلعه.
ويتطرق رجب الى المعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب، ككريم فخراوي، الذي مات جوعاً لأنه فقد قدرته على البلع جرّاء التعذيب، يضيف إنه كان يصرخ قبل موته «أريد روب (لبن)». وزكريا العشيري الذي لم يكف عن قول الحمد الله أثناء التحقيق معه وتعذيبه، ما دفع المحققين، وكانوا من أصل باكستاني، الى حشو فمه بالورق لإخراسه. ولا يستغرب رجب هذه الأساليب الوحشية في التحقيق لأن ثقافة التعذيب معروفة لدى الأجهزة الأمنية البحرينية. ويقول رجب إن هذه الأساليب القمعية «تدفع الشعب نحو التطرّف للأسف، وخصوصاً عندما يكون هذا الشعب قد تُرك وحده لأسباب سياسية وطائفية». ويتطرق الى أسلوب المخبرين الذي اعتُمد للتجسس على الشعب ومعاقبة المعارضين داخل المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والرسمية، وهو ما أحدث شقاً أهلياً ومذهبياً، إذ كانت الأجهزة تحرض الموالين لها على التجسس على زملائهم المعارضين في العمل والإخبار عنهم، وهو ما خلق نقمة عند المعاقبين بالفصل، على زملائهم المخبرين. إضافة الى ذلك، هناك حالة الشيخ حسن مشيمع، أحد أبرز قادة المعارضة، المعتقل منذ بداية الحملة الأمنية. الشيخ حسن كان لتوّه قد عولج من إصابته بالورم السرطاني في منطقة النخاع والرقبة، حين قرر العودة الى البلاد بعد الانتفاضة، وشفاؤه من المرض يتطلب جرعات متعاقبة لمدة عامين كي لا تعاود الخلايا السرطانية التفريخ، هذا بحسب تشخيص الطبيب الذي رافق علاجه في بريطانيا.
العائلة قلقة جداً حالياً على الوضع الصحي للأب. فقد نُقل الى المستشفى مرّتين خلال الاعتقال، وأُعطي جرعتين لا تعرف العائلة ما هي طبيعتهما. وبما أنها لا تثق بالنظام وأجهزته الأمنية، فهي تخشى أن لا تكون هاتين الجرعتين مناسبتين لمرضه. وتتحدث عن تعرضه للتعذيب عبر سجنه انفرادياً وسكب الماء البارد عليه رغم مرضه، وإلقائه أرضاً وركله.
ونقل مشيمع حالته الصحية الى اللجنة الدولية، فأجروا فحوصاً له، وحتى الآن ترفض الجهات الحكومية إعطاء عائلته نتيجة هذه الفحوص لنقلها إلى الطبيب المعالج في لندن، وهو ما يزيد القلق، لأن طبيعة مرضه ليس لها آثار ظاهرية. ويروي ابنه علي بعض فصول معاناة والده مع المرض. ويقول إنه في الفترة التي أعلنت فيها السلطة كشف مؤامرة لقلب النظام أعدتها ما سمتها خلية التنظيم الإرهابي (صيف 2010)، جاءهم شخص من السفارة البحرينية في لندن، وقال للشيخ حسن «الملك ينقل إليك تحياته ويتمنى لك الشفاء العاجل، وهو يتابع أمورك جيداً»، وكان هذا الشخص، بحسب علي، يحمل كيساً أنيقاً قدّمه اليه قائلاً «هذه هدية بسيطة من عند الملك». سأله الوالد «ما هذا»، فأجاب الضيف «إنه مبلغ متواضع من المال»، فغضب مشيمع وقال «أتريد أن تشتريني في أواخر عمري». كان هذا قبل أسبوعين من اعتقال أعضاء المجموعة. ومن أجل مزيد من الضغط عليه، أرسلت السلطة رسالة الى السفارة البحرينية وطلبت وقف علاج مشيمع؛ فوزارة الصحة البحرينية تتكلف عادة بمعالجة مواطنيها الذين يعانون أمراضاً مستعصية على نفقتها في الخارج. وبعد بعض الوقت، اعتقلت السلطات ابنه محمد، والتهمة حيازة «فلتيات» (مقلاع) وتوزيعها على الشباب وبث أخبار شائعة، ومنعت عنه الزيارة 5 أشهر، قبل أن تفرج عنه قبل أسبوع.
