strong>«حماس» تتوعّد مجدّداً باقتحام حدود مصر... والسلطة تحذّر من «صيفٍ ساخنٍ»
غزة ــ رائد لافي
لم تمض ساعات على التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، حتى بدت ملامح مجزرة جديدة على أعتاب قطاع غزة، حصدت أمس ثمانية شهداء، غالبيتهم من الأطفال، في وقت حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من «صيفٍ ساخنٍ في المنطقة».
واستشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب عشرة آخرون، جراء استهداف المدفعية الحربية الإسرائيلية منازل سكنية وتجمعات مدنية في مخيم البريج. وقالت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة للمخيم، إن الشهداء الخمسة وصلوا إلى المستشفى أشلاءً ممزقة ومشوّهة، وعرف منهم شهاب أبو زبيد (17 عاماً) وجهاد أبو زبيد (19 عاماً) ويوسف المغاري (17 عاماً).
وفي وقت سابق، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفل رياض العويسي (12 عاماً)، وأصابت سبعة آخرين بجروح متفاوتة، جراء عمليات إطلاق النار الكثيفة التي رافقت عملية التوغل في الأطراف الشرقية من المخيم.
وتسلّلت قوات خاصة إسرائيلية في المخيم المذكور فجراً، واقتحمت عدداً من المنازل المرتفعة، وحوّلت أسطحها إلى ثكنات عسكرية لإطلاق النار، قبل أن تتقدم قوات إضافية تساندها الدبابات والآليات العسكرية، بحسب سكان وشهود عيان. وقالت مصادر محلية في المخيم إن أسرة بكاملها نجت من موت محقق عندما قصفت المدفعية الحربية الإسرائيلية منزلها في المخيم مرتين متتاليتين، ما أدى إلى إصابة فتاة، وإلحاق دمار كبير في أجزاء واسعة من المنزل.
كعادتها، جرفت الجرافات العسكرية الإسرائيلية مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون.
وقبل ساعات قليلة من عملية التوغل، أغارت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية على موقعي رباط متقدمين يعودان لـ«كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع. واستشهد في الغارتين المقاومان محمد النجار (25 عاماً)، وقريبه أمين النجار (22عاماً).
وتصدت فصائل المقاومة الفلسطينية لعملية التوغل الإسرائيلية في مخيم البريج، وخاضت مع قوات الاحتلال اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون. وأعلنت «كتائب القسام» أنها قنصت جندياً إسرائيلياً في المخيم وأصابت دبابة بشكل مباشر، فيما أفادت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أن وحدة المدفعية التابعة لها أوقعت إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال، بعد استهدافهم بثماني قذائف هاون. وأضافت أن أحد عناصرها أصيب في الاشتباكات المسلحة مع قوات الاحتلال. وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، إصابة اثنين من مقاوميها خلال التصدي لقوات الاحتلال في المخيم.
وبعد 48 ساعة على العملية الفلسطينية على معبر ناحل عوز الذي تسيطر عليه إسرائيل، وتمرّ عبره المحروقات المخصصة لقطاع غزة، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن «المعبر لا يزال مغلقاً اليوم».
وفي السياق، اتهمت إسرائيل حركة «حماس» بالقيام بـ«حملة دعائية» بشأن نقص البنزين في غزة. وقال مسؤول مكتب التنسيق الإسرائيلي للقطاع، نير برس، «نحن لا نقول إن الوضع سهل في القطاع، غير أن حماس تقوم بحملة إعلامية دعائية». وأضاف أن «إسرائيل زوّدت غزّة بـ800 ألف ليتر من الديزل، و75 ألف ليتر من البنزين أسبوعياً خلال الخمسة عشر يوماً الماضية»، موضحاً أن «الاحتياطي الفلسطيني عند معبر ناحل عوز، لا يزال يحوي عشرات آلاف الليترات من المحروقات».
واتهم برس «حماس» بالقيام بـ«حملة وقحة ضد شعبها»، مشيراً إلى أنها تقتطع «كمية كبيرة من المحروقات لأغراضها الخاصة»، منها نقل «القذائف والقنابل» لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وشارك عشرات الآلاف من أنصار «حماس» في مسيرات دعت إليها الحركة الإسلامية، للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، ولوّح النائب عن «حماس»، مشير المصري، مجدّداً باقتحام الحدود المصرية والإسرائيلية.
وخرج أنصار «حماس» بالآلاف في مدن ومخيمات جنوب غزة ووسطها وشمالها، رافعين رايات خضراء، ومرددين هتافات غاضبة تطالب برفع الحصار، وإنهاء معاناة الفلسطينيين، والاستمرار في المقاومة.
إلى ذلك، حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، من أن «المنطقة ستشهد صيفاً ساخناً، وهي على مفترق طرق»، إذا استمرّت إسرائيل في المماطلة، ولم يتم التوصّل إلى اتفاق وفق تعهدات مؤتمر أنابوليس. وأوضح أنه «على إسرائيل والإدارة الأميركية العمل على عدم إضاعة الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق السلام، لأن البديل عن السلام هو الفوضى الشاملة في المنطقة». وأضاف أن «التفاهمات وحدها لا تكفي، ولا بد من التوصل إلى اتفاق وفق التعهدات التي تمت في أنابوليس».