لا يتضرر الجلد وحده من حرارة الطقس المرتفعة، بل أحوال العيش تتعطّل أيضاً. يمكنك أن تداوي الحُرق بالمرهم لكن لا دواء يشفي من الكسل والبلادة. موجات اللهيب الحارق تهبّ علينا منذ زمنٍ ليس بطويل، تلد سماء حمراء قانية تحجب كل إشراقة، فيما جفاف سقيم يخيّم فوق رؤوسنا. بالإضافة إلى الرطوبة العالية التي تنخر الرأس، ثمة يباس مستشري يطاول كل أشكال الخلق والإبداع جاعلاً من الفنون أشبه بواحة ماء، مجهولة المكان، في صحراء قاحلة. في ظل هذا التصحّر الآيل إلى تذويب كل لون وتغييب كل مجاز، على أحدنا التمسّك باللون والمجاز.في هذا العدد من إنّما، نتفحّص عن كثب اللّون والمجاز. هو قراءة بنبرةٍ عالية عن تجارب وأساليب باتت مهددة بالاضمحلال بسب عدم قدرتها على التأقلم مع الحرارة الشديدة التي من شأنها تقويض كل ما يخرج عن الاجترار، والرتابة، والأفعال الممجوجة.