«ساحة حرب»
ويشير رجب الى أنّه بسبب شراسة الحملة الأمنية تحولت الانتفاضة من انتفاضة ورود الى انتفاضة مواجهة ودفاع وهجوم. ويروي محتجون مواجهاتهم مع الشرطة. ويقولون إنهم كانوا يحاصرون أحياناً عدداً معيناً من عناصر الأمن ويبدأون بإمطارهم بالحجارة والطماطم والبيض، أو ينصبون لهم فخاً ويستدرجونهم الى داخل القرية ويضعون في الشوارع مسامير ما إن تمرّ سيارات الشرطة عليها حتى تُثقب إطاراتها.
وبسبب التضييق الإعلامي، كان لا بد من وسيلة لإيصال الصوت؛ فبدأ المحتجون بالكتابة والرسم على الجدران للتعبير عن احتجاجهم. واستخدموا في رواياتهم تعابير «كالعدو، وساحة حرب»، وهو ما يعكس حجم المأساة التي تعيشها المملكة، كأنها على حافة الانزلاق الى حرب أهلية.
الزحف نحو اللؤلؤة في «يوم العودة»
يتوقع أن يبدأ المحتجون في البحرين اليوم زحفهم من القرى باتجاه المنامة من أجل استعادة دوار اللؤلؤة، الذي هدمته السلطات لأن المتظاهرين اتخذوا منه مقرّاً للانتفاضة. وأوضحت عدّة مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أنّ السلطات الأمنية قامت بتعزيز اجراءاتها ونشرت دوريات مكثفة في الطرق المؤدية الى العاصمة، وأقامت أسلاكاً شائكة في محيط دوار اللؤلؤة.
وفي حال تطورت الأمور وقرّر المحتجون المضي في خططهم، فيرجح وقوع مواجهات دامية، لذلك استبقت الجمعيات الحقوقية الهجمة الأمنية المحتملة بإصدار بيانات ورسائل موجهة الى المجتمع الدولي، طالبت فيها التدخل لمنع وقوع انتهاكات جديدة بحق المتظاهرين. وفيما كان الملك حمد بن عيسى (الصورة) يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، احتشد الآلاف في يوم «الوحدة الوطنية» الذي دعت اليه الجمعيات السياسية المعارضة تحت عنوان «إرادة الشعب». وتباينت المواقف من خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، فثمنت جمعية «الوفاق» الخطاب وأعربت عن استعدادها لحوار مباشر. فيما أبدى تجمع الوحدة الوطنية استغرابه من دعوة أوباما للحوار مع «الوفاق». أما المعارضة في الخارج فدعت لمقاطعة الانتخابات التكميلية المرتقبة غداً.
10 تعليق
التعليقات
-
حرامحاكم البحرين يأخذ بمقولة فرق تسد وهذا اكبر خطأ يتخذه حاكم لأنه بينقلب عليه وعلى شعبه
-
كن مكانهمسؤال وارجوا من كل موالي الى الحكومة للبحرينين وغير البحريين لو كان ملك البحرين شيعي ولم يعمل اصلاحات مع شعبه وخرجوا الشعب في مظاهرة للمطالبه بحقوقهم وقوات الامن قمعت المظاهرة بالرصاص الحي والشوزن ومسيلات الدموع و ....... وظل الشعب يطالب بحقهم فقتحموا قوات الشعب منازل اغتصبوا بناتهم واخواتهم وتحرشوا بهم ... واعتقلوا اولادهم وعذبوهم بالسجون بشتى الطرق ... والطالبات والطلاب يهجمون عليهم الطالبات والطلاب الموالين على اولادهم وبناتهم بالضرب والشتم والبصق .. وفي المقابل قوات الامن تأخذ المعارضين (من المدارس) ويتم فصله ويدخلونهم باصات الى مركز الشرطة .. وهناك يضربونهم ويشتمونهم ويبصقونهم ويتكلموا عن شرفهم و... وفرقوا الزوج عن زوجته والام من ابنها ورفعوا قضايا باطلة عليهم هل ستسسلمون أم انكم ستظلون تطالبون بحقوقكم؟؟ والسؤال الاهم هل ستحبون الملك؟؟ والحكومة وستدافعون عليها؟؟
