strong>فشلت خطة «فرض القانون» في اثبات نجاحها في حماية جنود الاحتلال الأميركي، قبل الحديث عن العراقيين، بينما لم تجد حكومة نوري المالكي سوى اصدار البيانات سبيلاً للتعليق على التفجيرات الأخيرةجددت الحكومة العراقية امس عزمها على «تطهير بؤر الارهاب»، غداة التفجيرات الدموية التي حصدت عشرات القتلى في بغداد، في وقت كان الاحتلال الاميركي يتلقى فيه ضربة موجعة بإعلانه مقتل 9 من جنوده خلال الـ72 ساعة الماضية.
وأعلن الاحتلال الاميركي عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة 17 آخرين «في هجوم شنه متمردون بسيارة مفخخة يقودها انتحاري على موقع للقوات الاميركية في الطارمية» شمال بغداد.
وقُتل أمس خمسة من الجنود الاميركيين وجرح اثنان في «عمليات قتالية» في الأنبار وبغداد، ولقي جنديان آخران مصرعهما السبت والأحد في المحافظة نفسها.
ميدانياً أيضاً، قتل 60 عراقياً وأصيب 63 بجروح في هجمات في تكريت والفلوجة والرمادي والضلوعية وبغداد، حيث اعتقل الجيش الاميركي «49 ارهابياً»، بينهم شخصان من جيش المهدي، بزعامة السيد مقتدى الصدر. وعثرت الاجهزة الامنية العراقية على 13 جثة في الموصل والعاصمة.
وتعليقاً على التفجيرات الأخيرة في بغداد، رأى بيان لرئاسة الحكومة العراقية أن «هذه الجرائم تؤكد فشل مرتكبيها في مواجهة قواتنا المسلحة التي عقدت العزم على تطهير بؤر الارهاب»، مضيفاً أن الشعب العراقي «اختار المضي قدماً في مسيرته السياسية، مهما بلغت التضحيات، وهو مصمم على الوقوف خلف قواتنا المسلحة، وهم يطاردون فلول الصداميين والتكفيريين، وكل الخارجين على القانون».
بدوره، أعلن وزير الداخلية العراقي، جواد البولاني، لصحيفة «البينة الجديدة» العراقية أمس، أن «تطهير بغداد من الارهابيين بات وشيكاً»، معتبراً أنه «يخطئ من يظن أن الحكومة غير قادرة على فرض الامن والقانون، والايام المقبلة ستشهد صحة ما نقول».
أما النائب عن جبهة التوافق السنية، أحمد العلوان، فاتهم الأجهزة العراقية بـ«اعتقال 32 شاباً في حي الداخلية غربي بغداد، لا علاقة لهم إطلاقاً بالعمليات الارهابية، والاعتداء على النساء وضربهن، خلال عمليات الدهم والتفتيش في منطقة حي العامل».
وفي سياق متصل، ندد السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد بشدة بالتفجيرات التي شهدتها بغداد الأحد.
وقال خليل زاد في بيان، إن «الشعب العراقي الشجاع يعرف أن الانتصار على الارهاب يتطلب العزيمة، ويعلم أيضاً أن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها».
على صعيد آخر، قال رئيس حزب الأمة العراقية مثال الالوسي، إن «مجرمي القاعدة يدخلون عبر الحدود الايرانية والسورية»، معتبراً أن «جزءاً من اخطبوط القاعدة تتعاون معه ايران».
واتهم الالوسي، المؤيد للتطبيع مع إسرائيل، اطرافاً اميركية بأنها «لا تريد أن تفصح عن علاقة ايران وسوريا بتنظيم القاعدة».
في هذه الاثناء، قال النائب والقائد في حزب الدعوة حيدر العبادي، لصحيفة «البينة الجديدة» أمس، إن «السيد مقتدى الصدر لديه شعور بأنه قد يكون ملاحقاً من الاميركيين، وهذا الشعور مبرر، لأن الجانب الاميركي قام بمثل هذه العمليات في السابق»، موضحاً أن الاميركيين «يريدون إحراج السيد مقتدى والتيار الصدري بهذه العملية، ويجبرونه على أن يظهر وبالتالي يعرض نفسه للخطر»، في اشارة الى اعلان الاحتلال أن الصدر غادر العراق الى ايران.
وأفاد مصدر في وزارة المهجرين أمس، بأن «نحو 96 ألف عائلة عراقية تم ترحيلها قسراً من الجماعات المسلحة»، في عموم المدن العراقية، منذ أحداث تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في شباط الماضي.
وفي واشنطن، رأى زعيم الغالبية الديموقراطية في الكونغرس السيناتور هاري ريد، أن «حرب العراق هي الخطأ الأكبر في سجل السياسة الخارجية الأميركية على مر التاريخ»، معتبراً أنها «حماقة تفوق تلك التي ارتُكبت في فيتنام».
وردّ الناطق باسم البيت الأبيض طوني سنو على ريد بالقول إن «الحرب قاسية، لكن الحل لن يكون بالخروج من العراق، بل عبر تأمين أنواع من المصادر والتعزيزات التي تحتاج لها قواتنا لإتمام المهمة».
(الأخبار، أ ب، د ب أ، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)