strong>دعا الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أمس إلى عقد قمة بين بشار الأسد وإيهود أولمرت، الذي يراهن على أن «مصافحة» الرئيس السوري ستربك حزب «العمل» وتحول دون تصويته مع حل الكنيست، وبالتالي ضمان بقائه في رئاسة الوزراء الإسرائيلية
علي حيدر
رأى شمعون بيريز، خلال لقائه مع حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون في مقر الرئاسة في القدس المحتلة أمس، أنه إذا كانت «وجهة السوريين نحو السلام حقيقة، فعليهم عقد لقاء بين الرئيس الأسد وإيهود أولمرت». ولم يشترط بيريز أي مكان لعقد اللقاء، مشيراً إلى أنه «يمكن أن يُجرى في القدس أو دمشق». وشدّد على أهمية مثل هذه الخطوة، التي رأى أنّها «شرط ضروريّ لكسر الحاجز النفسي» وتفرضه حالة «عدم الثقة بين الطرفين».
وذكَّر بيريز بأن الرئيس الراحل حافظ الأسد لم يوافق على لقائه عام 1996 بوساطة وزير الخارجية الأميركي آنذاك وورن كريستوفر، بل أعطى فقط موافقة مبدئية على عقد لقاء كهذا.
وكان أولمرت قد أوضح خلال لقائه مع ريتشاردسون أيضاً، أنه «من المناسب تسريع المحادثات مع سوريا، لكنّ هذا لا يعني أنّ إسرائيل تخلّت عن أمر ما. ولا تزال الطريق طويلة».
وفي السياق، أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن إسرائيل وسوريا أنهتا جولة أخرى من محادثات السلام غير المباشرة برعاية تركيا وقررتا الالتقاء مجدداً. وأكدت وزارة الخارجية التركية أن المجادثات جرت يومي الأحد والاثنين الماضيين وأنه اتّفق على موعد، لم تكشف عنه، لجولة مقبلة، مشيرة إلى أن الطرفين «عبّرا عن تصميمهما على المضي بالمحادثات والاستمرار في اللقاء بصورة منتظمة».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت عن مصدر تركي رفيع المستوى مطّلع على الاتصالات، أنه من المحتمل أن يوافق الطرفان على لقاء مباشر خلال الشهر المقبل، لكن في هذه المرحلة لا يجري الحديث عن لقاءات بين قادة إسرائيليين وسوريين.
ولفتت هآرتس أيضاً إلى أن «الممثلَين الإسرائيليَّين سيعلنان للطرف السوري أن إسرائيل ترغب في المحافظة على مسار المحادثات بصرف النّظر عن الأزمة السياسية الداخلية الحرجة، وأن المفاوضات ستستمر حتى لو تغيرت الحكومة أو أُجريت انتخابات مبكرة».
وتحدثت «هآرتس» أيضاً عن «وجود آراء مختلفة في إسرائيل حول انعكاس المفاوضات على سوريا حتّى الآن، كما يسود في المؤسسة الأمنيّة ارتياح إزاء إمكان أن تؤدّي المحادثات السورية ــ الإسرائيلية إلى توتر في العلاقات بين سوريا وإيران، الأمر، الّذي قد يهدّد مستقبل العلاقات بين الدولتيْن، إذا ما وقّع اتفاق السلام مع إسرائيل. أما في وزارة الخارجية، فيبدون القلق من أن تؤدّي المحادثات إلى كسر العزلة الدولية على سوريا، وإلى أن يغيّر عدد من الدول الأوروبية علاقاتها معها».
ولفتت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن كلام بيريز عن ضرورة عقد لقاء بين الأسد وأولمرت «لم يكن صدفة، وخاصة أنه تزامن مع إمكان أن يشارك كل منهما في القمة الأوروبية المتوسطية في باريس في الثالث عشر من الشهر المقبل. هذا إلى جانب الحديث المتزايد عن ضرورة البدء بالمفاوضات المباشرة بين الطرفين».
وفي الإطار نفسه، قدَّرت مصادر سياسية إسرائيلية أن «أولمرت مهتم بعقد القمة مع الرئيس السوري خلال الشهر المقبل»، مشيرة إلى أنه يمكن أن يلتقي والأسد في العاصمة الفرنسية.
وذهبت التقارير الإعلامية أيضاً إلى التقدير بأنه «إذا جرى اللقاء المباشر بين الأسد وأولمرت ونجح محامو أولمرت في تقويض صدقيّة (الشاهد في قضية الفساد التي تطال منه موشيه) تالنسكي، في السابع عشر من الشهر المقبل، فعندئذٍ سيتمكّن أولمرت من تحسين مكانته الشعبية والسياسية». وتقدر مصادر في محيط أولمرت أنه «إذا نجح هذا المسار، فإن حزب العمل سيتعرض لإرباك شديد وسيجد أعضاؤه صعوبة في تأييد اقتراح قانون حل الكنيست إذا حصلت مصافحة بين الأسد وأولمرت».