-
إلى متى؟هل حرمات شعب البحرين رخيصة إلى درجة أن يرسل النظام الفاشل رجالات الداخلية المجنسين المرتزقة لهتك حرمات المنازل وترويع من فيها من نساء وأطفال وكبار سن؟ هل هذه الديموقراطية، وهل هذه دولة مسلمة وحكومة تدّعي تطبيع الشرع في أحكامها؟ عجبي لكل هذه الإنتهاكات، فهل يرضى ملك البحرين أن يدخل الشعب إلى قصره وينتهك حرمة عرضه ويروّع نسائه وأطفاله؟ هل يرضى أحد من أهل السنة أن يدخل الشرطة إلى منزله ويكسرون كل محتوياته و يروّعون أبنائه ونسائه دون أي سبب يذكر ودون أي أمر من النيابة أو من جهة تأمرهم بذلك؟ إتقوا الله في أنفسكم وفي بلادكم !! عجبي لأهل السنة الذين يدّعون أنهم أحفاد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهم لا يطبقون شرع الله الذي حكم به عمر بن الخطاب رضي الله عنه. هل إنتهاك الحرمات كانت من منهجية عمر بن الخطاب؟ أم ترويع النساء والأطفال وضرب كبار السن الذين حثنا ديننا الحنيف على إحترامهم وتقديرهم وتوقيرهم .. ما هذا يا أهل الفاتح؟ هل ألهتكم دنياكم عن دينكم ؟ ومصالحكم عن الحديث الشريف .. (حب لأخيك ما تحب لنفسك؟) إتقوا الله .. فقط
-
حسبنا اللهبصراحة ظلم ما بعده ظلم وان اتوقع النصر للشعب البحريني
-
"اتقوا الله "من محكم آيات الله قوله سبحانه و تعالى في سورة النمل: بسم الله الرحمن الرحيم "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون" صدق الله العظيم. طب ليه سفيرة البحرين في الولايات المتحدة "يهودية"؟! وكل يهود البحرين لا يتجاوزون التونتي؟!
-
مقوّمات مملكة بحجم متنزَّه!يقال بصدق إنّ التعاون العربيّ فعّال عندما يجتمع وزراء الداخليّة العرب! فتبادل الخبرات "الأمنيّة" يجري على أعلى مستوى. حاز الرجل شهرة عند أهل البحرين في التسعينيّات: إنّه أحمد فليفل، ضابط مخابرات أردنيّ فلسطينيّ الأصل، تَعاضُده "الأخويّ" مع زملائه في البحرين كان في الجانب الأثير للعاملين في الأجهزة الأمنيّة.. ألا وهو التعذيب! عندما تبدأ الطائرة بالهبوط على شواطئ الخليج العربيّ ليلا يلحظ راكبوها لوحة بديعة على الأرض يسوّرها محيط من الأضواء تخطف الأبصار، ولا يلبث المشهد أن يختفي بعد دقيقة.. مجرّد دقيقة، وعندما يستفسر الزائر عمّا بدا متنزّها مضاء ليلا يأتيه الجواب: بل هو مملكة! أصغر من مساحة البحر الميّت ( يمكن مراجعة الأطلس ).. لا يهمّ، فهي مملكة لها مقوّمات دولة: علم.. ونشيد.. وصوت في الأمم المتّحدة.. ومرفأ للغزاة ..ومحفظة مال و... جهاز مخابرات يمارس "واجباته" ......!؟
-
حسبنا الله ونعم الوكيل علىحسبنا الله ونعم الوكيل على شعبٍ أجرم وقتل وأرهب الناس في هذا الوطن وقطع الطريق وشوه سمعة بلاده في أقطار الأرض ثم يتباكى أتانا العقاب ويلوم حكومته في كل صغيرة وكبيرة فاتفوا الله في أنفسكم حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم اجعل هذ البلد آمناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين