استطاع الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، للمرّة الثانية، أن يقمع احتجاج المعارضة على فرضه حال الطوارئ، بعدما وضع زعيمة المعارضة بنازير بوتو، التي طالبته بالاستقالة، قيد الإقامة الجبرية، معرقلاً بذلك «المسيرة الطويلة» التي كانت تنوي تنظيمها من لاهور إلى إسلام آباد.وطوّقت الشرطة مقرّ إقامة بوتو في لاهور لمنعها من المشاركة في المسيرة، وحشدت أكثر من 1100 من عناصرها حول منزلها لمنعها من المغادرة.
وأُغلقت كل الطرق المؤدية إلى المنزل بأسلاك شائكة وحواجز من الخشب. وأفاد الضابط أفتاب شيما بأن الشرطة «حاولت تسليم بوتو أول من أمس مذكرة تقضي بفرض الإقامة الجبرية عليها لمدة 7 أيام، إلا أنه تعذّر اللقاء بها. لكن المذكرة سُلّمت مع ذلك».
وبدأ أنصار بوتو المسيرة من دونها. وتجمّع عناصر حزب الشعب الباكستاني على أحد الطرق حيث بدأت عشرات السيارات مسيرتها باتجاه مدينة كاسور قرب الحدود الهندية.
وخلال المسيرة، أطلق مجهولون النار على مركزين للشرطة في كراتشي من دون وقوع إصابات. واتهمت الشرطة أنصاراً لبوتو مسلّحين بإطلاق النار على مركزي الشرطة والمباني، وهو ما نفاه حزب الشعب الباكستاني.
وقبيل وضعها قيد الإقامة الجبرية، طالبت بوتو مشرّف بالتنحي عن منصبه «لأن زمن الديكتاتورية ولّى وجاء وقت التحوّل إلى الديموقراطية» ولأن الشعب «فقد الثقة بقدرته على نقل البلاد نحو الديموقراطية وحان وقت رحيله». ووصفت عمل السلطات الباكستانية بأنه انحرف عن البحث عن مكان زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن إلى البحث عن أنصارها واعتقالهم.
ولم تستبعد بوتو احتمال نقلها بواسطة طائرة عسكرية إلى مسقط رأسها في كراتشي لمنعها من المشاركة في مسيرة إسلام آباد، وهو ما نفته الحكومة الباكستانية.
وفي خطوة تهدف إلى رصّ صفوف المعارضة، اقترحت بوتو على خصمها في التسعينيات ورئيس الحكومة الأسبق نوّاز شريف تشكيل تحالف ضدّ مشرف، «قاسمه المشترك الوحيد استعادة الديموقراطية».
وفي محاولة لإنهاء الأزمة الباكستانية لمصلحة واشنطن، سيقوم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جون نغروبونتي بزيارة قريبة إلى باكستان ليبلّغ شخصياً مشرّف أن واشنطن ترغب في رفع أحكام الطوارئ.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)