صوّت الباكستانيون أمس في «أم المعارك» الانتخابية، التي من المتوقّع أن تحدّد مصير وموقع الرئيس برويز مشرّف في السلطة الجديدة المنبثقة. ونتيجة الوضع الأمني المتردّي، الذي تكرّس بانفجارات أدت إلى مقتل عشرة أشخاص، أتت نسبة الإقبال متدنية مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث سجّلت محافظة البنجاب ما بين 30 و40 في المئة، وهي أقل من انتخابات عام 2002، فيما سجّلت بالوشستان نسبة إقبال بلغت 35 في المئة.
وطابقت عمليات الفرز الأوّلي للأصوات، نتائج استطلاعات الرأي، إذ أشارت إلى تقدّم حزب «الشعب» الباكستاني، الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو.
وأعلن حزب «الرابطة الإسلاميّة»، الذي يدعم مشرّف أنّ المعارضة أحرزت تقدماً كبيراً في الانتخابات التشريعية والمناطقية في باكستان، بحسب نتائج جزئية. وقال الناطق باسمه، طارق عظيم، إنّ «النتائج الأوليّة تُظهر أنّ حزب نوّاز شريف (رئيس الوزاء السابق) يتقدّم بقوة». وأضاف أنّه «إذا تأكدت النتائج فإنّنا سنقوم بدورنا كمعارضة بأكبر فاعليّة ممكنة».
وأفادت شبكات تلفزيون بأنّ رئيس حزب «الرابطة الإسلاميّة»، رئيس الوزراء السابق، تشودري شجاعت حسين، خسر مقعده البرلماني في إقليم البنجاب على يد خصمه من «حزب الشعب الباكستاني».
وكانت استطلاعات الرأي قد أشارت إلى أن أوائل المتقدمين في هذه الانتخابات سيكون حزب الشعب الباكستاني، وبعده يأتي حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، فيما توقّعت أن يحلّ الحزب الحاكم الموالي لمشرّف ثالثاً.
وفي خطوة استباقية، وعد الرئيس الباكستاني، قبل أن يُدلي بصوته في روالبندي، بأنه سيعمل مع الحكومة الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات، قائلاً: «من جهتي، أهنّئ مسبقاً، ومن كل قلبي، أي حزب سياسي سيربح، وأي رئيس حكومة سيأتي، وسأتعاون معهم إلى أقصى حدود كرئيس، مهما كان دوري». وأضاف: «سياسة المواجهة تضرّ بباكستان، ويجب أن نتبنّى سياسات تصالحية»، وطلب من المرشّحين أن يقبلوا النتيجة مهما كانت.
وأيضاً في خطوة استباقية للنتيجة، حذّرت الأحزاب المعارضة الحكومة من تزوير النتائج، وتوعّدتها بإطلاق تظاهرات في الشوارع. كما اتهمت المعارضة السلطات باستخدام الموارد المالية العامة من أجل دعم الحزب الحاكم، وهو ما نفته الحكومة.
وفي المناطق الشمالية الغربية، حُرمت النساء من حق التصويت بسبب معارضة الرجال. ففي أحد مراكز الاقتراع المفصولة للنساء في بيشاور، لم تُدلِ أي من الـ1000 ناخبة بصوتها، لأن أزواجهن رفضوا ذلك.
وكان العامل العاطفي الناخب الأكبر أمس. فرغم غياب بوتو، إلا أن شبحها كان الحاضر الأقوى. وقال أحد مناصري حزب «الشعب» إنهم «لن يقبلوا التزوير هذه المرة، وإذا حصل، فردّة الفعل ستكون قاسية».
ورغم الاحتياطات والتعزيزات التي قامت بها القوى الأمنية، حيث نشرت أكثر من 470 ألف شرطي في كل أرجاء البلاد، قُتل أكثر من تسعة أشخاص، من بينهم مرشح انتخابي معارض عن حزب نواز شريف، وجُرح العشرات في البنجاب، فيما قُتل اثنان وجُرح 10 آخرون خلال اشتباكات وقعت في السند بين الأحزاب السياسية المتنافسة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)