strong>«أنابوليس جبل ولد فأراً» ... وقمة دمشق «ستنجح لأن الكل بحاجة إليها»
رأى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، في كلمة له أمام اجتماع الجبهة المركزية لأحزاب الائتلاف السياسي الحاكم في دمشق أمس، أن مؤتمر أنابوليس للسلام كان كـ«الجبل الذي ولد فأراً».
وقال الشرع إن بلاده ذهبت إلى هذا الاجتماع «وليس لديها أوهام»، مشيراً إلى أن «النتيجة المهمة» التي حققتها من المشاركة تمثّلت في «إلغاء فكرة تحالف المعتدلين ضد تحالف المتشددين»، ومشدداً على أن الهدف قبل أنابوليس كان «محاصرة سوريا وحزب الله وحماس وإيران».
وأضاف الشرع إن «خمسين دولة حضرت أنابوليس ولم تخرج بشيء، حتى إن البيان الشكلي الذي كان يجب أن يخرج به المؤتمر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لم يتحدث عن وثيقة ولم يتوصّلا إلى وثيقة».
وكشف الشرع أن «لغة التعامل مع سوريا تغيّرت بعد أنابوليس»، موضحاً «لقد رأينا كيف تغيرت لغتهم عبر الإعلام، وأن سوريا وضعت في اعتبارها أنها مقبلة على قمة عربية هدفها الرئيسي تصحيح الوضع العربي».
وعن زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى دمشق في تشرين الأول الماضي، قال الشرع إن «الزيارة لم تكن مخصصة مباشرة لحث سوريا على المشاركة في مؤتمر أنابوليس، لكنها تناولت في جانب من جوانبها هذا الأمر». وأضاف إن «هناك قلقاً في الأردن تاريخياً من أن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين».
وفي ما يتعلق بالوضع الفلسطيني، وصف الشرع الرئيس الأميركي جورج بوش بـ«الفاقد لصدقيته لأنه لم يعطِ شيئاً للفلسطينيين ولم يطمئن الإسرائيليين».
ودعا الفصائل الفلسطينية إلى عقد مؤتمرها الوطني في دمشق. وقال إن «كل هيئات المجتمع الفلسطيني الوطنية داخل أو خارج فلسطين، إضافةً إلى الفصائل الفلسطينية مرحّب بها لعقد مؤتمرها الوطني في سوريا». وتوقّع أن يعقد الاجتماع مطلع العام المقبل.
وفي ما يتعلق بالعلاقات العربية ـــــ الإيرانية، قال الشرع إن دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى قمة دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي كانت مؤشراً إلى أن «رياح المنطقة تتغير».
وأعرب الشرع عن أسفه حيال الوضع العربي، قائلاً «إن العرب يقلّلون من شأنهم كثيراً». وأضاف «كل شعوب العالم تعلم أن إسرائيل هُزِمت في تموز 2006 وأن أميركا أخفقت في العراق».
وأبدى الشرع ارتياحه واطمئنانه لانعقاد القمة العربية في العاصمة السورية في موعدها أواخر آذار من عام 2008، وقال إن هذه القمة «ستنجح لأن الكل بحاجة إليها».
وفي إشارة إلى إمكان مقاطعة بعض الدول العربية للقمة بناءً على التوتر في العلاقة مع دمشق، قال الشرع «إذا تبيّن أن البعض يريد بمزاج شخصي أن يعاقب سوريا، فإنه سيشعر بأنه أخطأ عندما لا يأتي»، مشيراً إلى أن بلاده «ذهبت في أجواء مماثلة إلى قمم عربية سابقة مثل الرياض والخرطوم والجزائر».
(د ب أ)