strong>على وقع استمرار التوتّر في البصرة، لم يستبعد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، حصول معارك جديدة «ضدّ الخارجين عن القانون»، تشمل العاصمة، في وقت دعا فيه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى تظاهرة مليونيّة لرفض الاحتلال في الذكرى الخامسة لسقوط بغدادبغداد ــ الأخبار
نفى رئيس الحكومة العراقيّة، نوري المالكي، في أوّل مؤتمر صحافي له بعد عودته من البصرة، وجود مفاوضات أو مذكّرات تفاهم «مع الخارجين عن القانون»، في ردّ على الشائعات التي أكّدت أنّ هدنة رعتها طهران أوقفت معارك الأسبوع الماضي بين «جيش المهدي» والقوات الحكوميّة المدعومة من الاحتلال.
ولم يستبعد المالكي حصول «أحداث أخرى (شبيهة بأحداث البصرة)، ونحن نرحّب بها لأنّها تكشف لنا عن القوة والضعف، وسنكتشف قوّتنا من خلال الاحتكاك». وقال «هناك مدن أخرى يجب أن تكون فيها صولة للفرسان (وهو الاسم الذي أطلق على العملية في البصرة)، وفي بغداد أيضاً». وأشار إلى أنّ مدن الصدر والشعلة والعامرية وبعض المناطق في بغداد «هي أسيرة بيد عصابات فرضت نمطها وسطوتها على سكّانها فلا بد من تحريرها».
كما دعا المالكي التيّار الصدري إلى أن «يطهّر صفوفه من الخارجين عن القانون». وعن موقف قادة أكراد العراق من المعارك الأخيرة، أجاب بأنّ «رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أعرب عن استعداده للقدوم إلى البصرة بنفسه ولإرسال قوّات للمشاركة في القتال. كذلك، كان موقف الرئيس جلال الطالباني».
في المقابل، دعا بيان صادر عن مكتب الصدر في النجف، العراقيّين إلى إعلان رفضهم للاحتلال من خلال مشاركتهم «في تظاهرة مليونية، حاملين الأعلام العراقية لتعزيز وحدة العراق والمطالبة باستقلاله، متوجهين إلى النجف في التاسع من نيسان، الذكرى المشؤومة لاحتلال العراق».
وأضاف البيان «حان الوقت لتعبّروا عن رفضكم وترفعوا أصواتكم عالية مدوّية في سماء العراق ضدّ المحتل الظالم وعدوّ الشعوب والإنسانية، وضدّ المجازر البشعة التي يرتكبها الظالمون تجاه أبناء شعبنا»، مشيراً إلى أنّه يوجّه نداءه إلى «السنّة والشيعة والأكراد والعرب» على السواء.
وتجدد التوتّر في البصرة، إثر حملة اعتقالات شنّتها القوات الحكومية، في خطوة تزامنت مع مداهمات واسعة لقوات الاحتلال «للتفتيش عن السلاح» في مدينة الصدر شرقي بغداد، بحسب شهود عيان. كما ارتكبت مقاتلات أميركية مجزرة في غارة على أحد المنازل في البصرة، قُتل فيها 6 أشخاص من عائلة واحدة.
وأعلن مصدر في الشرطة اعتقال يوسف الموسوي، وهو زعيم منظمة «ثأر الله» «من الأحزاب الدينية المتشدّدة في البصرة».
وهدّدت مجموعة مسلّحة تطلق على نفسها اسم «سرايا الاستشهاديّين»، وتردّد أنها تابعة لـ«جيش المهدي»، بتوجيه «ضربات قاصمة إلى القوات الحكومية في حال استمرارها في عمليات المداهمة والاعتقال التي تطال أتباع التيار الصدري».
وفي السياق، اتهم النائب عن الكتلة الصدرية، صالح العكيلي، الحكومة «بالالتفاف» على مبادرة الصدر القائمة على وقف حملات الدهم والاعتقال في مقابل إلغاء المظاهر المسلّحة، فيما أكّد زميله بهاء الأعرجي أن المالكي «يريد التصعيد، بينما التيار الصدري يريد الهدوء». وحذّر الأعرجي رئيس الوزراء من أنّه «إذا لم يستجب للتهدئة، فنحن حاضرون لمعركة حاسمة»، من دون أن يشير إلى طبيعتها. وشدّد النائب الصدري على أنّ «المعركة التي جرت لم يكن فيها خاسر ومنتصر، وإذا كانت هناك أجندات تريد تصفية التيار الصدري فهي تعيش في وهم». وجدّد رفض تسليم السلاح «لأننا نواجه تحدّيات».
إلى ذلك، اعترف السفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، بأن حملة الحكومة الأخيرة لنزع سلاح «جيش المهدي»، «واجهت عدداً من المشاكل»، مشيراً إلى أنها سببت تجدّد العنف في العاصمة العراقية وجنوب البلاد.
ميدانياً، سقط نحو عشرة عراقيّين في أعمال عنف متفرّقة، فيما اعترفت القوّات البريطانية في البصرة بقيام إحدى الطائرات الأميركيّة، أوّل من أمس، بقصف منزل في منطقة القبلة غربي البصرة، قُتل على إثره ستة مدنيّين من عائلة واحدة.